أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الخامس )














المزيد.....

افكار للتشويش (الجزء الخامس )


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اكثر قوانين القدر المطبقة على البشر هي: "الحظ والجهد" ،ولكل منهما سلبيات وايجابيات ،فايجابيات الحظ هي: انك ترتاح من الجهد المضني، وسلبياته انه سينفذ منك خلال فترة زمنية محددة ،ولن ينفعك اي مجهود لاستعادته ،او استعادة حياة عملية مريحة ومنتجة كالتي مررت بها ،وستكتفي بما انتجته حين كان الحظ متوفرا لديك ،وان لم تتدخر مما كنت تنتج حينها، لن ترى حياة كريمة مرة اخرى.
اما سلبيات الجهد هو: التعب المتواصل مع دفع بعض الاثمان من حين الى حين، وايجابياته ان رزقك متعلق بمجهودك، ان ثابرت عليه يبقى معك لاخر العمر، فانت من يملك زمام الامور، والحياة الكريمة تبقى رهنا بما تبذله من جهد.

على فائقي الذكاء ان يظهروا بعض االغباء لمن حولهم ،حتى لا ينفر منهم الاخر، فالذكاء الفائق يفضح الاخر، والانسان مفطور على بعض الكذب و(التذاكي) ،لذا ،على الذكي جدا ان يصطنع بعض الغباء فقط لتأمين محبة الاخرين ،او عدم النفور منه.

في بعض الاحيان تعتمد السماء ،او من يتحكم بنا، قانون مساعدة اصحاب المأساة في استكمال مأساتهم ،وربما على حساب الاصحاء،اي كما يقول المثل(يُقتل جمل ليتعشى ثعلب)، ربما فقط لتوصيل فكرة اننا دائما على خطأ ،ولحكمتها ابعاد لانستطيع ان نفهمها ،لاننا محدودي الذكاء(جدلية السيد والعبد).
وهذا ربما يدل على اننا مشروع غير ذي اهمية، او اننا مجرد فائض وجودي قابل للتضحية به في سبيل ترسيخ فكرة ما ،او لاجل بقائنا تحت التحكم والسيطرة ليبقى المتحكم اظول فترة ممكنة كأي مبدأ لرجل سياسي او سلطوي.

حين يخلط القدر جميع اوراقك دفعة واحدة.. فهذا يعني انك محببا له ،حتى لو كانت النتيجة كارثية.

ان جوهر الحياة لا يكمن فقط في الوصول الى السعادة ،بل في تطوير مفهوم السعادة ،فكلما تطور الوعي كلما تطور الاحساس بالسعادة ،ولكن بطريقة عكسية نحو التبسيط في مفهوم السعادة ،وكلما زاد الغباء زاد التعقيد في مفهوم السعادة، فالمعرفة كما يقال تولّد السعادة ،لذلك نرى الحكماء سعيدين ،والاغنياء رغم كل ثروتهم لا تخلو حياتهم من الشقاء.
فكلما ما كان الوعي ساذج كانت السعادة كالجبل يصعب احتضانه ،وكلما زاذ الوعي تصبح السعادة كنملة على راحة يدنا.

في عالم الحيوان حين يغزو اسد عائلة اسد ما ويكسب المعركة ،يطرد الذكر الذي تغلب عليه ويستولي على إناثه، ويقتل الاشبال ،ليعيد التناسل منه ،وهذا يحصل امام المصورين للافلام الوثائقية دون ان يتدخلوا لحماية الاشبال ومنعهم من القتل ،وحجتهم (هذا قانون الغاب) .
فاذا كان هناك من يرانا من نافذة وجودية ،وكان اسمى مننا في الانتخاب الوجودي ،ويشاهدنا نقتل بعضنا البعض ،وندمر ونشرد الاطفال ،ولا يتدخل، فهذا امر طبيعي اذاً ،فنحن نطبق قانون الغاب الطبيعي بالنسبة له، ويعتبر ان قانون الطبيعة هو واحد يطبق على الجميع.
فالقتل والتدمير واعادة البناء هو من اجل التوازن الطبيعي على هذا الكوكب ،فلماذا نلومه حين لا يتدخل حامياً لنا .
ولكن ان استطعنا ان نتعامل مع الحيوان كصديق بالسكن ،ممكن حينها ان نجعل من يرانا ان يعاملنا على اساس صديق بالسكن الوجودي، والاستفادة من قدراته.

خذ من الحياة ما شئت، لكن دائما دع ما اخذت في منتصف الطريق، وخذ من جديد ،فالحياة لا تحبذ وصولك رابحا ،فحكمتها الرائجة ،لا تدع البناء يستمر.

هناك بشر حياتهم مجرد فيوضات وجودية ،واخرين حياتهم استثمار وجودي، وهناك من يستثمر وجوده استثمار ذاتي محلي، وهناك من يستثمر وجوده كموجود وُجِد فقط، وهناك من يستثمر ذاته في رحلته الوجودية .
فالوجود لا يبالي كم انتجت من الدمى الترفيهية لكنه سيبارك جهدك فقط ،فالدمى لك انت ،لذلك المباركة تكون طفوليه كأي مباركة أب لطفله في انجازه بعض رفاهياته الخاصة ،تباركه والسذاجة في عينيك ،اما من كان همه من انتاجه هو العبور والوصول بذاته الى تخطي حيوانيته الاجتماعيه الناطقه ،فهو من يباركه الوجود دون استهزاء، و بنظرة لا تخلو من الحزن ايضا.

اذا كان الكون الذي نسكنه دائما في توسع ،فليس هناك من عودة للوراء، والثواب والعقاب على ما فعلنا لن يكون في منطقة زمنية من الماضي، وانما شيء في المستقبل، وربما لم يوجد بعد.
وربما ان كان هناك اله ،فهو ينتظرنا في المستقبل البعيد ،وليس بجانبنا او خلفنا، فنحن كبذور الوجود ،ننموا ،وعند اكتمال نمونا ،نكون وصلنا اليه.
وربما هناك قانون وجودي للحساب ثابت في ماهيته ولكنه غير ثابت في تفاصيل تطبيقه ،فهو ايضا يتماشى مع تطورنا ووعينا، لذا يكون ما روج من افكار عن تفاصيل ونوعية العقاب والثواب هي باطلة الان ،وما سنسنه الان سيكون باطل غدا.

من قوانين الحياة ان الهدوء لا يستمر والصخب عنصر سماوي محبب .



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجود فقط طاقة (نظرية الموجة الجزء الثاني) التهيكل وجوديا ل ...
- إمرأة في نزواتها جَمُوح
- في غرامك حرام اشتهيه
- دعني اراقصك قليلاً.. قالت
- دع كل شيء ينتهي
- افكار للتشويش (الجزء الرابع)
- سياسي سكران.. قال:
- لاتنتظريه
- في صمتها امل
- افكار للتشويش (الجزء الثالث)
- ما اجملكِ في حضرتي.. واثمل
- المعركة الكبرى والتدمير الذاتي
- فلتبقى اميرتي نائمة
- في موتها حرية مُرّة
- ملكٌ وأنثى
- جدّف بمجاذيف الاقدار
- افكار للتشويش (الجزء الثاني)
- احبذ لقاءك ليلاً
- لبنان المضحك المبكي
- ابتسم بوجل في وجه القدر


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام غملوش - افكار للتشويش (الجزء الخامس )