أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامح ابراهيم حمادي - رسالة إلى السيدة سندس القيسي المحترمة















المزيد.....


رسالة إلى السيدة سندس القيسي المحترمة


سامح ابراهيم حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 20:07
المحور: حقوق الانسان
    


في مقالها أمس( الشرف والدم 5) ، طلبت الأستاذة الفاضلة سندس القيسي من الأستاذ نضال الربضي، حذف مقطع من مقال له وجدتْ فيه خدشاً للحياء.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=502862
وهذا رابط مقال الأستاذ الفاضل نضال الربضي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=484489

استغربت طلب السيدة ! ما معنى قولها:

( وهناك موقف للربضي في إحدى مقالاته أنا لم أقدره مع صديقه المسلم، الذي قال كلمة بذيئة ليصف إمرأة تمر أمامها. في الحقيقة، كان يجب أن تزيل هذا المقطع لأن فيه خدشًا للحياء، ربما قليلاً، ثم أن أول شيء يأتي للذهن أن الطيور على أشكالها تقع. وإذا كان صديقك مقززًا، لماذا تصادق هكذا أشكال؟ أو كان الأجدى بك أن تستر على صديقك بدلاً من أن تلمع صورتك على حسابه. أوليس هو صديقك؟ وأنت ما شاء الله كاتب جيد ولست بحاجة لتلميع).

السيدة القيسي:

ما هذا الاستعلاء النازل كالصاعقة عندما تقولين بكل ثقة : (في الحقيقة) ، وكأن وجهة نظرك هي السليمة وما عداها الباطل ؟
لا أدري من منحك الصلاحية لتنظّري للحقيقة ؟ بل منْ يملك الحقيقة ؟ إلا المغرور الأحمق الذي لا يُجادَل ولا يُناقِش ؟

صديق الربضي مقزز وتستخفين بعلاقتهما الإنسانية. حسناً ..
من فينا لا تتزاحم المقززات والقباحات في طبعه ؟ ليس من إنسان إلا ويحمل السلبيات والإيجابيات في شخصيته، فنحن لسنا الله ولا ملائكة. والحياة تفرض علينا أن نصادق حتى المُصاب بالعاهات النفسية والخلقية ؛ فواجبنا أن نقوم بحمل الضعاف في الحياة وانتشالهم من أمراضهم، لا أن نترفع عنهم يا سيدة.
ما هذا المنطق المريض وأنت إعلامية يُفتَرض فيها حمْل راية التوعية والإصلاح ؟ كلامك يدلّ على تكبّر أجوف وترفّع غير محمود، أصبحنا نطالعه بوفرة في بعض كتابنا هنا في الموقع.

وقفت عند طلبك الثاني الغريب المضحك قولك للسيد الربضي في نفس الفقرة:

( في الحقيقة،كان يجب أن تزيل هذا المقطع لأن فيه خدشا للحياء)

يا سيدة حضرتك إعلامية كما تقولين، يُرجى منك التالي:
أن تطالبي في حملاتك الصحفية، المترجمين لروايات مورافيا حذف صفحات وليس مقاطع لما تحويه من صور خادشة جداً (لحيائك أنت).
كذلك
هل اطلعتِ على قصيدة نزار قباني( غنّتْ فيروز) ؟ تذكّري المطالبة بحذفها أيضاً. يقول:

من أين العـودة فـيروز
والعـودة تحتاج لمدفع
والمدفع يلزمه كـف
والكـف يحتاج لإصبع
والإصبع ملتـذّ لاهٍ
في دبر الشعب له مرتع
عفوا فـيروز ومعـذرة
أجراس العـودة لن تـقـرع
خازوق دق بأسـفـلنا
من شرم الشيخ إلى سعسع

وعلى طريقك طالبي بحذف كلمة (عكروت)، التي فات الرقابة حذفها من رواية الكبير نجيب محفوظ في قصر الشوق ، الصفحة96

وذكّري الرقابة أن الحائز على جائزة ابن رشد الأديب صنع الله ابراهيم، أحْرجنا وهو يصف بطله يمارس العادة السرية، وتقززت مشاعرنا وهو يروي لنا عما فعله بطله في حمام القطار، عندما شعر بثقل في إمعائه.
عندك أيضا الخبز الحافي وما حوت من مشاهد مثيرة.

وألفت نظرك الكريم إلى فخر العرب وهويتهم التي تتباهين بها(ألف ليلة وليلة) ،المليئة بالعبارات الجنسية الصريحة.

طالبي بحذف كل هذا وغيره الكثيرمن شعرنا القديم، كما عند امرئ القيس، والقمر الذي لا يخفى : عمر بن أبي ربيعة..... وبالأخص الأخص الأخص : قصيدة شاعر النبي حسان بن ثابت المخجِلة، في هند الهنود بنت أبي سفيان، تلك القصيدة بالذات تركت صديق الربضي في أول الطريق !!
ماذا فعل هذا الصديق سوى أنه تأمل فتاة جميلة ؟ هل وجدتِه نظم شعراً إباحياً كابن ثابت ؟

طبعاً لن تنسي بالتأكيد مطالبة الشيوخ بإحراق الكتب الصفراء التي ربّوا تطلعاتنا عليها، فليس أقبح من الحكايات الفاضحة فيها.

