|
جنيف 3 بين مضايا وشيخ مسكين
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 16:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جنيف 3 بين مضايا وشيخ مسكين الدكتور محمد أحمد الزعبي 01.02.2016 استمعت عبر إحدى الفضائيات إلى بعض وجهات النظر حول موقف المعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض من مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف3 من عدمها .وأقرأ الآن مانشره المكتب الإعلامي للائتلاف هذا اليوم أيضاً ( الأول من فبراير )على لسان رئيس وفد المفاوضات حيث قال : ( لامفاوضات مع نظام الأسد قبل وقف القصف الروسي وفك الحصار وإطلاق المعتقلين ) . الإشكالية المطروحة حول هذا الموضوع تتمثل إذاً، من جهة بربط اشتراك المعارضة بتنفيذ النظام السوري وشركائه من الروس والإيرانيين وأتباعهما لقرار مجلس الأمن 2254 فيما يتعلق ب : 1) وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة ، 2) رفع الحصار عن المناطق المحاصرة بغية وقف مذبحة الموت جوعا في هذه المناطق ، 3) الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين في سجون النظام ، وهي مسائل تعتبرها المعارضة قضايا إنسانية يجب ألا تكون جزءا من القضايا السياسية التي سيتم بحثها على طاولة المفاوضات بين وفد المعارضة ووفد النظام والتي ستدوروفق وفد المعارضة بصورة أساسية حول تشكيل "هيئة الحكم " وحول صلاحياتها المدنية والعسكرية ، ووفق وفد النظام حول "الإرهاب ". ومن جهة أخرى ، بقبول نصيحة مايعرف ب " أصدقاء الشعب السوري"( والنعم ) من العرب وغير العرب ، لوفد المعارضة ، بألا يربطوا حضورهم المؤتمر بتنفيذ النظام لتلك المطالب الانسانية ، بصورة مسبقة ، رغم عدالتها ورغم مشروعيتها، ورغم كونها جزءاً من قرار مجلس الأمن ٢-;-٢-;-٥-;-٤-;- ، لأن ذلك الربط يمكن أن يعتبره الروس و بشار الأسد " شروطاً مسبقة " وهو مايتعارض مع توافقات لافروف وجون كيري في لقاء فيينا ويمكن أن يؤدي ( الربط ) بالتالي إلى فشل مؤتمر جنيف 3 ، الأمر الذي قد يترتب عليه مضاعفات سياسية وعسكرية قد لاتكون في مصلحة المعارضة . بل وقد يكون هذا ما يريده النظام ( إفشال مؤتمر جنيف 3 ) . إن جعل مدة المفاوضات. في خارطة طريق مجموعة فيينا الموسعة ، ستة أشهر ( (بدلا من شهر أو شهرين مثلا ) إنما كان ينطلق أساسا ــ وهذا وفق تقدير الكاتب ــ من سوء نية مسبقة عند واضعي هذه الخارطة !! ، مفادها أن نجاح أو فشل جنيف3 لا يتعلق أساساً لا بالمعارضة ولا بالنظام ، وإنما بالدول الفاعلة في لقاء فيينا المذكور وتحديدا ، أمريكا وروسيا ، وإن توافق هذين القطبين في مجلس الأمن على القرار 2254 الذي اصبح سلاحاً قوياًّ بيد المعارضة السورية أشهرته في وجه ديمستورا في دمش وفي الرياض وفي جنيف , نقول إن هذا التوافق الذي فضحه عدم اسخدام روسيا لحق الفيتو ، إنما يعود أساساً لمعرفة الطرفين( روسيا وأمريكا )ان مثل هذه القرارات التكتيكية لا تعني شيئاً حقيقياً عند التطبيق ، حتى ولو كانت تحت الفصل السابع كما هي حال فرار مجلس الأمن 2216 حول اليمن ، والذي كان مفعوله في جنيف صفراً على الشمال . إن هذا يذكرني بقول حسني مبارك قبل سقوط نظامه لمعارضيه ( خليهم يسّلوا )
