أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - بدايات ألإسلام -3















المزيد.....

بدايات ألإسلام -3


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 13:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نصان يهوديان حول بدايات ألإسلام:

مقدّمة:

لاشك أنّ التعامل مع التقاليد ألإسلامية التي تتناول بدايات ألإسلام يتطلب الكثير من من الدقة والإرتياب، وهذا الأمر لا ينطبق على الإسلام على نحو محدد، بل يمكن تمديده ليطال كل الأديان والعقائد وربما التيارات الفكرية، عالمية كانت أم محلية.
تاريخية التقاليد الإسلامية تثير في وجه الباحث التاريخي ما لا طاقة له على تحمله من المشاكل، مهما كانت قدراته وعلومه ومواهبه، مع ذلك فإنّ مقارنة عقائدية تاريخية سريعة يمكن أن تظهر أنّ المشاكل عند الطرف الإسلامي اقل منها عند الطرف اليهودي والمسيحي - على سبيل المثال - أقلها أنّ الجدل البحثي مستقر على الحقيقة التاريخية لوجود محمّد، نبي الإسلام في القرنين السادس والسابع في غرب شبه جزيرة العرب ( ماعدا بعض البحوث للمستشرقين الذين تطرقنا إلى بعض ألأمثلة من بحوثهم في الحلقة ألأولى والثانية من هذه السلسلة من المقالات )، في حين أنّ التفاصيل التاريخية لوجود موسى محط شكّ - وربما محل رفض كبير في الحقبة الأخيرة، وكذلك ايضا يسوع: وإن بحدّة أقل من موسى.
ما يتعلق ببدايات الإسلام، فسوف نجد الخبر ونقيضه، روايات متباينة - وربما متعارضة - للحدث الواحد إختلافات صارخة حول قيمة هذه الشخصية أو تلك، إختلاقا لشخوص وحوادث لم يكن له وجود قط، تدعم التوجه العقائدي للتيار المُختلق، وإخفاء لأمور مفصلية لا تتناسب مع ميول الكاتب وأهوائه.
إنّ تضافر روايات الحدث داخليا وخارجيا يدعم الحقيقة التاريخية لهذا الحدث. فعلى سبيل المثال، إنّ إشارة المصادر الخارجية - غير " العربية والإسلامية " - إلى حدث ظهور نبي في غرب شبه جزيرة العرب إسمه محمّد ( وإن اختلفت التسميات ) يدعم الحقيقة التاريخية لهذا الحدث التي تشير إليه المصادر الداخلية - أي " العربية والإسلامية ". وهذا ينطبق ايضا على الكثير من الأحداث المفصلية في التاريخ العربي - الإسلامي.
لقد كتب كثيرون، من غير المسلمين، حول بدايات الإسلام، في تلك البدايات بالذات : كتب ألارمن، الآشوريون، السريان، الموارنة واليهود. وللأسف الشديد، لم نر قط عند الباحثين التاريخيين المعاصرين العرب أدنى إشارة إلى تلك النصوص القديمة التي تناولها الكثير من الباحثين التاريخيين في الغرب بالفحص والتمحيص وألأرجح أنّهم لا يعرفونها، أو لم يسمعوا بها عدا بعض الإستثناءات.
في هذه المقالة نتناول بعض أجزاء من نصان يهوديان حول بدايات الإسلام، نعتقد أنّ لهما أهمية إستثنائية. ألنصان هما:
" صلاة الحاخام شمعون بن يوحاي " وقصيدة " في ذلك اليوم " وهما منشوران، على الترتيب، في : (- جامعة لندن، المجلد 13، الجزء الثاني، 1950، ص ص 308 - 338، نشر مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية، وفي عدد مهدى لذكرى أرمان أبيل، تحرير بيير سالمون، لايدن 1974 ، ص ص 197 - 200. وألنصان ترجمهما وعلق عليهما الباحث برنارد لويس.
ملاحظة:
حاخام شمعون بار يوحاي هو تانا من منتصف القرن الثاني، يدعى في الأدب التلمودي ح. شمعون دون أي شيء آخر. يُذكر في مواضع مختلفة. في المدراش الهالاخي، استخدم الطريقة الخاصة بعقيبا، وبإستخدامه لهذه الطريقة حرّر مجموعة مدراشيم هالاخية على الخروج والتي تعزا إليه وتحمل عنوان مخلتو د. ح. شمعون بار يوحاي، ما تزال بقايا منها موجودة حتى الآن. إليه تعزو التقاليد زوهار، وهو بالتالي شخصية مركزية في الأدب القبالي.

