أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - الفرق بين المفكر السياسي والمتخصص في العلوم السياسية!؟















المزيد.....

الفرق بين المفكر السياسي والمتخصص في العلوم السياسية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 19:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفرق بين العالم والمتخصص في العلوم السياسية وبين الفيلسوف والمفكر السياسي!!؟؟
( في زيادة فهمنا للفرق بين العلم والفكر والفلسفة !)
***********************************************************
بالرغم من أن العلوم السياسية تدخل تحت إطار العلوم الانسانية الا أنه يجب التعامل بحذر شديد مع ما تقدمه هذه العلوم من نظريات ونماذج واستنتاجات وقوانين وضرورة التفريق بين ما هو توصيف للواقع السياسي والظاهرة السياسية وما هو تحليل وتفسير لها ! ، وبالتالي عدم اعتبار نتائج ونظريات وتفسيرات هذه العلوم الانسانية ، بما فيها العلوم السياسية ، للظواهر الاجتماعية والنفسية للمجتمع البشري على انها نتائج وحقائق نهائية ومطلقة لا يرقى اليها الشك (!!؟؟) وذلك لسببين أساسيين :

(1) الأول أن هذه العلوم هي للفلسفة والفكر أقرب حالها حال علم النفس بمدارسه المختلفة بخلاف العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء وعلم الاحياء وعلوم الفضاء التي لا تدرس نماذج وأنظمة وضعية من وضع البشر بل تدرس نماذج كونية مادية وأنظمة طبيعية ليست من صنع البشر ! .

(2) اذا كانت العلوم الطبيعية وما يتمخض عنها من نتائج وتفسيرات ونظريات قابلة للشك والصح والخطأ والتصحيح والمراجعة والتغير والتحوير والتطوير عبر الزمن وعبر تراكم الملاحظة والتجربة وتزايد حجم المعرفة فكيف ما هو دونها !؟؟؟ اي العلوم الانسانية بما فيها علوم النفس والاجتماع والاقتصاد والسياسة !!؟.



ولأن (العلم) بمفهومه (الاكاديمي) الخاص المحدد عادة تكون مهمته هو ان يدرس (ما هو قائم وكائن بالفعل) من ظواهر وكيانات مادية وبشرية او (ما كان قائما وكائنا منها فيما مضى ثم اندثر وانتهى لسبب من الأسباب!) وليس دراسة (ما ينبغي ان يقوم وما يجب أن يكون عليه الوضع!) لهذا فمباحث العلوم السياسية تركز في الغالب على دراسة النماذج والأنظمة السياسية القائمة بالفعل في حياة الناس ومحاولة التعرف عليها من حيث النشوء والتطور واستخلاص النظريات التي تفسر هذا النشوء وهذا التطور ! ، بعكس (الفكر السياسي) أو (الفلسفة السياسية) الذي والتي (*) لا يكتفيان بدراسة الواقع السياسي للشعوب والانظمة والظواهر السياسية القائمة او ما كان منها قائما ثم اندثر عبر التاريخ بل يذهب الفلاسفة والمفكرون السياسيون الى ما هو ابعد من التوصيف و التفسير لهذه الظواهر والنظم السياسية واكتشاف عوامل واسباب قيامها ووصف طريقة عملها بالتقدم خطوة أخرى الى الامام ! ، أي الى تقديم حلول ومقترحات ونظريات تحدد ما يجب أن يقوم و ما ينبغي أن يكون محل هذا الوضع القائم وهذا الواقع السياسي الكائن ! ، أي أنهم ينتجون أفكارا وفلسفات و نظريات ونماذج لانظمة سياسية يعتقدون أنها هي النموذج السياسي الأفضل اللائق بالمجتمع الانساني والأجدر والاحق بالوجود والاحسن من حيث الكفاءة والفاعلية والحل الامثل للخلل في النظم والنماذج السياسية القائمة بالفعل ، وبعض هؤلاء المفكرين والفلاسفة السياسيين هم اصحاب توجهات اصلاحية اي ان مقترحاتهم تقوم على أساس المحافظة على النظم السياسية القائمة بالفعل ولكن مع العمل على تعديلها واصلاحها وتحسينها وفق ما يقدمونه من مقترحات وحلول ونظريات سياسية اصلاحية ! ، والصنف الآخر منهم يكون من اصحاب التوجهات الثورية الجذرية بحيث يقدمون نماذج ونظريات مثالية وراديكالية يزعمون انها هي النظم الصحيحة والكاملة واللائقة بالبشر ويدعون الى هدم النماذج والنظم القائمة بالكامل واجتثاثها من جذورها واحلال محلها هذه النظم والنماذج التي يقدمونها في شكل نظريات وفكر سياسي راديكالي جديد وبديل !.



