|
حكاية مهنة...قهوة سبورت (المقهى الرياضي)..
عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 00:07
المحور:
سيرة ذاتية
حكاية مهنة...قهوة سبورت (المقهى الرياضي)..
بقلم/ عبد السلام الزغيبي
عرفت بنغازي محلات الحلويات خلال الثلاثينيات من القرن الماضي حيث كان من بين الرواد الاوائل لهذه الحرفة الايطاليون، وكان من اشهر المحلات، حلواني ميلانو لصاحبه السنيور براتو، والذي كان يقع في شارع فيا تورينو، ولصاحب هذا المحل يرجع الفضل في تدريب بعض الصبيان الليبيين، ومن بينهم كل من، مصباح بووذن صاحب محلات حلويات بووذن بميدان الشجرة، وصالح الميهوب صاحب حلواني دمشق بشارع عمر بن العاص، ثم سعيد الداحومي( بوعشرين) صاحب محلات بوعشرين للحلويات. وبرزت في العهد الايطالي عدة محلات، من بينها حلواني اربوني لصاحبه( تري ماريا) بميدان الشجرة، ثم حلواني برنابو بميدان البلدية، ومحل حلويات في شارع مصراته لصاحبه ( ميتزا صالما)، وقد استمرت هذه المحلات تقدم خدماتها للزبائن الذين كان اغلبهم من الايطاليين أو من الجاليات الاجنبية التي كانت تقيم في بنغازي. أما سكان المدينة العرب الليبيون فقد كانوا يفضلون الحلويات المحلية التي تقوم باعدادها ربت البيوت في المناسبات المختلفة، ومن اهمها، البقلاوة والكنافة والمقروض، والكعك والغريبة ولقمة القاضي، الى جانب الفطيرة والسنفز والزلابية والمخاريق. وأستمر هذا الحال حتى طرد القوات الايطالية من بنغازي بواسطة الحلفاء، عندها قام كل من مصباح بووذن وصالح الميهوب بتأسيس محل حلويات بشارع الشين بمنطقة سيدي حسين، ثم انتقل المحل الى ميدان الشجرة مقابل قرطاسية بوقعيقيص عام 1943، واصبح المحل يعرف بمقهى وحلواني سبورت، حتى نهاية الستينيات وتعريب اسماء المحلات، فاصبح يعرف باسم حلواني الرياضي. بإدارة مصباح بووزن واخوته، أما سي صالح الميهوب فقد افتتح قهوة وحلواني دمشق على بعد عشرات الامتار من مقهى سبورت، وبالتحديد في شارع عمر بن العاص. ومنذ ذلك الوقت اصبحت هناك منافسة شريفة بينهما في صناعة الحلويات في بداية الستينيات، بعد ان استقر الوضع في المدينة واصبحت المقاهي منتديات لشباب المدينة مع الاقبال المتزايد من قبل السكان على استهلاك الحلويات بخاصة انواع الباستي المختلفة الذي اصبح من الضروريات في الاحتفالات بالمناسبات الدينية والاجتماعية. ثم ظهر منافس ثالث لبووذن والميهوب، وهو حلواني بوعشرين الذي استقدم صناع مهرة للحلويات، واثبت جدارته في صناعة الحلويات الشرقية خاصة.ومع بداية السبعينيات خرجت عدة محلات حلويات مثل حلواني بوخطوة ، وحلواني النحلة التي تخصص في عمل الفطائر مثل البوريك بالجبنة، كانت قهوة وحلواني سبورت (المقهى الرياضي) من اشهر مقاهي مدينة بنغازي وكان يقع بميدان الشجرة، لصاحبها مصباح بووذن وبمشاركة الاخوة خليفة ومفتاح وأحمد وعبد الله بووذن. أما معمل الجولاطي فكان يقع بمنطقة سيدي حسين، واشتهر المحل بصنع الحلويات( الباسطي) خاصة في مناسبات الافراح، والعمبرر، والتورتات،والكيكات، وببيع الجولاطي، وبتقديم المشروبات الساخنة والباردة.. تعلم سي مصباح بووذن صناعة الحلويات المشهورة في ذاك الوقت ( التورتة والباسطي والجولاطي) في سن الشباب، من خلال عمله مع شخص ايطالي اسمه(السنيور براتو )، كما ذكرنا سابقا، ثم باصراره ومثابرته وكفاحه، استطاع تشرب المهنة جيدا، وافتتح محل خاص به. ومن اشهر من عمل بالمحل، محمد الرقيق( والد ديمس الكبير وديمس الصغير)، وسي محمود الشامخ صاحب احلى قهوة اكسبريسو.. وكان العديد من شباب بنغازي، والوافدين اليها من طلبة الجامعة الليبية، يترددون على المقهى الذي تحول الى منتدى لشباب المدينة، ومنهم شيخ الشباب سليمان بورويله يرحمه الله، صاحب النوادر والمغامرات الخيالية، والصديقين خليفة الفاخري، والصادق النيهوم، وكذلك بالنور رويص، علي صفي الدين، صالح ابويصير، محمد حنيش، والمغيربي ولنقي، حسين النيهوم وحسن بزازة، يوسف الهدار، ومفتاح جربوع و(احميدتي)ونجاتي ونصري إبراهيم، ويوسف الصلابي، وحميدة الجهاني.وابراهيم المالطي، والكثير من اعويلة لبلاد. وكانت احاديث رواد المقهى الرياضي، تدور عادة عن الكورة ..وفرق بنغازي في ذاك الوقت (الأهلي ..الهلال ...النجمة ) خاصة وان كثير من مشجعي نادي الهلال خاصة من رواد المقهى، بينما كان مشجعي نادي الاهلي من رواد مقهى دمشق في شارع عمر بن العاص. وقد ربطت علاقة عمل وصداقة بين والدي محمد الزغيبي يرحمه الله، مع المرحوم مصباح بووذن وأخوته، اذا كان والدي يورد لهم المواد المتعلقة بصناعة الجيلاتي والاكواب والملاعق الخشبية. وأمتدت هذه العلاقة بعد وفاة والدي، عن طريق اشقائي منصور وسعد، الذين واصلا التعاون والعمل مع مصباح وخليفة وباقي العائلة في توريد المواد اللازمة المستخدمة في صناعة الجولاطي، وتوثقت هذه العلاقة واصبحت علاقة عائلية.
مصادر: حكاية مدينتي بنغازي/ د. ابراهيم احمد المهدوي
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مواجهة النفس،بداية الخروج من المازق
-
الاذاعة والتلفزيون الليبي زمان
-
وإن غدا لناظره قريب...
-
نواب خانوا الامانة..
-
قنابل موقوته....
-
حكاوي بنغازية...العصا مسعودة
-
ليبيا ترفض الوصاية الدولية..
-
الليبيون وهواية إدمان تضييع الفرص..
-
الليبي واليهودي والخنزير..
-
أه .. يا مدرستي القديمة.....
-
الحكاية باختصار... الأبالسة الصغار يرثون أبليس
-
الحنين الى زمن القذافي...!!!!!
-
ما ننساه زمانا عدى..*
-
مالطة حيطه في البحر...وليبيا خشت في الساس
-
استراحة في موناستراكي...أقدم أحياء مدن أوروبا
-
بنغازي قالت كلمتها...
-
فرحة العيد في بنغازي زمان
-
حكاوي بنغازية...سفنز بالدحي...
-
الى أين تسير اليونان ...اليورو أم الدراخما؟؟
-
الماضي يعيش في حاضرنا
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|