أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - القرآن والإعجاز العلمي














المزيد.....

القرآن والإعجاز العلمي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 14:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن والإعجاز العلمي
جعفر المظفر
يخرج علينا البعض من رجال الدين معلنا أن كل شيء موجود في القرآن ومن ضمنها تفسيرالظواهر الطبيعية ويأتونا بمثال حول ظاهرة البرزخ بين الماء المالح والحلو (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) إضافة إلى الإكتشافات العلمية ومنها غزو الفضاء الذي يقولون أن الله قد اشار إليه بالآية التي تقول (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان).
هؤلاء يضعون القرآن في الزاوية التي يسهل من خلالها تشريحه ونقده, بدلا من أن يكتفوا بما جاء من أجله, حيث الغاية كانت وضع نصوص أخلاقية عامة كباقي الأديان, وأخرى تشريعية خاصة بمكانها وزمانها. ولا أجد أن قضية الخصوصية الزمانية والمكانية في القرآن تشكل نقطة ضعف, إلا إذا أريد لها ان تكون قوانين خالدة ومطلقة, لأنها ستناقض مع أحكام التطور ومقتضياته.
ومن الحق التساؤل: إذا كان كل شيء موجود في القرآن ألم يكن عدلا أن توكل للمسلمين مهمة الإتيان بالإكتشافات العلمية العظيمة التي تكفلت بنقل العالم إلى مستويات عالية من التقدم على كل الأصعدة, فذلك كان سيسهل عملية أسلمة الأقوام البشرية جميعها وإنقاذهم من عذابات الجحيم وعذاب القبر ولدغات الإفعى الصلعاء, وأيضا لكي تتنزه الذات الإلهية من فكرة أنها تغافلت عن إنقاذ المليارات من البشر وسهلت وصولهم إلى الجحيم.
إن كل الإكتشافات العلمية, الطبية والهندسية والألكترونية وما يخص علوم الفضاء وأعماق البحار هي من إنجازات الغرب الكافر الذي أقصى ما يبلغ مديحنا لأهله إعتبارهم أهل كتاب مشمولين بأحكام الجزية.
ترى لماذا لم يحتوي القرآن, إن صح إعجازه العلمي, على وصفات لشفاء الأمراض في حين سمح لـ (كتابي ضال) مثل الكسندر فلمنج أن يكتشف البنسلين الذي أنقذ ارواح مئات الملايين من البشر. ومن يا ترى يتحمل موت الملايين قبل إكتشاف ذلك الدواء السحري. ألم يكن حريا بالقرآن العلمي الفيزياوي الكيمياوي الطبي أن يكون واضحا ودالا بما فيه الكفاية لكي ينقذ تعساء الحظ الذين ماتوا قبل فلمنج.
الطبيب الأنجليزي أدوارد جينر هو أيضا قام بأفضل دور في إنقاذ البشريه بعد إكتشافه لمصل التلقيح ضد الجدري الذي كان قد تسبب بموت مئات الملايين أو جعلهم عميانا ومشوهي الوجوه. والمعروف ان الجدري كان قد تسبب في القرن العشرين وحده بموت اضعاف قتلى الحرب العالمية الثانية.
القائمة طويلة وهي تحتوي على مئات العلماء الأكفاء الذين نقلوا البشرية إلى مستويات مشهودة من التطور وفيهم مخترع الطائرة والسيارة والتلفون وسفينة الفضاء. حتى مع الأسلحة فقد توقفت إنجازات المسلمين عند حدود السيوف والرماح والنبال الذين لم يكونوا مكتشفيها الأصليين. أما أطباء الفترة الإسلامية الذهبية في العصر العباسي مثل إبن سينا وإبن الهيثم فلا أظن أنهم وصلوا إلى إكتشافاتهم تلك من خلال تحليلهم للنصوص القرآنية وإنما من خلال ملكية بحثية خاصة لا علاقة لها بالدين عامة ولا بالقرآن خاصة, وإنما جاءت معهم هذه الملكية قبل إسلامهم متأثرين بموروثاتهم الحضارية وملكياتهم الإبداعية الخاصة, ولعلهم ما كانوا تمكنوا على تلك الإكتشافات لو لم تكن الخلافة العباسية في بعض مراحلها قد تركت التعنت الديني وإلتزمت نهجا أقرب للعلمانية, وإلا لكان ممكنا أن يروح أصحابها ضحية للقول (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار). ويا جهل جماعة تحول البدعة, المشتقة من البديع والإبداع والمبدع, إلى ضلالة عقابها النار.
كل الأديان الأخرى وكتبها المقدسة هي كتب أخلاقيات وطرق تعاملات وعبادة ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالإكتشافات العلمية, بل لعل الإكتشافات العلمية جميعها قد جاء بها علمانيون لا يؤمن البعض منهم حتى بوجود الذات الإلهية وقد حوربوا من قبل كهنة الدين على أنهم سحرة ومهرطقين وعوقب البعض منهم بالحرق وقطع الرأس.
لكن بعض المسلمين يتفوقون على أصحاب جميع تلك الديانات بالطريقة التي سيري عليها المثل الذي يقول (جاء ليكحلها عماها), إذ بعد إصرار على تعارض القرآن مع كثير من الحقائق العلمية كفكرة الأرض الكروية, ووقوف بعضهم ضد إنجازات علمية مثل التلفون الذي اصر علماء المملكة السعودية على رفضه بحجة أن الشيطان هو الذي يتكلم من خلاله, وتفسير الجبال بالرواسي التي خلقها الله لتثبيت الأرض حتى لا تقع أو تهيم في الفضاء من حولها, او تفسير النجوم كونها راجمات للشياطين, بعد كل ذلك وغيره الذي جعل أهل الدين القرآن نقيضا للعلم يأتي هؤلاء لكي يحولوه من كتاب أخلاقيات وشريعة وعبادات إلى كتاب للإنجازات العلمية, فنراهم بذلك وقد إنتقلوا من النقيض إلى النقيض حتى بدون إستراحة بين النقيضين



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية
- غسان أبو المولدة
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
- هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد
- قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب
- الله ليس جنرال حرب
- القضاء علىى الإرهاب بالطائرات أشبه بالقضاء على الإيدز جويا.
- شهداء باريس .. الرقم سمكة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - القرآن والإعجاز العلمي