|
…و رغم ذلك تظل الفرنسية أفضل من العربية في تدريس العلوم
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 21:58
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
نحن نكتب عادة بلغة المصحف العثماني دون حركات على الحروف بإستثناء بعض الحالات التي نتفضل بوضع حركة أو إثنتين على حروف كلمة معينة حتى نجنب القارئ الإلتباس .نفترض أن السياق يبين معنى الكلمة الحقيقي و كيف يجب أن تٌقرأ . السياق معناه أن الكلمة لا تكون وحدها عادة .لكن إذا كانت وحدها مثل كلمة "أذناي " من يستطيع أن يعرف هل يتعلق الأمر بمثنى "أُذن" (عضو حاسة السمع )أم أحد أسماء إله اليهود يهوه الذي يسمى ايضا "أَذُناي".لنفرض كتبناها بالفرنسية .فإذا قصدنا الأذنين ستأتي هكذا Odonay بينما كلمة أذناي التي تعني أحد أسماء إله اليهود ستأتي هكذا Adonay . كتابة الأسماء بالعربية هي نفس المشكلة .لذلك في البطاقات الشخصية للتلاميذ والاساتذة و الموظفين وفي الاحصاءات و الامتحانمات يطلب من الجميع كتابة الاسم بالعربية و الفرنسية لذات السبب. نلاحظ اذن أن إلتباس الامورعلى القارئ بشأن القراءة الصحيحة لبعض الكلمات مثل التي تفضلنا بذكربعضها أعلاه يعطل الفهم ويُضيع بعض الوقت لحظيا للقارئ .فمابالك إذا كان هناك نص علمي يحتوي على الكثير من الكلمات مثل التي ذكرنا .يستحيل فهم النص. .هذا الأمر جار و مشكلة يدرب القارئ بالعربية نفسه عليها ويتعايش معها كشر لا مفر منهه طالما ليس هناك بديل خصوصا حين يتعلق الأمر بما يسمى تعريب لغة العلوم الحديثة في التعليم التأهيلي في الثلاث سنوات التي تصل في النهاية للباكالوريا أو ما يسمى في الشرق الثانوية العامة . إن القراءة بشكل صحيح ليست مضيعة للوقت .إذ هي الاساس لاي فهم وتحصيل و نمو فكري.. و إذا كانت هذه االلازمة التي يكررها كثيرون من المشرق العربي منذ 14 قرنا على مسامعنا دون ملل (رغم كوننا ناطقين فقط بلغة المصحف العثماني في شمال افريقيا رغما عنا بعد تهميش لغة أجدادنا بل محوها من التواجد منذ بداية القرن الثامن الميلادي ) تقول :"أمة إقرأ لا تقرأ"، فنحن نقول لهم أفضل من هذا من المغرب و هو أن المهم ليس "إقرأ" فقد تقرأ دون فهم و إنما المهم هي "إفهم" .بل أفضل من كل ذلك ("إقرأ ثم إفهم " و بعد ذلك "أعد القراءة و أعد الفهم") .. عادة القراءة لاحقا لِما تمت قراءته أو تلقينه لنا في وقت من الاوقات السابقة مهم جدا نظرا لتغير تكويننا مع الزمن و ربما لغياب معطيات كثيرة في زمن القراءة الاولى أو التلقين الاول .إنها نشاط ذهني في زمن ثان نكون اكثر نضجا و حاجة للبحث والتقصي .ممتع ذو فائدة تربوية عظيمة . التلاميذ في التعليم التأهيلي يحتاجون الفهم الصحيح للمفاهيم العلمية و تمثلها بكل وضوح (representation) ودون ضياع لأي وقت طالما ان هناك جدولة زمنية للسنة الدراسية تسرع الجميع كان من المفترض أن لاتكون بتلك الطريقة .لانها ببساطة تربك العمل التعليمي و فعل التكوين الصحيح.فهي تركز على اتمام المقررات و الفروض في وقتها و لا تركز على التلميذ نفسه المقصود في العلمية التعليمية . و المشكلة إذن هنا معرفية تربوية تتعلق بفعل القراءة و الفهم والتحصيل والتكوين الفكري لبناء عقول مسلحة بالفكر العلمي الحديث و بإستعمال الأداة المناسبة أي اللغة المناسبة الفرنسية و لا علاقة لها بفعل السياسة كما قيل حين إتُّهِم وزير التربية الوطنية المغربي بمحاولة إشعال النار و هو من ذلك برئ . ألا يعلمون أن إختلاف لغة العلوم بين التعليم اللتأهيلي و التعليم الجامعي هي حقيقة في المغرب ومشكلة حقيقية و عائق امام إستكمال تعليم التلاميذ التلاميذ؟ أخطأ الذين إقترحوا التعريب في التأهيلي فقط في عهد الحسن الثاني و ربما فعلوا ذلك بسوء نية لان النتيجة هي تدني مستوى التعليم . و كان من المفروض ،عند ملاحظة التدني أول وهلة عند حدوثه في السنوات الاولى للتعريب ، أن يدفع لاعادة القطار الى سكته أي إعادة اللغة الفرنسية للعلوم في التأهيلي كما كانت . أكررمرة أخرى كما عبر عن ذلك أغلب الاساتذة في العلوم أن إعادة اللغة الفرنسية للعلوم في التعليم التأهيلي هو الطريق الصحيح لإعادة توهج العلوم و اكتساب التلاميذ للأداة الفرنسية اللغوية المتطورة لمواجهة التعليم الجامعي و النجاح فيه. و رغم أي تصريحات مضادة في هذا الموضوع يتحمل مسؤوليتها من يدفع الآخرين لإطلاقها عبر وسائل الاعلام و هم من اقترحوها ، ضدا على المنطق و البيداغوجيا وحق الشعب في تعليم عمومي صحيح ، فان اللغة الفرنسية كما عبر عن ذلك كثيرون تبقى أفضل من اللغة العربية التي تم إستعمالها بتلك الطريقة في ترجمة مصطلحات العلوم بالتاهيلي فقط للاسباب التي ذكرنا . واللغة الفرنسية ليست لغة أجدادنا حتى يقول أي مدعي (مدع) أننا نتعصب لها .هي مجرد آلة وجدنا المسؤولين عن سياسة البلد يدرسون بها .درسنا بها و نجحنا بل تفوقنا فيها و في العربية و العلوم و غيرهما .و نظرا للمفارقة الموجودة الان تاهيلي عربي جامعي فرنسي في العلوم اقترحنا معالجة المشكل باعادة الفرنسية كلغة متطورة و عملية اكثر في التاهيلي كحل عملي لانقاذ تدريس العلوم .هذا هو المنطق.. أما من تعودوا على ضرب المنطق في صفرفهذا المقال لا يخصهم على الاطلاق . كمال آيت بن يوبا (التهامي صفاح سابقا إسم إداري) من مواليد 1957 بالمغرب .
للتواصل مع الكاتب : [email protected]
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنحسار المطر عن المغرب نتيجة للتغير المناخي في العالم كله
-
الولادة العذراوية parthènogenesis مستحيلة عند الثدييات
-
أحد شُراح التورا ة يقول الشر في الجانب الأيسر من القلب
-
زلازل المغرب ظاهرة فيزيائية وليست غضبا
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (5)
-
النظرية الألوهية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (3)
-
النظرية الألوهية الجديدة(New deism) والإصلاح الديني (4)
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (1)
-
النظرية الألوهية (New deism) والإصلاح الديني (2)
-
هل يُراد لدول شمال إفريقيا الإتجاه نحو سوريا جديدة ؟
-
من مذكرات أستاذ حكاية إسم عائلي
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|