أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - حكايتان قصيرتان ..














المزيد.....

حكايتان قصيرتان ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 19:08
المحور: سيرة ذاتية
    


حكايتان قصيرتان ..
حكاية "و" ...مرّ زمن طويل منذ أن قابلته للمرة الأخيرة ، فقد ربطتنا أواصرُ صداقة ورابطة العمل المهني ... فقد كنتُ مُركِّزا لنادٍ متخصص في التأهيل الإجتماعي للمواجهين لأمراض نفسية .. وكان من أوائل مَن نجحتُ بإقناعه للإنضمام لعضوية النادي التأهيلي .. كان ذلك في زمنٍ ، تعاملَ فيه المجتمع مع المريض النفسي بأفكار ومواقف نمطية مُسبقة . فالمريض النفسي مجنون لا يعي ما يقول وما يفعل .. يتحاشاه الناس بل ويستفزونه بإهانات متعمدة ومقصودة ... واصبح النادي بمرور الأيام البيت الثاني للكثيرين من المرضى وأبناء عائلاتهم ،بل وللبعض من المتطوعين ..
أُضطررتُ ذات مرة للسفر الى مدينة بعيدة ، لا تربطنا بها مواصلات عامة ، وبما أن صديقي هذا ،كان يملك سيارة ورخصة قيادة صالحة ،فقد أقلني الى تلك المدينة وشارك معي في الاجتماع المهني الذي ضم طاقم العاملين في التأهيل النفسي ، وكنتُ آنذاك العربي الوحيد ..كان حضوره معي مدعاة لحب الاستطلاع، وحينما أخبرتُ "مديرتي" ، بأنه من أعضاء النادي...(كناية عن المُواجه لمرضٍ نفسي )،عاتبتني على "تهوُّري" في السفر مع سائق سيارة مريض نفسي .. هكذا كانت المواقف والأفكار حتى في اوساط المختصين ..
كنتُ ماراً من الحي الذي يقطنه ، وإذا به يجلس أمام بيته ، فطرحتُ عليه السلام وسألته عن الأوضاع، فدعاني وألّح في الدعوة لأحتسي كوب قهوة معه ، وهكذا كان ...
لقد كانت فرصة بالنسبة له ليفضي لي بمكنونات قلبه ، وما يُضايقه ، لكنني "حوّلتُ" الحديث، نحو أخبار أبناءه وبناته ، وكم كانت سعادتي غامرة ،حينما علمتُ بأن أحد أبناءه يدرس طب الاسنان ، والآخر قد انهى دراسة التمريض ، وصغرى البنات تدرس الطب .. وفي المقابل فالبنت الكبرى "تطلقت" بعد زواج لم يدم إلّا شهور معدودة ..
فرحتُ كثيراً وودعتُهُ متوجهاً الى بيت عزاء ..
حكاية "م " ...
"م" ،ذلك الفتى الصغير ، والذي لم يبلغ السادسة عشرة من العُمر ، حين أُصيب بالإكتئاب ثنائي القطبية .. كان جارا وابن جار عزيز ، لكنها الأقدار ...
كبرَ في النادي ، كان مثالاً للشاب المؤدب والنشيط ، رغم مرضه فقد تعلم مهنة كهربائي بيوت واشتغل فيها، رغم "خشية" البعض من "الإعتماد" على "مريض نفسي" في تصليح أو تركيب شبكة الكهرباء البيتية..!!
تزوج من ابنة عمه ، وكان مثالاَ للزوج ، الأب والصديق، لكل من عرفه ...كان مرحاَ ولطيفاَ في التعامل مع الصغير والكبير ..
ذات يوم ، وقبل 10 سنوات ، أخذ زوجته واولاده الثلاثة الى رحلة على ضفاف بحيرة .. وفي طريق عودتهم ، صدمهم سائق شاحنة (أعمى القلب والبصيرة) ، ومسح عائلة "م" من الوجود..
مات "م" وزوجته "غ" وصغيرهما ابن الرابعة .. وأصيب الابنان الآخران .. أمّا الولد البكر، فقد أُصيب إصابات بالغة ، بقي على إثرها طريح السرير وتحت عناية مكثفة .. أما الآخر فقد نجا من اصاباته الكثيرة ..
وبالأمس فارق الإبنُ، الحياة .. ليفتح في نفوسنا (أنا وزوجتي ونفوس معارفه )جرحاً لم يندمل .. فقد كان "م" من زوار بيتنا على مدار سنوات ... وصديقاً للعائلة وخاصة احدى بناتي وكانت صغيرة ،لا تُجيد نطق بعض الحروف ، والتي كانت تمازحه ويمازحها.. بالقول : هل انتَ "مدنون" (أي مجنون) ؟! فيضحك من كل قلبه بفرح كبير ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشر آليةٌ -للفوز-..!!
- نساء الحائط ..
- خلاص ،بِكَفّي...!!
- بين نظامين ..
- يناير ...!!
- صابونة واحدة زيادة .
- سِكْبونْيَج..!!
- قانون -التحسيس- ..!!
- شارلي ايبدو..والذوق المريض.
- رصاصة رحمة ؟!
- فارسُ الأحلام ..
- ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
- -العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو ...
- ألوجه والعجيزة ..
- ذاكرة الأنامل ..
- يوم أسود؟ أبيض؟!
- يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
- موسم -ألحصاد- ..
- عُرسٌ يميني ..!!
- أليسار الإسرائيلي : صراعُ البقاء ..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قاسم حسن محاجنة - حكايتان قصيرتان ..