هذا هو الفرق الاساسي ، اذن ، والحد المهم الفاصل بين (العالم او المتخصص في العلوم السياسية) وبين (المفكر أو الفيلسوف السياسي) ، فالعالم والمتخصص في العلوم السياسية يدرس الواقع السياسي كما هو اي يدرس الظواهر والانظمة السياسية كما هي محاولا وصفها و تفسيرها واكتشاف العوامل التي أدت الى نشوئها وتطورها عبر التاريخ وصولا الى هذا النموذج والنظام السياسي او ذاك ، ولا يتدخل هو ، بأرائه الشخصية ، فيما ينبغي أن يكون ! ، بينما المفكر او الفيلسوف السياسي لا يكتفي بهذه البحوث والدراسات التوصيفية و التحليلية والتفسيرية للوضع القائم وللظواهر السياسية بل يذهب الى تقديم حلول ونماذج ونظريات وتصورات تتمثل في (ما ينبغي أن يكون) عليه النظام السياسي في العالم كله او على الأقل في مجتمعه المحلي والوطني وبالتالي فهو يقيس ويقيم ، بتشديد الياء ، هذا الواقع السياسي القائم سواء في العالم ككل او في بلده وفق (معايير وأشكال نظرية ونماذج مثالية) اختلقها او ابتكرها او اكتشفها بعقله وخياله وتصوره للوضع النموذجي السليم الذي ينبغي أن يكون ! ، هذه النماذج والأوضاع والأنظمة المثالية النظرية التي يعتقد أنها هي ما ينبغي ان يكون ويتجسم في هذا الواقع السياسي القائم ! .. فهذا هو الفرق بين العالم والمتخصص الاكاديمي في العلوم السياسية من ناحية وبين المفكر والفيلسوف السياسي من ناحية أخرى ، وهو فرق يشبه الى حد بعيد بين القانوني الاكاديمي (المحامي والقاضي) المتخصص في دراسة ومعرفة وحفظ القوانين الوضعية القائمة والمبادئ والنظريات القانونية والحقوقية و العدلية التي قامت عليها او لأجل تحقيقها وبين السياسي او المفكر الاجتماعي او الناشط الحقوقي الذي يقترح قانونا جديدا او مادة دستورية يدعو الى تشريعها والحاقها بالنظام القانوني والدستوري القائم ! ، فالأول يدرس القوانين القائمة بطريقة اكاديمية ويحفظها بينما الثاني يقترح تعديلات في هذه القوانين القائمة التي يعلمها ويدرسها هذا المتخصص الاكاديمي في علم القانون في المؤسسات العلمية التقليدية ! ..... ولكن ، ومع هذا الفرق الأساسي ، فإن الفكر السياسي نفسه بمدارسه المختلفة هو ايضا مبحث من مباحث العلوم السياسية ، فالعلوم السياسية لم تعد تكتفي بدراسة الواقع السياسي او النظم والظواهر السياسية فقط بل اصبحت كذلك تدرس الافكار والنظريات والفلسفات السياسية التي يبرر بعضها وجود انظمة الحكم المختلفة او ينتقدها ويدعو لتغييرها وتدرس تاريخها وتاريخ نشوء هذه النظريات والاراء السياسية المتعلقة بالظواهر والنظم السياسية وظاهرة السلطة والملك والحكم وتطورها عبر الازمنة والامكنة المختلفة ما ظهر منها واندثر وما ظهر وتطور واستمر حتى وقتنا الراهن ، ولكن العالم السياسي والمتخصص في العلوم السياسية تكون مهمته فيما يتعلق بالافكار والنظريات السياسية محصورة فقط في وصفها وذكرها وبيان ملابساتها التاريخية والجغرافية والثقافية التي ولدت وتطورت فيها او