رؤی-;-ا أبوكالی-;-بتی-;-ة للتاری-;-خ الإسلامي:
بقلم: برنارد لوی-;-س

خلال قرون الحكم الإسلامي الأربعة الأولى، سرت بقوة الآمال المسی-;-انی-;-ة بی-;-ن شعوب الخلافة. فالمسی-;-حی-;-ون، الی-;-ھود، والزرادشتی-;-ون، الخاضعون لحكم دی-;-انة جدی-;-دة وغری-;-بة علی-;-ھم، تعلّقوا بتقالی-;-دھم المتعلقة بمسی-;-ا أو ساوشی-;-انت وزی-;-نوھا: مسی-;-ّا من نسب مختار إلھی-;-اً، والذي ی-;-أتي أو ی-;-عود في زمن الله إلى العالم، ی-;-نھي عذابات المؤمنی-;-ن وسی-;-طرة ظالمی-;-ھم، وی-;-ؤسّس ملكوت الله على الأرض.
ولم ی-;-مضِ وقت طوی-;-ل حتى تأثر بذلك الإسلام ذاته. بدای-;-ة في ھرطقات الذی-;-ن اعتنقوا الدی-;-ن حدی-;-ثاً، والذی-;-ن لم ی-;-كونوا راضی-;-ن بالمكانة المعطاة لھم في ما كان قد ظلّ مملكة عربی-;-ة، والذی-;-ن طعّموا الدی-;-ن الجدی-;-د باعتقاداتھم القدی-;-مة؛ ومن ثم في أرثوذكسی-;-ة كلّ الإسلام، حی-;-ث برز الإعتقاد بالمهدي والذي هو بكلمات التقليد " ی-;-ملأ الأرض عدلاً ومساواة بعدما ملئت ظلماً وجورا ".
مع زوال الإمبراطوری-;-ات وازدھار الآمال المتعاقبة وخی-;-بة أملھا، نما التقلی-;-د المتعلق بالقادم وتطوّر. وراح ظالم بعد الآخر ی-;-ضی-;-ف شی-;-ئاً من ذاته إلى صور المسی-;-ح الدجّال، في حی-;-ن كان العدی-;-د من المسحاء الكاذبی-;-ن، بسبب فشلھم، ی-;-ضی-;-فون تفاصی-;-ل جدی-;-دة وعلامات جدی-;-دة إلى المسی-;-ا الذي لم ی-;-أت بعد.
كان لكلّ مجموعة تقالی-;-دھا الخاصة؛ مع ذلك فھم لم ی-;-كونوا منفصلی-;-ن بأی-;-ة حال، فالعدی-;-د من الأفكار والاعتقادات عبرت، عبر الذی-;-ن كانوا ی-;-بدّلون دی-;-انتھم وعبر قنوات أخرى، من دی-;-انة إلى أخرى.
كان الی-;-ھود حتماً ھم الأقل صبراً في انتظارھم للخلاص. فكلّما بدا تقوّض الإمبراطوری-;-ات تحت وطأة الثورات الداخلی-;-ة والغزوات الخارجی-;-ة وكأنه ی-;-نذر بالنھای-;-ة التي انتُظرت طوی-;-لاً، كانت عی-;-ون الی-;-ھود القلقة تتطلع إلى زمن الإضطرابات الذي كانوا ی-;-عی-;-شون فی-;-ه كعلامة على قدوم المسی-;-ّا، وتحاول أن تجد، في الأحداث التي تدور حولھم، النبوءات والتقالی-;-د الغامضة التي وصلت إلی-;-ھم حول حروب المسی-;-ّا الأخی-;-رة.
في تلك الأزمنة كُتبت الأسفار الأبوكالی-;-بتی-;-ة. كان لمؤلفی-;-ھا أھداف عدی-;-دة - مواساة المضطھدی-;-ن بآمال النصر القری-;-ب، تبری-;-ر طرق الله للبشر بإظھار أن معاناتھم لم تكن اعتباطی-;-ة بل جزء من مخطط مرسوم إلھی-;-اً لأشی-;-اء تتأوج في تأسی-;-س إرادة الله على الأرض، وغالباً ما تكون، إضافة إلى ما سبق، دعم مزاعم مدعٍ فعلي للوظی-;-فة المسی-;-انی-;-ة. عادة ما تكون طری-;-قتھم ھي ذاتھا:
