عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 00:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مجلس الآلهة:
يعد نصر الانتصارات بالنسبة للإنسانية جمعاء بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية هو في التوقيع على بروتوكول تأسيس ( منظمة الأمم المتحدة UN ) و التي كانت سببا في إحلال السلام و روح التعاون والحوار و التنمية في العالم ...ناهيك عما تمخض عنها من هيئات غاية في الروعة تابعة لها والتي كان تخيل وجودها في يوم من الأيام حلما افلاطونيا جميلا و ضربا من المستحيل وقد كان لها فضل على مليارات البشر ومنها مثلا لا حصرا :
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)
منظمة العمل الدولية
منظمة الصحة العالمية
منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)
برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز) (UNAIDS)
مكتب المستشارة الخاصة للقضايا الجنسانية والنهوض بالمرأة(OSAGI)
شعبة النهوض بالمرأة (DAW)
صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)
صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (UN-Women)
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (HABITAT)
برنامج الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ...وغيرها
أما نكسة النكسات بالنسبة للإنسانية في نفس الوقت فهو كان في التوقيع على إنشاء ما يسمى ب مجلس الأمن الدولي و هو المجلس الذي سميته ( مجلس الآلهة ) فتأسيس هذا المجلس المشؤوم رسخ عمليا احتكار دول معدودة للقرار السياسي لباقي دول العالم فيما يتعلق بالحرب والسلم وفض النزاعات الدولية و حق تقرير مصير الشعوب و تشريع احتلال بلدان بعينها تحت ذرائع شتى كمكافحة الإرهاب ... وكأنها تلعب دور الآلهة المنوط بها تقرير مصائر الشعوب وحياتهم ومستقبلهم و كل آلهة منها تمتلك سلاحا يعتبر أقوى من صاعقة بوسيدون الاسطورية حيث هي قادرة على إيقاف هواء الحرية و حق تقرير المصير عن أي شعب يرفض أن يقدم حياة ومستقبل أبناءه على مذبح رغبات هذه الآلهة عبر ما سمي بحق ( الفيتو ) ...و الذي حتى هذا التاريخ كانت سلبياته وخيباته أكثر بكثير من إيجابياته ...
و في النهاية فوجئنا قبل عدة أسابيع بقرار من مجلس الآلهة هذا يضع فيه الأساسات المعقولة من وجهة نظري لحل الأزمة السورية المعقدة وذلك بعد توافق اثنتين من الآلهة الكبرى على ذلك .. فهل يكون فعلا هذا القرار هو الاستثناء الذي سيجعلنا نعيد النظر في سلبيات مجلس الأمن ..أتمنى ذلك من كل قلبي فأطفال سوريا و آمنوها يستحقون الحياة الكريمة ككل شعوب هذه الأرض وإن غدا لناظره قريب .
د. عمارعرب 01.02.2016
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