أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال














المزيد.....

لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 08:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال

إن المنطق يستدعي أن نفهم طبيعة البلاد التي جئنا منها جميعًا، فعندما نشيد بعفة وطهارة ونظافة المرأة العربية والمسلمة، فإننا لا نحتاج أن نتطلع بعيدًا، ولا نحتاج إلى أدلة وبراهين ولا إقتباسات، لأننا نستطيع أن نستدل على هذا من واقع الحال، ومن نمط حياتنا الذي هو أمام أعيننا. فها هم أمهاتنا وجداتنا وخالاتنا وعماتنا وبناتنا الذين يعيشون في أكنافنا، هؤلاء جميعًا يضربون لنا مثلاً في الأخلاق العالية وفي القداسة وفي الشرف ولم يعرفوا سوى رجلاً واحدًا في حياتهم، عاشوا معه على الحلوة والمرة وسيموتون على فراشٍ واحدٍ في قمة الرومانسية والحب والوفاء للعشرة. وهؤلاء قد يكونوا أيضًا أمهات وأخوات المناضلين زملائك على الموقع، ومن يختلف معي ويعتبر أن أمه وجدته وأخته العربية أو المسلمة عاهرة وقذره فليتفضل ويسمعنا رأيه!

ونحن بالتأكيد لن نأخذ المتخبطة منال شوقي مثالاً للشرف الذي هي بعيدة عنه كما هو بعيد عنها، وليست هي مثالاً للحرية، فكتاباتها المعتوهة تمشي في طريقٍ ضالٍ واحد لا رجعة عنه وهو التهجم على الذات الإلهية، وَيَا ليتها تستخدم منطقًا فلسفيًا تنطلق منه إحترامًا لعقولنا ولا أقول لدياناتنا، إنما تلجأ لتداعيات المونولوج الداخلي لتنقل لنا تفاعلات غير مفهومة تدور في رأسها!

وطبعًا لن يكون عند منال شوقي مشكلة في أن تترك رجلاً وصفته بأنه قد يخونها على حد قولها، لأنها ستبحث عن غيره بالتأكيد، ولا نريد أن نخوض في الأسباب التي تجعل الرجل يخون المرأة، لكن هذه إشارة إلى أن هناك خلل ما إما في العلاقة أو المرأة وربما الرجل. وهنا سأسأل منال ماذا ستفعلين مع الرجل الجديد إذا خانك مرة أخرى، والرجل الذي بعده؟ والذي بعد بعده؟ وهذه الأسئلة تجعلني أفهم ردة فعل منال شوقي العنيفة على مقالتي حول المرأة العربية الأنظف في العالم، لأن منطق منال شوقي وسلوكها يبعدانها كثيرًا جدًا جدًا عن صورة المرأة العربية الفاضلة والتي هي تحتقرها أمام الملأ معتقدة أنها بذلك تزيد احترامها لنفسها ولكن بالتأكيد الفراق المتكرر عن الرجال الذين يخونون أو لأي سبب أصعب مليون مرة من أن تحتمل المرأة رجلاً واحدًا في حياتها إلى الأبد! ولا شك أن منال لن تحدثنا عن عذابات الفراق التي مرت بها وكيف تغلبت عليها، إذ يقال إن أفضل وسيلة لنسيان رجل هي بإيجاد رجل!

ولهذا أنا أكره الخداع وحرية المرأة هذه وهم وقعنا فيه، فليس أفضل للمرأة العربية من أن تتمسك بعاداتها وتقاليدها التي تحفظ لها عفتها وكرامتها وتجعل الرجل يفكر بدل المرة ألف قبل أن يحطم قلب زوجته، حبيبته وأم أولاده والعكس صحيح. ولننظر إلى واقع المرأة الغربية التي تشعر بالوحدة والكآبة لأنها عاشت حياتها دون أن تفكر بغدًا. ولعل المرأة الغربية مستعدة لأن تبيع ما فوقها وما تحتها من أجل لحظة حب حقيقية. فاصمتي يا أم جهل يا منال يا شوقي! وفكرك ليس متطورًا ولا مستنيرًا إنما بدائيًا جدًا.

ولدي مثلان هنا من واقع حياتي؛ الأول عندما كنت واقفة خارج محطة القطار أدخن سيجارتي قبل موعد القطار، جاءتني فتاة وسألتني: "هل عندك سيجارة لي؟"، فقلت لها: "نعم، عندي سيجارة لك". سألتني من أين أنا، فأجبت، ثم بدأت تحدثني عن نفسها وتقول إنها لا تعرف أباها وبالتالي لا تعرف من هي وسألتني إن كانت تحتاج أن تعرف أباها، فقلت لها: طبعًا، إن دمه يسري في عروقك. فقالت لي: "أمي لا تعرف، فقد ضاجعت خمسة على ما أعتقد"، فقلت لها: "يعني أمك عاهرة" فابتسمت وأجابت بنعم. وما فهمت منها أنها تحاول أن تجد هؤلاء الخمسة كي تعرف أيّ منهم أباها!

والمثل الثاني، حينما كنت في باريس الصيف الماضي وجلست مع شلة شباب وشابات أوروبيين يصغرونني بعشرين عامًا وكنت أطرح مفاهيم عليها لأرى ردة فعلهم. كلمة الشرف كانت واحدة منهم ولم يستطع أحد أن يعطي مفهومًا أو تفسيرًا للكلمة الشرف وخلطوها بالكبرياء أحيانًا وبالكرامة أحيانًا أخرى، لكن يبدو أن العرب هم الوحيدون الذين يعرفون أين تستخدم كلمة الشرف وما مدلولاتها. أما حين سألت عن العفة، فالجميع، ذُكُورًا وإناثًا فهموا معناها وهو أن تمنع المرأة نفسها عن الرجل.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن
- الشرف والدم 5: تشويه المرأة العربية
- الشرف والدم 4: حذارٍ من الصلب والذبح
- الشرف والدم 3: المستعمر وإقصاءاته للمرأة
- الشرف والدم 2: الأنوثة
- الشرف والدم 1: الذكورة
- الشرف والدم 1: الذكورية
- الهوية الضائعة 10: الأكراد والأمازيغ
- الهوية الضائعة 9: التزاوج المسيحي الإسلامي
- الهوية الضائعة 8: الله أكبر والصليب
- الهوية الضائعه 7: عقد العربي المركبة
- الهوية الضائعة 6: نماذج الهمجية
- الهوية الضائعة 5: همجية العربي
- الهوية الضائعة 4: علينا التباكي كاليهود
- الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال