أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد البابلي - السلفية البابلية .. أزمة الهوية العراقية














المزيد.....

السلفية البابلية .. أزمة الهوية العراقية


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يقول المثل الشعبي العراقي ( جانت عايزة وألتمت ) المقصود بهذا المثل عندما تأتي مصيبة لتكمل المصائب على إنسان أو مجتمع في حلقة مقفلة .. حلقة المصائب التي تعرض لها المجتمع العراقي كانت ناقصة لمصيبة وكارثة كبرى برأي الشخصي ولكن ما هي تلك الكارثة ؟؟؟؟
تيار جديد بدأ ينهض كقزم يبحث عن دور بين العمالقة في ساحة الفكر العراقي ، التيار هو ( البابلية ) وأبرز دعاته منظمة غريبة الأطوار هي تجمع عراق الغد وبعض المفكرين المستقلين .. هذا التيار يدعو لإنكار القومية العربية والهوية الإسلامية للشعب العراقي والنداء بالبابلية كهوية مشتركة لكل أطياف المجتمع العراقي وعدم وجود عراقي عربي ولكن وجود عراقي بابلي؟؟!! الدعوة ليست جديدة تماما ولكن لها صدى في بعض الدول الأخرى مثل القبطية في مصر والبربرية في الجزائر والرومانية في ايطاليا والآرية في ألمانيا ، بصراحة لست مع القومية العربية لا من قريب ولا من بعيد فأنا أول المعادين لها لكونا تيار رجعي بدوي متعصب ، والدين الإسلامي هو الأخر عندي بعض الملاحظات عليه .. المتأمل للخريطة الفكرية للمجتمع العراقي المعاصر نراه ممزق بين تيارات دينية وقومية مثلا لدينا الاتجاه السلفي المتنامي والكردية التي نهضت كمارد قوي مقابل رجالات العروبة الذي يعانون في الآونة الأخيرة من خرف الشيخوخة على ما يبدو، ووسط ذاك تأتي البابلية لتدعو المواطن العراقي المعقد والمريض للعودة لبابل ..
ما هي بابل ؟؟؟
بابل كانت مدينة عظيمة جدا ولكنها نفس أطلاطنتس حضارة مفقودة لا تمت للواقع صلة على الرغم من وجود بعض الأبحاث الأنثربولوجية والميثولوجية الحديثة التي تؤكد على تشابه قريب جدا بين بعض العادات البابلية والعادات الشعبية العراقية .. ولكن نست تلك الأبحاث هناك تشابهات أخرى مع الثقافة الفارسية والثقافة التركية وثقافة الصحراء العربية .. الخ ، مثلا شرب الشاي بـ ( الأستكان ) وهو قدح عراقي مميز بشكله هو بالأصل قدح تركي مازال يستعمل لحد الآن في الحياة الشعبية التركية ومثال أخر الأيمان بوجود مخلص ومنقذ يعيش بين الناس هو بالأصل اعتقاد زارادتشي فارسي قديم أنتقل للعقائد المسيحية ومنها للعقائد الإسلامية الشيعية ، ومثال أخر وهناك عادة أخرى غريبة في المجتمع العراقي هي طقوس ما تعرف بـ ( خضر الياس ) وهي عملية وضع شموع ونبات الياس في صينية ومن ثم أطلاقها في النهر العملية ومن تطلب أمنية مستحيلة التحقق وطقوس تلك العادة هي سريانية قديمة، كلها أذن عملية ( توليف ) ليس ألا، والمفكر العراقي هو أبرع شخص أنجبته الإنسانية في عمليات التلفيق والتوفيق بين المتناقضات ..
ولكن ما هو سبب تلك الحملة؟؟
صدام حسين طوال ثلاثين عاما أدخل المواطن العراقي في عملية غسل دماغ مركزة بسياسة التجويع والحروب بدون توقف كانت من نتائجها الوخيمة فقدان العراقي لعراقيته وقوميته ودينه .. وسط ذاك الفراغ نجد من الطبيعي جدا على تيار مثل البابلي ينمو بحثا عن هوية بـ( التوليف )..
ما هو الهدف منها ؟؟
برأي الشخصي – وأعتذر على قسوته – هو أنها وجه أكثر تأنقا لغريزة القطيع تلك الغريزة الجمعية التي تمثلت بـ السلفية الإسلامية البربرية والقومية العربية الحمقاء وأخر موضاتها النزعة الكردية الغربية .. ما نحتاجه الآن من تلك العقول المتسكعة في أنفاق الفكر البشري هو عملية ( تأليف ) لا عملية ( توليف ) ، عملية ( التأليف ) هذه هي عملية خلق وإبداع جديد لواقع الأمة العراقية الجريح تلك الأمة المغضوب عليها منذ القدم .. ما نحتاجه الآن هو أعادة تأهيل نفسي واجتماعي للمواطن العراقي السجين الذي عاقبته القوى الكونية بحكم ثلاثين عاما في معتقل صدام حسن وجعل المواطن العراقي يعرف حقيقة كان قد أنقطع عنها قبل ثلاثين عاما وهو أن العالم أصبح قرية صغيرة وعليه واجبات وحقوق جديدة .. وفي النهاية أدعو من موقع الحوار المتمدن كافة أطياف المجتمع العراقي للوقوف عند نهر دجلة وتقديم صينية ( خضر الياس ) وتمني أمنية واحدة ليست أكثر في أن يعيش المواطن العراق كإنسان لأول مرة منذ فجر التكوين .



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود
- من وحي ملاك ثمل .. قصائد
- النبي إبراهيم .. تحليل نفسي ورؤية جديدة
- فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد
- الشبح ؟؟.. تعريف باراسيكولوجي
- نحو دين جديد .. أفكار وخواطر لمثقف مرهق
- عالم ليس لنا .. عالم تسكنه البقر
- جبرائيل ونبي وهلوسة
- عن الماركسية العراقية وأشياء أخرى .. تحليل أنثربولوجي بسيط
- دفاع عن السيد ابليس
- باراسيكولوجية الحيوانات .. مدخل
- عن اللاشعور الجمعي العربي/ مواصفات الشخصية العربية
- رسالة من الأميرة ضبأ إلى جرذان الدين السياسي
- نيتشه ومختارات من كتاب هكذا تكلم زارادشت
- رسالة من نزار قباني للمرأة العربية
- الشرنقة .. ماهو الموت ؟؟؟
- بحث حول الغريزة
- يوميات مثقف عراقي .. الجزء الثاني .. المرأة العراقية والوهم ...
- الأليات الدفاعية النفسية .. مدخل
- يوميات مثقف عراقي / الحلقة الأولى .. سوريالية أم عراقية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد البابلي - السلفية البابلية .. أزمة الهوية العراقية