|
ظواهر النقص المميتة عند تنظيم داعش ( الدم الدم الهدم الهدم )
احمد حسن العطية
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 23:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يسجل احد منظري السلفية الجهادية في العصر الحديث بعض الملاحظات وظواهر النقص عند تنظيم داعش والتي وجدتُ من الضروري نشرها الترويج لها لعل وعسى أن تَطَلِع عليها الأجهزة الأمنية والاستخبارية والمختصون ويستفيدوا منها في حربهم ضد قتلة النساء والأطفال داعش : 1- فشل التنظيم في التوحد مع الأمة الإسلامية وجرها إلى مشروعه , فتحول إلى تنظيم شاذ منبوذ في المجتمع , ومن هذا يجب أن تستفيد الجهات التي تحارب التنظيم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها من العزلة التي تحيط بالتنظيم وكوادره بجر الحاضنة التي توهمت إن تنظيم داعش هو الأمل والمخلص من طائفية حكومة المالكي التي تتحمل السبب الأكبر في تنامي حواضن التنظيم في مناطق الموصل والرمادي وصلاح الدين التي كان يتم التعامل مع أهلها بريبة وشك واضطهاد . 2- الكِبر المتمثل في توهم داعش أنها الوكيل الحصري والمعتمد للمشروع الإسلامي وإنها هي وحدها من ستقيم دولة الإسلام في الأرض , وهذا الكِبر الذي يتعامل به التنظيم لا يتماشى مع الشخصية العراقية فالشخصية العراقية ذات طابع عشائري بدوي إلى حد بعيد , والطبيعة البدوية لا تتحمل الاضطهاد والتبعية , كما إن معظم سكانها ليسوا من ذوي الخلفيات الدينية والتطرف وقيم العشيرة والعرف عندهم أقدس واهم من المفاهيم الدينية فمثلا ولحد اللحظة ( النساء في تلك المناطق لا ترث أبيها وإنما الأولاد الذكور فقط هم من يحق لهم الإرث رغم إن الدين والقانون الوضعي يقول عكس ذلك ) , والعقلية التي تحرك تلك المناطق هي شعار ( آني واخوي على ابن عمي , واني وابن عمي على الغريب ) . وهذا بالضبط ما تحتاجه الجهات التي تحارب داعش فداعش كلها غرباء لا يعرفون التعامل مع المجتمعات وفق عقلية المجتمعات وإنما يتم التعامل مع الناس وفق نظرية إن الدواعش هم ( الناطقون باسم السماء ) وكل قيم العشيرة والعرف يجب أن يتم صهرها داخل منظومة القيم الداعشية وهذا ما لا يتحمله المجتمع السني العربي ذو العقلية البدوية , لذلك على المختصين تسليط الضوء على هذا ووضع إستراتيجية اجتماعية للتعامل مع الحواضن , واستهداف عقليتها لجرها لصف التحالف الذي يستهدف داعش . 3- يتميز الدواعش بشكل خاص بالجهل بالإحكام الشرعية , ويتميز منظريهم وشيوخهم بالجهل والجرأة على الفتوى دون الاعتماد على التحليل المنطقي والفلسفي على مادة الفتوى , حيث أنهم يعتمدون مبدأ ( اعتقد ثم ابحث ) ومن هنا يظهر التطرف والتشدد فهم يعتقدون قبل الفتوى لذلك ففتواهم تتناسب مع أهوائهم وتبتعد عن قواعد الشرع الصحيح التي تحترم دم ومال وعرض الناس التي يبيحها داعش بكل سهولة . لذلك لزاما التأسيس لمؤسسات فقهية تعمل على تفكيك الفتاوى المتطرفة بمعاول العقل السليم والشرع الإسلامي الصحيح الذي يعتمد التسامح كدستور حياة . وهذه مسئولية حكومات الشرق الأوسط والدول التي يتواجد فوق أراضيها داعش لأنها ومجتمعاتها مهددة بالخطر . 