بهجت العبيدي البيبة
الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 11:52
المحور:
المجتمع المدني
ماذا يحدث في مجتمعنا المصري، فريق يدعي خوفا على الإسلام، وهو أكثر ما يضر الإسلام، وفريق يدعي حرصا على الوطن والدولة، وهو أكثر فريق ضررا للوطن والدولة، وكلا الفريقين يؤدي دورا خطيرا، حيث ينصبان أنفسهما أوصياء على المجتمع، ويتخيلان أنهما يملكون الحقيقة المطلقة، وعلى المجتمع أن يسير معصوب العينين خلفهم.
كأن بي وللقدر حكمة في أن يكون ضحية هاتين الفئتين باسم واحد وهو إسلام، الذي اشتق من السي واللام والميم، والذين كل ما يصاغ من حروفها يدور في فلك السلام، ذلك الذي يسعى له كل من حمل قلبا إنسانيا.
فإسلام البحيري عصفت به الفاشية الدينية، وزجت به في السجن، من خلال حكم قضائي، لا نعترض عليه، بل تمنينا ألا يصل الأمر للقضاء، وضحية اليوم إسلام الجديد – إسلام جاويش – تم القبض عليه، وسيق في ذلك أن موقعه غير مرخص به، وربما يكون ذلك صحيحا، ولكن أن يأتي بعد أن ينشر رسما به إيحاء ما، فإن ذلك جعل القبض عليه يوضع في سياق التضييق على الفنانين، ويصيب الحرية في صميمها، وهذا ما يضر الوطن ويضر بالنظام، الذي لا يمكن أن يوافق على مثل هكذا فعل وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في ظهور إعلامي عبر الهاتف.
ومن المؤكد أن هناك من هاجم الرئيس السيسي وثورة الثلاثين من يونيه والشعب المصري جميعه، بأساليب وألفاظ أفظع وأبشع مما أتى به إسلام كثيرا جدا، ومع ذلك لم تأت بنتيجة ، ولن يكون لها أي أثر على علاقة الشعب بالرئيس ، لأن تلك العلاقة بين الرئيس والشعب، يجب أن تكون مبنية على الثقة والحب، وعن قناعة وإيمان.
بل لعلي أذهب أبعد من ذلك حينما أقول أن مثل هذا الهجوم الذي خرج من جماعة الإخوان، على الرئيس عبد الفتاح السيسي أتى، على عكس ما أرادوا، بنتيجة إيجابية، حيث رأى قطاع كبير من المصريين أن مصر مستهدفة، باستهداف رئيسها الذي عول شعبه عليه في أن يقود سفينة الوطن إلى بر الأمان.
إن الشعب المصري في أغلبيته الساحقة رفض حكم جماعة الاخوان، كما يرفض أن يتم السيطرة عليه، ومن ثم فإنه يرفض أن يحارب "الإسلامين" :بحيري وجاويش باعتبارهما يمثلان حرية التفكير وحرية الفن، وإن أخطأ كلاهما، حيث أن تصويب الخطأ هنا، ليس عن طريق الحبس ولا الإرهاب، بل عن طريق الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة، وتناول الموضوع بالبحث والنقد.
#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