اسباب اندثارها ولا يقوم بتقييمها او انتقادها واقحام وجهة نظره الشخصية فيها من حيث الصحة والخطأ او العدل والظلم اذ أنه اذ اقحم هنا في دراسته لهذه الافكار والنظريات السياسية مواقفه ووجهات نظره الشخصية يكون قد خرج من مجال البحث العلمي الأكاديمي الموضوعي الى مجال الفكر السياسي أي تقديم وانتاج افكار ونظريات تنتقد تلك النظريات وتتخذ منها موقفا فكريا وسياسيا ، وبهذا يكون تحول من مجرد عالم ومتخصص في العلوم السياسية الى مفكر سياسي ، وليس هذا عيبا او خطأ ولكن العيب والخطل في الخلط بين المجالين ، مجال العلم الاكاديمي ومجال الفكر السياسي ! ، فهذا الخلط مزلق كبير وخلاف المنهج العلمي المنضبط قد لا يتفطن له الكثير من المتخصصين في العلوم السياسية من الاكاديميين وربما حتى من قد يصح اطلاق صفة (العلماء) عليهم في هذا الميدان فيحدث خلط بين ما هو علم وما هو فكر وفلسفة !!.. وهذا ما أردت هنا تحديدا في هذه المقالة التنبيه اليه والتحذير منه ، فالفرق بين العلم والفكر والفلسفة فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية والرياضيات قد يكون شديد الوضوح ولكن فيما يتعلق بالعلوم الانسانية كعلم قد لا يبدو الحد الفاصل واضحا كثيرا لدى الكثير من المتخصصين فكيف بمن هم ليسوا من أهل الاختصاص من الناس ؟! .
******************
سليم الرقعي
فبراير 2016
(*) اقول الذي والتي لأن المقصودين بالاسم الموصول هنا مختلفان في الجنس حيث اولهما مذكر والثاني مؤنث والاسم الموصول كما هو معلوم يدور مع الاسم المراد وصله من حيث الجنس (الذكورة والأنوثة) من جهة ومن حيث العدد (المفرد والمثنى والجمع) ولكن نتيجة لاختلاف الجنس في عبارة ( الفكر السياسي والعلوم السياسية) اخترت التعبير عنهما بهذا الشكل (الذي والتي) بينما قد يكون الأفصح هنا تغليب وتقديم الذكورة على الأنوثة كما جرت العادة في لغة العرب فيكون الاسم الموصول هنا هو للمثنى المذكر (اللذين) !.




#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتش عن الاقتصاد !؟
- جدلية الحي والميت !؟
- داعش ضريبة الفشل العربي العظيم!؟
- تجربة الموت !؟
- الأنا والأنا الأخرى!؟؟
- حينما تتنازل عن أحلامك الرومانسية !؟
- الرأسمالية لم تستنفد أغراضها التاريخية بعد !؟
- الانسان بين مشكل المعاش ومشكل الوجود!؟
- مشكلة العقل !؟
- داعش صناعة خارجية أم نبتة داخلية محلية!؟
- مشكلة الوعي والارادة !؟
- الصادق النيهوم وكولن ولسون واللامنتمي!؟
- تطور البشرية بين منحنى التقدم ومنحنى الرقي!؟
- يوم فقدت رشدي !؟
- الأدب والفن ملح الحياة ولكن ...!؟
- بين مشروعاتهم ومشروعنا مرة أخرى!؟
- النهضة والاشتراكية بين موسى والعقاد!؟
- الغرب والاخوان..محاولة للغهم!؟
- الناس ومسألة الايمان بالخالق!؟
- حول رب الفيسبوك وتصريحه بيهوديته!؟


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - الفرق بين المفكر السياسي والمتخصص في العلوم السياسية!؟