مرتضى عصام الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 12:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحسب تتبّعي للأحداث لم أجدّ صدىً واسعاً لهذه الخطبة الأخيرة التي دعت المرجعية فيها الحكومة إلى وضع خطّة طوارئ، والاستعانة بخبراء من الداخل، والخارج؛ لتقليل حجم الآثار السلبية للأزمة المالية، ولم أرَ مسؤولاً كبيراً، أو صغيراً أولى هذه الدعوة أهمية تذكر، وبالكاد يذكرها المسؤولون، وقد شغلهم الكلام عن الفساد، والمفسدين، وأين ذهبت الأموال، ويا ليتهم قادرون على حسابهم، ومحاكمتهم، واسترجاع الأموال منهم .
.
بعض المحلّلين السياسيين، والأكاديميين منهم ذهبوا إلى أنّ مراد المرجعية هو إعلان حالة طوارئ، وبعضهم خلط في كلامه بين خطّة طوارئ، وحالة طوارئ، فهما عنده سيان، ولا فرق بينهما، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ثمّة فرق بينهما ؟، ولكي نعرف مراد المرجعية فالسؤال هنا، ما المقصود بــ(خطّة طوارئ) ؟ ، وما المراد بــ(حالة طوارئ) ؟ .
.
يقصد بــ(حالة الطوارئ) .
هو قانون يأخذ في تشريعه مسار أي قانون آخر، ولكنه قانون معلّق، ولا يصبح نافذاً إلا بمرسوم يعلن إطلاق الأحكام العرفية، أو ما يسمى بــ(حالة الطوارئ) . يمكن فرض حالة الطوارئ على البلاد كافة، أو على جزء منها كما تحدّد بعض الدساتير فترة زمنية محددة لفرض حالة الطوارئ لا ينبغي تجاوزها .
يتضمن قانون الطوارئ سحب بعض الصلاحيات من السلطات التشريعية، والقضائية، وإسنادها إلى السلطة التنفيذية ممّا يمنحها صلاحيات واسعة جداً، وعندما تراجع تاريخ الكوارث، والحروب تجد أنّ أغلب دول العالم قد أعلنت حالة طوارئ حينها .
.
ويقصد بــ(خطّة الطوارئ) .
هي خطة تحدد إجراءات التي يجب إتباعها عندما يقع حدث يغيّر النتيجة المتوقّعة، أو المخطّط لها. غالبا ما تكون جزء من مخططات إدارة المخاطر، وتنفذ عند حدوث خطر استثنائي الذي يؤدي إلى عواقب كارثية. غالبا ما يتم وضع خطط للطوارئ من قبل الحكومات، أو الشركات. لذلك، تضع العديد من الشركات إجراءات خاصة تتبع في حالة وقوع كارثة غير متوقعة، والتي تشمل سياسات دائمة للتخفيف من أثر الكوارث المحتملين .
.
تبيّن من خلال التعريف بهما أنّ حالة الطوارئ تتعلّق باتخاذ قوانين خاصة، في وقت تسند الصلاحيات، وإصدار هذه القوانين إلى السلطة التنفيذية، وإجراءاتها ذات طابع قانوني .
بينما خطّة الطوارئ تتعلّق بوضع خطط إستراتيجية، وسبب وضعها توّقع المخاطر، والأزمات، وتوضع بعد دراسة مستفيضة لحجم هذه الأزمات، وكيفية حدوثها، وإجراءاتها ذات طابع إداري .
.
لذلك كان على الحكومة وضع مثل هذه الخطط الاستثنائية؛ لتخفيف وطأة هذه الأزمات، وإنْ لم تكن الحكومة قد وضعت مثل هذه الخطط، فهذا كارثة، وأزمة أخرى، ويبدو أنّها لم تضع مثلها؛ لذلك دعتها المرجعية العليا لوضعها، والاستعانة بالخبراء في التخطيط . ولم يكن مراد المرجعية (حالة الطوارئ)؛ لأنّ ظروف البلاد، والعملية السياسية، وتعدّد أحزابها لا تتيحها، ممّا يبطل مفعولها، وأثرها، وربّما لها آثار عكسية بالنسبة للعراق قد تذهب الأمل المتبقي في الإصلاح، وقد تذهب بالعراق إلى الانقلابات المتوالية ممّا يعني تعطيل كلّ شيء، وذهابه؛ لذلك نحن بحاجة إلى (خطّة طوارئ) كما رأت المرجعية ذلك .
#مرتضى_عصام_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