علاء عبد الواح الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 22:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مَن منّا لم يسمع بحرب فيتنام التي استمرت من 13سبتمر1956 ولغاية 17 يونيو 1975 ، اذ تحالفت فيتنام الشمالية مع الاتحاد السوفيتي السابق والصين وتحالفت الولايات المتحدة وحلفائها مع الجنوبية في اوج الصراع بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي ورغم ضراوة الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية وهي تعتبر من الحروب غير المعلنة حسب الدستور الامريكي والتي منعها لاحقا الكونكرس الامريكي بعد انتهاء الحرب الدامية على فيتنام الشمالية والتي شردت وقتلت الالاف من الفيتنامين . طوال الحرب الفيتنامية والتي أمتدت 26 سنة كانت الصين والاتحاد السوفيتي بالخصوص احد واهم وابرز الحلفاء للشمالين حيث قدموا لهم الاسلحة الحديثة والتدريب والخبراء والتخطيط العسكري حتى بلوغ النصر لكن من الملفت للنظر وبعد هذه المقدمة الطويلة والعريضة لما دار وجرى في هذه الحرب وبداية السبعينات حيث بدأ الاتحاد السوفيتي بالتقرب من الولايات المتحدة واصبحت العلاقة جيدة نوعاً ما .بعد عدد من الزيارات من الطرفين انتجت تفاهمات جديدة بين المعسكرين وبدأت الضغوط كبير من قبل الاتحاد السوفيتي لغرض انهاء الحرب بين فيتنام الشمالية والجنوبية والقبول بالتقسيم بين البلدين لكن والتأريخ كتب هذا الصمود باحرف من ذهب على ايدي القيادة الشمالية الفيتنامية وكان ردهم واضحاً وصريحاً لحلفاها السوفيت اننا لن ولم نساوم على تقسيم بلدنا الى دولتين وسوف نستمر بالحرب لحين تحقيق الوحدة الشاملة لم تنفع ضغوط الاتحاد السوفيتي ولا طائرات القوات الامريكية وقصفها المتواصل على الشماليين من يدمروا الارادة الوطنية لهذه القيادة الفذة . لعل ساسة الصدف في العراق سوف ينعتون هؤلاء الشماليين بالكفرة البوذين او الشيوعين الملحدين او اي نعت اخر يحط من قدرهم ومن وطنيتهم منذ ان تخلص العراق من دكتاتوره المقبور صدام حسين سنة 2003وشهد هذا البلد افكار انفصالية محمله مسبقاً من الخارج .حيث صرح احد الساسة الشيعة في اول دخوله الى للعراق بعد سقوط بغداد بضرورة تقسيم العراق الى دويلات 3 على اساس عرقي واثني وديني ومذهبي وكان هذا السياسي يمثل قمة الهرم السياسي الشيعي وفي نفس الوقت كان هناك دفع من قبل الساسة الكرد لغرض الاستقلال المزعوم وانشاء دولة كردية في شمال العراق على اساس قومي ولم يكن ساسة السنة ببعيدين عن هذا التوجة وان كان ضعيفا وغير واضح في بدايات سقوط بغداد لتشتت القيادة السنية وعدم وجود قائد سني لغرض التعويل عليه من قبل امريكا لكن بعد مرور عام تلو العام وكل عام يحمل هم ودم يراق في الشوارع وامام انظار العالم ودول الجوار بدا القادة السنة بضرورة ايجاد دولة سنية بحجة اقامة اقليم سني بعد دخول دعش الجسم الغريب في الاراضي العراقية وخصوصا الاراضي السنية حسب تعبير المتداول بعد 2003والحقيقة هي تمهيد لتقسيم مرتقب بعد اتمام ضروريات هذه الدولة بداً باقامة الحرس الاقليمي المزعوم هؤلاء هم قادة العراق اليوم ويؤسفني اني انطق كلمة قائد!! فلايوجد فيهم تلك الصفة الوطنية التي تحلت بها القيادة الفيتنامية كل هؤلاء القادة يعرفون انهم يقودون العراق الى مشروع التقسيم والتي ترعاه الولايات المتحدة الامريكية لغرض تقسيم العراق وانشاء مشروعها الضخم شرق اوسط جديد لاغراض كبيرة وعميقة يمكن ان يكون احدها ايجاد دولة بين سوريا والعراق وايران دولة سنية وزرع دولة كردية ضاغطة على ايران وتركيا طبعاً ايران لم تقبل بهذا تقسيم وتركيا حليفة امريكا لايهما بالموضوع سوى عدوها اللذوذ حزب العمال الكردستاني وكذلك الجارة الشقيقة السعودية ان صح تعبيرنا طبعاً تتخوف من قيام دولة عراقية يرأسها الشيعة حلفاء ايران . لايهم امريكا او تركيا او ايران او السعوديه ان يذهب العراق الى الجحيم اوأن يدمر او يذبح ابناءه واحداً تلو الاخر ومن الضروري لدول الجوار ان يبقى العراق ارض صراع طائفي مقيت وخبيث .لكن ما بال المواطن العراقي!؟ واين دوره!؟ واين هم الشباب العراقي الواعي !؟ولماذا لم نستفاد من تجارب الامم التي سبقتنا!؟ ولماذا لم ندخل في حوار عقلي ديمقراطي حقيقي نضع فيه النقاط على الحروف!؟ ولماذا لحد هذه اللحظة المواطن مغلوب على امره ؟! كل هذه الاسئلة تجعل مشروع التقسيم والذي دخل حيز التنفيذ لا يجد معارضة شعبية بل بالعكس يجد خنوعاً واستسلام عجيب . نحن مسلمون لكن لانعرف عن نبينا محمد صل الله عليه واله وسلم شيء كانما لم نتعلم منه كيف اصبح رجلا ضعيفا بين قومه امه باحكمته وذكائه واخلاقه وصموده وشجاعته وكأنما لم نقرأ القران ولم نتفكر فيه . قال تعالى ﴿-;- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾-;- [سورة الأنفال : الآية 45 – 46 ممكن ان اكون متشائم جدا لكن لي ثقة بان سوف ينهض من تحت هذا الركام شباب يضعون العراق على الطريق الصحيح رغم انف امريكا والارادة الدولية والاقليمية
. بقلم الحقوقي علاء الفاضلي
#علاء_عبد_الواح_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