رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 23:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر نهري دجلة والفرات من أهم الأنهار الرئيسية في الشرق الأوسط. ينبعان من دولة تركيا حيث يجري نهر الفرات عبرسوريا والعراق ويصب في شط العرب بينما تجري نهر دجلة بمحاذاة الحدود السورية –التركية وتدخل الأراضي العراقية ضمن إقليم كوردستان وتشكل مع نهر الفرات بلاد ما بين النهرين. أنشئ في حوضي دجلة والفرات أكثر من 46 سدا وقد خطط لإنشاء أكثر من 8 سدا آخرا قسم منهاهي قيد الإنشاء حاليا وقد أصبحت هذه السدود بنية رئيسية ضمن المنشآت الهيدرولوكية كمنهج للبعد الهيدروبولوتيكي والجيوسياسي في المنطقة، حيث بدأت موارد المياه تشكل موردا إستراتيجيا رئيسيا في المنطقة بدلامن النفط حيث أهمية البنية التحتية المائية كالمنشآت الهيدرولوكية ستأخذ حيزا كبيرا في حروب المياه وظهر ذلك جليا في المعارك التي يشنها تنظيم الدولة الأسلامية المعروف ب" داعش"
إن الدولة الإسلامية إنتهجت السيطرة الهيدرولوجية في سوريا والعراق فاستولت على سد الطبقة في عام 2013. وتلاها قي أب 2014 السيطرة على سد الموصل، إن إستمرار إستهداف شبكات إمدادات المياه ومشاريع السدود التي هي شرايين الحياة الاستراتيجية من قبل تنظيم الدولة لغرض السيطرة على الأراضي الزراعية كانت ولا تزال أحد وسائل المعاقبة والضغط على الخصم إنها حرب من أجل المياه في كل من سوريا والعراق.
وتؤكد حقيقة لا يمكن تجاهلها كون أحد أسباب الحرب الأهلية في سوريا هو أنها بدأت في نهاية أسوأ موجة جفاف في التاريخ السوري، الجفاف الذي أدى الى هجرة أكثر من مليون مزارع سوري من الريف الى المدن وأصبح هؤلاء الفلاحين والمزارعين لاجئين داخليين في بلدهم سوريا IDPs مما يشير الى أن الجفاف لعبت دورا رئيسيا ولربما كانت نقطة تحول رئيسية لتسير بالحالة السوربة الى وضع أسوء هذه الصلة بين هذا الجفاف وبداية الحرب الأهلية مهد ت السبيل لتتحول إلى حرب أهلية شاملة ونيرانها مستعرة ومستمرة الى اللحظة.
في ظل تفاقم وتدهور الأوضاع الامنية وبسبب تغير المناخ والتلوث البيئي كل هذا سيقود إلى مزيد من الصراع وأكثر أي وقت مضى و ضمن أحواض الانهار العابرة للحدود وخاصة فيما يتعلق بحقوق المياه إنما يحدث في سوريا والعراق، من دمار شامل إنما هي حرب المياه للحصول على النفط.
سوف لن تنتهي التوترات بشأن التحكم في المياه في المنطقة لتعود بين الفينة والاخرى وبشكل أوآخر حيث بإنتهاء تركيا لسد اليسو وسد الجزرة على نهر دجلة وبالقريب من الحدود العراقية والسورية الذي هو جزء من مشروع واسع وطموح يعرف بمشروع جنوب شرق الأناضول GAP (Guneydogu Projesi)ـ حيث تكمن المشكلة الحقيقية إن تركيا بدأت التحكم بمنابع النهر داخل الاراضي التركية بشكل شبه كامل.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