4- يتميز المنتمين لتنطيم داعش بضعف التربية الدينية واقتصارها على ( أكاذيب الانترنيت ) حيث نشأ جيل تربى على الإصدارات الجهادية الصادرة من منتديات الجهاد المخترقة من الغلاة وعملاء المخابرات المختلفة . لذلك صارت الحاجة ملحة لاستهداف هذه المنتديات بشكل أو بآخر للحد من تورط الشباب الفارغ والخاوي فكريا في أعمال القتل والذبح التي تنتهجها داعش وهذه مسئولية الحكومات الموجودة في الشرق الأوسط عموما وفي العراق وسوريا خصوصا حيث عجزت تلك الحكومات عن ترويض الشباب وبناء منظومة تحميهم من الغلو , كما عجزت عن توفير فرص عمل كريمة تحميهم من الانجراف وراء التطرف وأهله . كما ينبغي السيطرة على منظومة النت التي يعتمدها داعش في ترويج أفكاره وتجنيد الشباب للانضمام إلى دولته الموهومة وهذه مسئولية التحالف الدولي وحكومات المنطقة . 5- فلسفة التيار الجهادي المتطرف قامت على نظرية وجود مجموعة منظمة ومدربة تدريبا عاليا مرفودة بأصحاب الإمكانات المختلفة حيث تستطيع توجيه ضربات قاصمة للأنظمة والحكومات والتي بإسقاطها تقوم دولة الإسلام التي ستبايعها الأمة , وهذه النظرية لا تستند إلى رؤية واقعية للأحداث كما إن إدارة الدول وبناء الأمم يحتاج إلى إمكانات علمية وإدارية وسياسية كما تحتاج إلى اعتراف دولي وهذا ما دونه خرق القتاد فمن المستحيل أن يعترف العالم بدولة الخلافة الموهومة بقيادة البغدادي . وما حالة الموصل الآن و# مشانق _ الجوع التي نصبها الخليقة للأهالي إلا دليل على فشل دولة الوهم في إدارة مدينة فما بالك بدولة يسعى التنظيم إلى تأسيسها . كما انه لا يجب أن لا نغفل عن شعار التنظيم الموسوم ( الدم الدم الهدم الهدم ) والذي حققه بجدارة منقطعة النظير فلم يحصد أهالي المناطق التي سيطر عليها التنظيم سوى المزيد من الدماء المسفوكة وهم يعيشون في هدم مستمر لممتلكاتهم وأرواحهم والذي واتته الفرصة للهروب أصبح يعيش قي مخيمات تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة .
#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع مطيرجي زواجل نتمنى أن تفهمه حكومتنا الرشيدة
-
بين شيوخ قبل , وشيوخ هسه , قصص ذات أنياب
-
سميرة توفيق واردوغان وخاتمي وحكومتنا الرشيدة
-
حمارُ الحكيمِ توما و ظاهرة أبو علي الشيباني
-
رسالة إلى السيد العبادي , حرب الديناصورات تحتاج إلى المزيد م
...
-
حيدر العبادي ونظرية الخَرَطات التسعة في السياسة
-
بَواسير
-
حيدر العبادي , إذا سقط منكم لهفوري فكلكم لهفوري
-
ما تصفى ودهيمش بيها
-
قدح بيرة كبير بصحة وزير خارجيتنا
-
الدكتور العبادي وتفكيك شبكة الدعارة
-
من حاربَنا حارَ بِنا
-
الإخوة المتظاهرون , أبن ربيدة ما يصيد غزال
-
بين شيخ الجبال وأبو بكر البغدادي
-
بين التصوف والماسونية جذور النشأة والتطبيق
-
سخان وزير الكهرباء
-
حكومة الزبالة وزبالة الحكومة في العراق
-
نغولة وحواجيز ماكو
-
من السيد بالك بالك , من المومَن أحفظ عيالك
-
أغنية جيناك بِهايَه وحكومة السرسرية
المزيد.....
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
-
ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا
...
-
عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|