هناك روايات عن الرسول تأباها الذائقة السليمة، عندما نقرأ في المصادر المعتمدة ما يرسم علاقة مقززة بين النبي وحفيدَيْه الحسن والحسين، ولن أخوض فيها، كيلا أفتح الباب لمن يهوى الصيد في مثل هذه المياه. ليس من باب مدح النبي ما جاء فيها. إنه برأيي يعبر عن ذوق شبقي تملّك الرواة ومنهم (أنس بن مالك) و (أبو هريرة)، أوصاف تستثقلها النفس ويعافها الخلق الرفيع.

وتزعجني حقاً الأحاديث المروية على لسان أم المؤمنين السيدة عائشة عن مباشرة الرسول لزوجاته، أو عن ميوله الجنسية.

أراكِ تتقززين من وصف بسيط لا يلفت نظر القارئ في مقال الأستاذ الربضي، وكان الأجدر بك الالتفات أولاً إلى هذه الروايات الفاضحة. إنها من التراث، الذي يشكّل محور الهوية والخصوصية الذاتية التي تفخرين بها وتدافعين عنها.

أنصحك أخيراً ألا تنظري إلى التماثيل العارية في محيطك الأوروبي، أو طالبي بتحجيبها كما فعلوا بتمثال السيدة الفنانة أم كلثوم.

السيدة سندس الفاضلة:

الأديب، الفنان، لا يرسم خطوطه بالمسطرة والقلم على هوانا.
الفنان الصادق لا يعرف الممنوع، يخوض فيه دون أن يعير التفاتاً لمسألة الأخلاق، وليس مطلوباً منه أن يحترم أمزجتنا وقيمنا.
طلبك الغريب من الأستاذ الربضي بحذف مقطع من مقاله لخدشه الحياء، يدخل في باب الحجْر على حرية التعبير والرأي، التي تكفلها حقوق الإنسان التي تتمتعين بخيراتها الآن في بلدك الأوروبي.

كان من الممكن أن نتفهّم طلبك لو كنتِ تسكنين في بلاد العربان، إذ ليس من المستغرب أن يختنوا العقل ويقطعوا اللسان ويحجبوا الصوت.
اما أن تكوني متنعّمة بكافة الحريات الغربية ثم القفز فوقها لفرض رأيك، فإني أقف أمام شخصيتك وأتساءل: ماذا تعلمت من الغرب الحر؟ هل تريدون إخراجنا من حرية التعبير لإدخالنا تحت وصاية قيمكم؟
هذا طغيان واحتكار للقيم الإنسانية الرحبة وضمّها إلى منظومة أفكار ترسم العلاقات بمعايير ذاتية ضيقة محدودة.

اليوم لدي ثقة أكثر من أي يوم آخر أن العربي مهما طالت إقامته في الغرب العلماني، فإن التناقضات العميقة في شخصيته التي حملها معه عند هجرته، تمنعه من أن ينسجم مع رحابة الفكر وإشراقه.
اليقين المتصلّب ، الذي تحاولون دفعه إلى أعماقكم الباطنية، يظهر على السطح عند أول صدام لقناعاتكم.

لا للحجر على حرية التعبير. الحرية سقفها السماء، وللجميع دون استثناء، بشرط هام:
ألا يعتبر أحد رؤيته من المسلمات التي تعطيه الحق بالتعالم على الآخرين وتحديد مواقفهم. ف (مثل هذه الحرية تنقلب إلى تهجّم على المختلف وازدراء له). ليست كل حرية في التعبير مقبولة إن لم تساهم في بناء الجديد الذي يدفع إلى الأمام.

ولا لإخراس أي نقد، إذ ليس بإمكان أية قوة أن تحجر على الفكر المختلِف. واجب على كل كاتب أن يتناول كل نقد بالرد عليه بالحجة والبرهان، أو فليكسرْ قلمه لعجزه عن الرد أو لضعف في ملكاته النقدية، أو لطغيان الغرور على شخصيته الذي يهئ له أن رأيه لا يُناقَش ولا يُقارَب.

هذه نظرة المتهاوِين في درك الفكر العنصري الذي لا يرى إلا رأيه، وإرهاب فكري لا يقبل إلا بمسلماته. وأنا لا أخصّك أنتِ بالذات بقولي هذا، بل أرمي إلى الأبعد منك، بعد أن تفشّتْ ظاهرة المتعالِمين علينا، ممن يسبغون من أنفسهم على أنفسهم ألقاب الحكمة والإبداع والثقافة والأدب.
ولا أدري كيف لا يحوطهم الخجل أمام القامات العالية من أدبائنا العرب ومفكريهم ؟
وماذا تركوا للحكمة اليونانية، وللإبداع العلمي العظيم، وللثقافة الغربية وأدبها الذي كان للرواد الغربيين فضل لا يُنكر على حركة الثقافة العربية الراهنة.

منْ يدخل الحوار المتمدن عليه أن ينظّف عقله من فكرة امتلاك الحقيقة، وأن يتخلّى عن العظمة الجوفاء.

والسلام عليكم.



#سامح_ابراهيم_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير تنسحق تحت أقدام العلمانيين .
- سيبويه يتلبّس الحكيم البابلي


المزيد.....




- لجنة طوارئ تتابع حاجات اللبنانيين النازحين من سوريا
- اعتقال عصابة تقوم بتنظيم هجرة غير شرعية إلى روسيا
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامح ابراهيم حمادي - رسالة إلى السيدة سندس القيسي المحترمة