أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المظفر - في الذكرى الأربعين لرحيل الفقيد هلال السباك














المزيد.....

في الذكرى الأربعين لرحيل الفقيد هلال السباك


أمين المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5065 - 2016 / 2 / 4 - 06:27
المحور: المجتمع المدني
    


في الذكرى الأربعين لرحيل الفقيد هلال السباك

قبل أيام مرت ذكرى الأربعين لرحيل أخينا وحبيبنا المرحوم هلال السباك . لم تكن مجرد صدفة أن يجتمع العديد من أصدقائه المحبين لإستذكاره ، وقراءة الفاتحة عند قبره . تجمعوا في صمت مطبق ( مضى علينا كأنه دهر ) ، متسمرين بين مصدق ومكذب ، فقد إستحوذ على مشاعر وقلوب كل من عرفه في نيوزيلندا , إذ أنه لعب دوراً فعالاً في تقوية الروابط الإجتماعية والثقافية للجالية العراقية فيها . وقبل أن نودعه نثرنا عند قبره وروداً بيضاء ، كان يعشق بياضها ، ورود تفوح عطراً وتنشد سلاماً .
أبا طارق ، لم يزل جرح مصابنا برحيلك يستعر فينا . ما زالت ذاكرتي مليئة بك ، فأنت رحلت مجبراً ، ولكنك لم تغادرنا أبداً ، فما زلت - كما أنت بإبتسامتك الرقيقة - جليسنا وحاضراً معنا في كل لقاءاتنا ، نتندر بنكات وحكايات كنت ترويها لنا ، نقهقه بأعلى أصواتنا تارة ، ونسكن إلى حزن عميق تارة أخرى . قل لي بربك لِمَ إستعجلت الرحيل عنا ؟ ولكن ما يخفف وطأة رحيلك هو أننا سنلاقيك غداً ، ونحن على العهد باقون . 
ذِكرُك الجميل يا أبا طارق باق ، باق بصفوة أنجبتها ، بعائلة كريمة تظللها أم حنون ، وطارق وحيدر وعدي وجميل بناتهم وأبنائهم ، وهم لعطرك ذكراك حاملون . 
كان رحمه الله شخصية متكاملة ، أبياً ذا أنفه وكبرياء ، عطوفاً كريماً محباً للخير ، يسبق الكرم خطواته ولسانه ، لا يتوانى عن تقديم المساعدة مهما غلت الأثمان . رقيق القلب نظيفه ، سريع البديهة ، حلو المعشر ، لا يُملْ له حديث ، يفيض حديثه أدباً ومقالة ، شعراً ونثراً . ذو حافظة نادرة المثيل ، يحفظ من الشعر ألواناً يستحضرها متى ما شاء المقام ومتى ما إستوجبتها تزاحمات الرؤى . وكان شعر الجواهري له مرشداً أدبياً ومناراً سياسياً وإجتماعياً فحفظ العشرات من قصائده مسنودة بالمناسبة التي نُظمت فيها .
ولد رحمه الله في النجف الأشرف عام 1931 . تخرج من كلية التجارة عام 1959 ، وذلك بعد صراع مع نظام رأى فيه تهديداً لسلطانه وسطوته ، إذ أنه زاول العمل السياسي في سن مبكرة ، مما أدى إلى فصله من الكلية ولم يعد إليها إلا بعد جهود مضنية .
تسنم إدارة مراكز مختلفة في مصرف الرافدين وكان آخرها في مصرف الرشيد في بغداد حتى تقاعده عام 1994 . 
بعد تقاعده كُلف مع أحد زملائه ليعمل على تأسيس ما سمي ( المصرف المتحد للإستثمار ، ش . م ) ، ولا يخفى على القاريء الكريم مدى المصاعب الشخصية الجمة والإدارية المضنية التي واجهها رحمه الله نتيجة للتدخلات الخارجية ممن لا علاقة لهم في صلب العمل في تلك الفترة . وبعد الإنتهاء من تكوينه عُين مديراً لهذا المصرف .
وفي عام 1999 ، وبعد كل هذا العناء ، إغتنم أول فرصة سانحة للهجرة إلى نيوزيلندة طلباً للأمان والإستقرار على المستويين العائلي والشخصي . 
وتحضرني الآن مزحة خفيفة كانت لنا مع المرحوم في إحدى زياراتنا له بعد إشتداد مرضه . إن لم تخني الذاكرة ، وبتحريض منا سأله أحدنا عن رواية قديمة سبق وأن حدثنا بها قبل سنين خلت . وأثناء حديثه في تفاصيل الرواية المتشعبة توقف مستذكراً . وهنا تدخل أحدنا محاولاً تكملة الرواية ، مدعياً عمق معرفته بها !! ولم يرق هذا الإدعاء لحاضرة بديهة إبي طارق ، فردد على الفور ( متهكماً وبإسلوب مسرحي ساخر جميل ، طالما عهدناه فيه ) ، الأبيات الشهيرة التالية للشاعر معن بن أوس .
جزاني لا جزاه الله خيراً         سليمة أنه شراً جزاني 
أُعلمه الرماية كل يومٍ        فلما إشتد ساعِدُهُ رماني 
وكم علمتهُ نظم القوافي      فلما قال قافية هجاني

ثم أردف وسط ضحكاتنا العالية ، إنك تلميذ مجتهد ولكني لن أُوقع على شهادة تخرجك .
وقضينا معه رحمه الله ساعة جميلة لم ينقطع عنها حلو الكلام وأعذبه ، إذ كان هو ، رغم مرضه ، محدثنا ونحن له مستمعون .


الدكتور / أمين المظفر
رئيس جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية



#أمين_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة ترحب بإمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إير ...
- الأمم المتحدة: وضع سوريا وعضويتها بالأمم المتحدة سيبقى دون ت ...
- شكوى تتهم 10 بريطانيين بارتكاب جرائم حرب في غزة
- غزة.. جوع وعطش و-براغيث- بين النازحين
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو وسط استمرار الحر ...
- برنامج الأغذية العالمي: وقف التمويل الأمريكي يعني الحكم بإعد ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو وسط استمرار الحر ...
- المغرب وجل الشعب غاضب / 1من5
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التصعيد بين إيران والولايات ...
- شرطة لندن تستلم شكوى ضد 10 بريطانيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين المظفر - في الذكرى الأربعين لرحيل الفقيد هلال السباك