إنه ليس لدى الكاتب أية معلومات أو تسريبات عن وجود أو عدم وجود توافق بين أعضاء الهيئة العليا السورية للمفاوضات حول هذه الإشكالية . ولكن مالا تخطئه العين ولا يرفضه العقل هو مشروعية وطبيعية وجود مثل هذه الخلافات والاختلافات بين أطراف المعارضة ، ولا سيما أن ثورات الربيع العربي كلها وليست فقط الثورة السورية باتت رهن التوافق الخارجي ، وخاصة روسيا بوتين وأمريكا أوباما ، وإلى حد ما أوروبا ، أكثر مما هي رهن التوافق الداخلي بين أبناء الوطن ، وبالتالي فإن الخوف من " الصيف ضيعت اللبن " بات هو سيد الموقف ، لمن ليس لديه طيارات ولا دبابات ولا صواريخ تاوولا صواريخ ماوراء حيفا ، يشد ظهره بها على طاولة المفاوضات في جنيف ، بل و ليس لديه حتى أصدقاء حقيقيون عرب أو أجانب يشدون أزره ويساعدونه على الثبات في موقفه المشروع والعادل الذي أشرنا إليه أعلاه . لقد باتت العدالة بيد دول المصنع والمدفع في موسكو وواشنطن والذين بات ينطبق عليهم قول أبي فراس الحمداني لسيف الدولة " فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ". إن الأمر الطبيعي هنا أن يختلف أبنا ء ثورة آذار 2011 ، ولكن المهم والأهم هو أن تصب خلافاتهم ( إن وجدت ) في مصلحة الثورة ، وفي الوفاء لأرواح ملايين الشهداء الذين قضوا في سبيلها . لقد استمعت إلى أحد أعضاء وفد المعارضة السورية في نفس حلقة الحوار التي أشرت إليها في مطلع هذه المقالة وهو يقول متأثرا : لقد دمرالنظام بلدنا وقتل وهجر وشرّد الملايين من أهلنا ويتم أطفالنا ، وأساء إلى كرامة وشرف نساءنا ، ولم يبق لنا ما نخسره ، اللهم سوى ذلنا وعبوديتنا وقيودنا ، ولذلك فنحن لن نقدم لهؤلاء الوحوش البشرية السورية والروسية والإيرانية واللبنانية أية تنازلات مجانية لافي مضايا الجائعة ولا في شيخ مسكين الجريحة ،وسوف نصر على موقفنا في المطالبة بفصل الجانب الإنساني عن الجانب السياسي حتى ولو اعتبرذلك شروطاً مسبقة ، رغم الكلام المعسول والمتناقض والمحشو بمفردة " ولكن " لديمستورا حول هذا الموضوع . إن مانرغب أن نقوله هنا : إن الزمن الذي سوف تنتهي فيه هذه الغمّة التي عانى ويعاني منها شعبنا منذ نصف قرن ، لن يكون طويلا إنشاء الله ، وإن دروس التاريخ علمتنا أنه " مامات حق وراء مطالب " وأن " النصر صبر ساعة " . نعرف أن رحيل الأسد بات رهناً برحيل بوتين ، وأنه لابد من رحيلهما معاً من بلدنا الحبيب سورية ، وهو ماسيحصل قريباً إنشاء الله ، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت . نعم لقد " حررت !!" قوات بوتين والأسد وحسن نصر الله مدينة شيخ مسكين ، ولكن من سكانها ومن أهلها !!، ولن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي سيجعل أبناء درعا الميامين وأبطال الجيش الحر ، جنود بشارالأسد ومرتزقته يلعنون الساعة التي دخلوا فيها إلى هذه المدينة. أما مضايا التي يقضي بعض أبنائها من الصغار والكبار يومياً جوعاً وعطشاً ومرضاً ويقتاتون على أوراق الأشجار وأعشاب الأرض نتيجة الحصارالطويل عليها من قبل شبيحة بشار ومسانديه القادمين من الشرق والغرب ، فإن طائر العنقاء سيظل يحوم فوق قبور شهدائها من الشيوخ والأطفال الذين قضوا جوعاً وعطشاً ومرضاً، إلى أن تثأر لهم الثورة ممن قتلهم ، طال الزمن أم قصر .
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة 2011 السورية تطوي عامها الخامس وبوتين يطوي شهره الرابع
...
-
رحم الله أبا جابر
-
وقفة مع قرار مجلس الأمن 2254
-
الأكثرية والأقلية، المفهوم الإشكالية الحل
-
خاطرتان حول مايجري
-
مؤتمر فيينا 3 وخارطة طريق مقترحة
-
بشار الأسد والبراميل المتفجرة
-
في سوريا :؛ داعش أم دواعش ؟
-
مؤتمر فيينا 2 وتهميش الشعب السوري
-
رباعية فيينا والحل السوري
-
العلاقة الجدلية بين التفاهة والتوريث
-
بوتين بشار الفرزدق
-
الثورة السورية بين بوتين وأوباما
-
التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
-
نحن وهم
-
التغريبة السورية بين ىرأيين
-
التغريبة السورية بين رأيين
-
بين بشار وأوباما شعرة معاوية
-
العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
-
الطفل والبرميل
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|