أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي














المزيد.....


المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 23:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المناسب جدا أن نقرأ بحرفية تجربة الإسلام السياسي في محاولته لفهم دور الدولة ومفهوم المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها من الإشكاليات الفكرية والأجتماعية ومن جذورها , وأن لا نكتفي بالنقد وتوجيه التهم والشتائم وأعتبار أن خطيئة الإنسان كلها يتحملها الفكر وأسس التنظير بمعزل عن المؤثر الذاتي والموضوعي عليه ,فمهما يكن الأمر الذي نتفق معه أو نختلف به لا بد أنه يمثل مساحة واسعة من قراءة تستند إلى معطيات ومقدمات ونظرية فكرية سابقة , قد يكون أخطأ أو عجز المفكر السياسي عن إستيعابه بالشكل المطلوب أو عرفها كما هي في حقيقتها , القراءة النقدية العلمية والأكاديمية المجردة هي وحدها من تمنح نوعا من التقييم الأصولي لهذا الفكر وتسجيل الجوانب الإيجابية أو السلبية فيه وتعيين مسارات التوافق والإنحراف مع نظرية الإسلام الكلية للوجود .
المدني والديمقراطي واليساري والعلماني عندما لا يقرأ الفكر الموافق والمخالف ويحاول أن يفهم لماذا فشل الفكر هنا ولماذا نجح هناك وما هي الأسباب والعلل ودراسة المتناقضات والمقدمات سيتحول بالتأكيد إلى مثيل أخر وصنف درجة ثانية من سلفية الفكر والعقيدة , القراءة والإطلاع والفهم لفكر الأخر ضروريا ليس فقط للمواجهة ولكن للتحصين الذاتي والاستفادة من نتائج القراءة في البناء الفكري أيضا , صحيح أن التجربة السياسية للإسلام السياسي لم تنتج فقط من مصدرها الفكري الطبيعي وحده بأعتباره المنبع وهي الدين والعقيدة الإسلامية ولكن قبل ذلك وبعده هي معطى إنساني متأثر بالبيئة والمفاهيم المستوطنة في الواقع , ولذلك مثلا نشهد أختلاف في التعاطي مع ذات المفهوم بين القراءة العربية في الجزيرة مثلا وأخرى نشأت في بلاد الفرس أو الترك مع وحدة المضمون الأساس .
من أهم مرتكزات الفكر التطوري الحديث أنه لا يستبعد من رؤيته ولا يقبل أحادية الصورة لا بالقراءة ولا بالواقع , وهنا يصبح من الواجب على الفكر المدني الذي هو رديف لمعنى القبول بالتطور وبالقبول بفكر الأخر طالما لا يمثل إقصاء أو لا يتبنى الأحادية أن ينظر بعين الفحص والنقد والتمحيص كل الأفكار المطروحة في الساحة , ويدخل معها في حوار مهم قد يجر الطرفان لنقطة التقاء وسطية على الأقل من غير الراديكاليين من الطرفين ,هذا التلاقي والالتقاء مهم وأساسي في بناء حالة من السلم الفكري والتواصل المعرفي دون الاصطدام والتناحر , وقد يتحول في بعض مشتركاته إلى قواعد بناء وقواعد مشروع قادر على أن يحول مفهوم القبول إلى قاعدة والحوار إلى قانون .
عليه ولغرض البدء بحوار فكري متعدد الأطراف والرؤى يجب أن ننطلق من عدم إقصاء أحد يرغب ويؤمن بالحوار كمبدأ أساسي , والمبدأ الأخر والذي يشكل الجانب الأخر من القضية هي دراسة حالات الرفض وبيان علاقتها البنيوية بالفكر الرافض والممتنع عن المحاورة , والبحث عن أسباب الرفض وعلل التبرير المقدمة من ممثلي هذه الأفكار , وهل لها صلة حقيقية بالقاعدة الفكرية أم مجرد رفض منفصل عن أساسيته ومعطياته ومقدماته المؤسسة , هذا واجب المدني والديمقراطي وليس من حقنا أن نفرض على الأخر أن يقرأ أفكارنا أو يحاول فهمها بالواقع وبالنظرية , لأننا بذلك نتساوى في المعيار التوصيفي ونتخلى عن شعارنا المدني أنني أقبل بك شريكا في الحوار والتواصل طالما أنك مؤمن بهذا الطريق بغض النظر عن موافقتي أو معارضتي لأفكارك , وهذا حق إنساني محترم ومقنن بالديمقراطية الليبرالية التي تجمع ولا تفرق بين الناس .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي