عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 16:12
المحور:
الادارة و الاقتصاد
عن الأقنانِ المُرتبطينَ بالنفط
منذ بداية السبعينيّاتِ من القرن الفائت، ونحنُ مُجرّد "أقنانٍ" مُرتبطينَ (من أُنوفنا) بحلَقَةٍ ثقيلةٍ من الخيبةِ والفشل،لهذا السائل الأسودِ السخيفِ المُسمّى"نفْطاً".
لم يسمح لنا النفطُ باختيارِ " زعاماتنا". ولا بالتدخّل في عملية تحديد خصائص و سِمات نظامنا السياسي والاقتصادي.
لم يسمح لنا بتبديدِ ظُلُماتِ "إرْثِنا" الثقيل . أو تجاوزِ أسبابِ هزائمنا المريرةِ في كلّ شيءٍ ، وأمامَ أيّ شيء . أو بكسر قيود الخوف والأذلالِ المشدودة الى منظوماتنا القيمية والفكريّة البائسة .. بل كان متوافقاً معها ، وعاملاً أساسيّاً من عوامل تكريسها ، وانتشارها ، واستمرارها ، واستدامتها.
عندما ارتفعَ سعر برميل النفط من بضعةِ سنتاتٍ إلى بضعةِ دولاراتٍ .. عرفنا المعنى الحقيقي للدكتاتوريّة ،والحُكم الشُمولي .
عندما ارتفعَ سعر برميل النفط الى 36 دولاراً .. عرفنا المعنى الحقيقي للاستبداد ،والفاشيّة .
عندما ارتفعَ سعر برميل النفط الى 40 دولاراً .. عرفنا المعنى الحقيقي للحروب العبثيّة.
عندما ارتفعَ سعر برميل النفط الى 80 دولاراً .. عرفنا المعنى الحقيقي للفسادِ ، والخراب ،والعبث.
عندما ارتفعَ سعر برميل النفط الى 100 دولار .. عرفنا المعنى الحقيقي للفوضى ، وضياع الأوطان .
و عندما انخفضَ سعر برميل النفط الى 30 دولاراً .. عرفنا المعنى الحقيقي للفشل .
عندما انخفضَ سعر برميل النفط الى 25 دولاراً .. عرفنا أنّ "الدولة" عاريّةٌ تماماً ، وانّها لا ترتدي شيئاً غير دَمِنا .
وعندما سينخفضُ سعر برميل النفط الى ما هو أدنى من ذلك ، سنحلَمُ بأن يرتفعَ السعرُ من جديد ، لنواصل نومنا الطويل ، في حُضُن الدولة الفاشلة .
و عندما لا نتمكنُ من بيع نفطنا . عندما لا يشتريهِ أحد .عندما نتأكّدُ من عدم صلاحيّتهِ للريّ والشُرْب ..عندها فقط سنبدأُ في البحث عن الأسبابِ العميقةِ وراء موتنا المُبكّر. وسنحاولُ تلَمُّسَ الأسباب وراء سَبَخِ الأرضِ ، و شحّةِ الرغيف ، واندثار العُمرانِ ، و غيابِ "الحِرفةِ" ، ونسيان الصناعة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