كانوا ی-;-أخذون أو ی-;-تبنون كتابات أبوكالی-;-بتی-;-ة اكثر قدماً ذات أصل متشابه، ی-;-ضی-;-فون إلی-;-ھا روای-;-ة لأحداث زمنھم، لی-;-س كقصة تاری-;-خی-;-ة صرفة، بل على الأرجح كإعادة تحری-;-ر لنبوءاتھم وتقالی-;-دھم القدی-;-مة المدققة والموسّعة بحی-;-ث تناسب ھذه الأحداث، ومن ثم ی-;-قدّمون بطری-;-قة محببة الأسطورة المتنامی-;-ة للكفاح والنصر الأخی-;-ری-;-ن.
كان كلّ شيء ی-;-سكب في قالب نبوءات وی-;-عزا إلى إحدى الشخصی-;-ات العظی-;-مة من الماضي: إلى دانی-;-ال أو إی-;-لی-;-ا، إلى أخنوخ، ادری-;-س أو موسى، إلى زربابل أو الحاخام شمعون بن ی-;-وحاي.
إلى الشخص المذكور أخی-;-راً، وھو واحد من أعظم الحاخامی-;-ن في القرن المی-;-لادي الثاني، تعزا واحدة من أھم الأبوكالی-;-بتات الی-;-ھودی-;-ة. نشرت صلاة الحاخام " شمعون بن يوحاي " للمرة الأولى ،على يد أدولف يلنك عام 1855 من مخطوطة نادرة كان ی-;-متلكھا ماركو مورتارا كبی-;-ر الحاخامی-;-ن في مانتوا وبدا وكأنھا تعتمد جزئی-;-اً على عمل أقدم من نمط مشابه ی-;-حمل عنوان " أسرار الحاخام شمعون بن ی-;-وحاي " كان "الأسرار " قد نُشِر للمرة الأولى ضمن مختارات سالونی-;-ك عام 1743 ، ثم أعاد ی-;-لنك طباعته بعد ذلك.
لقدعزا ی-;-لنك العمل إلى الحقبة الصلی-;-بی-;-ة، لكن المؤرخ ھای-;-نری-;-ش غری-;-تس عن طری-;-ق فحص دقی-;-ق، كان قادراً على أن ی-;-ُظھر أن الأحداث والحكّام المُشار إلی-;-ھم في النص إنما ی-;-رجعون إلى الخلافة الراشدی-;-ة وخلافة بني أمی-;-ّة، وأنّ العمل، باستثناء مقطع مضاف من تاری-;-خ أكثر تأخراً، كُتب أثناء الصراع الذي أنھى الخلافة الأموی-;-ة. ورغم اعتراضات شتای-;-نشنای-;-در الذي ما ی-;-زال ی-;-فضّل الھوی-;-ة الصلی-;-بی-;-ة، قُبِلَ ھذا الرأي عموماً.

في المقالة القادمة سنتناول بقية أجزاء البحث.

ألمصادر:

- الإسلام المبكر"، دار نشر شيلر برلين 2007 - مقالة بقلم دانيل بيرنشتيل - ترجمة علي مصباح.
- نصان يهوديان حول بدايات ألإسلام - إعداد نبيل فياض.
- رؤی-;-ا أبوكالی-;-بتی-;-ة للتاری-;-خ الإسلامي - برنارد لوی-;-س



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدايات ألإسلام -2
- بدايات ألإسلام -1
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-5
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-4
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-3
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-2
- قراءة آرامية وسريانية للقرآن-1
- ألسريانية والحروف المقطعة في ألقرآن
- الموت والحياة والخلود
- الإله الذي غاب
- لعنة الذهب ألأسود-12
- لعنة الذهب ألأسود-11
- لعنة الذهب ألأسود-10
- لعنة الذهب ألأسود-9
- ألنبوة وألولاية
- شطحات صوفية
- ألماسونية -3 - بين ألمحافظة والتجديد
- ألماسونية -2- ألماسونية وألدين
- ألماسونية -1- كيف بدأت الماسونية
- ألأسينيون في قمران


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - بدايات ألإسلام -3