أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس علي العلي - مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية














المزيد.....

مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 15:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية


أفضل نتيجة يمكن أستخلاصها من التجربة المرة التي أعقب سقوط نظام صدام حسين وما تلاه من تداعيات سميت بالربيع العربي , هي الحاجة الفعلية للديمقراطية بشكلها الحقيقي كحق من حقوق تقرير المصير للشعوب وليس الصورة المشوهة من قبل حركات وأحزاب وقوى لا تؤمن بالديمقراطية لا كمنهج سلمي لتبادل السلطة ولا كممارسة شعبية يعبر بها المجتمع عن إرادته , هذا ما أنتهت إليه التجربة المرة والتي يمكن حصرها بالعشر سنوات الماضية التي شهدت وتحت تأثير هزيمة المشروع القومي وتداعياته الإقليمية وفشل المشروع الماركسي والتجارب الاشتراكية في المنطقة وصعود نجم الإسلام السياسي المتجلبب بالديمقراطية وبشعارات تناقض المبدأ العقدي لديهم .
لقد خاض التيار المدني وقوى الديمقراطية في المنطقة نضالا مريرا مع إيمانها بأن المستقبل لها وللعمل الوطني التقدمي صراعا خفيا ما ظهر منه في الشارع لا يمثل إلا الصوت الخارجي أما الصراع الأعنف كان داخل المجتمع وداخل مؤسسته الفكرية وتأثيره على الرأي العام الجمعي والفردي , برغم من أمتلاك التيارات الإسلاموية السلطوية مفهوم القوة بشقيه السياسي والمادي وحضور قوي مسنود بعوامل الهزيمة السابقة وتداعياتها , مما أضطر أن ينكفئ الديمقراطيون والمدنيون قليلا , بل شكل عند البعض إحباط من التفاعل بين القواعد الجماهيرية العريضة والخطاب الإسلاموي المتزمت والمتطرف حتى في أكثر أطروحاته كما يظن بعض المراقين أنها ذات صفة أعتدال .
من الضروري جدا لمن يراقب ويدرس الوضع الإقليمي بدقة وخاصة ما أعقب سقوط بغداد في التاسع من نيسان 2003 ,أن تتبلور للشعوب العربية والإسلامية فكرة عن تجربة نادى كثيرا في الإسلام السياسي بأنه البديل الحقيقي والواقعي والضروري لأن يكون ماسكا زمام المبادرة وقائدا لمرحلة التغيرات , كان من المهم جدا أن يترجم هذا التيار كل إمكانياته التي سطرها منظروها وكتابها ومثقفوها وتحت يافطة شعارهم الدائم والمتواجد في الساحات الشعبية وبين أكثر طبقات المجتمع فقرا ((أن الإسلام قادم )) ,والحل لا يمكن أن يكون إلا من رحم الأمة وليس من خارجها لأنها لا تقبل أصلا أن تنتسب لنتاج مجتمع أخر وفكر أخر مناقض للعقيدة معارض لها , الشيء الحسن أنها تمكنت فعلا من الوصول ولكنها وجدت نفسها أمام أستحقاق الديمقراطية التي قبلت به طريقا للوصول ورفضت باقي نتائجه التي لا تتناسب مع فكر إقصائي لا يؤمن بغير مقولة (القرآن دستورنا ومصدر شرعيتنا ) .
في الجانب الأخر والمقصود منه التيار المدني والديمقراطيون والعلمانيون والليبراليون فقد وجودا أنفسهم وقد تخلت الكثير من القوى التي تحسب على اليسار وعلى التقدمية وتحت ضغط المصالح وحيدون في مواجهة غوغاء تردد مقولات الإسلاميين دون فحص أو حتى وعي ذاتي بها , مع تحريض وزرع الكراهية لهذه القوى من قبل منظومة إعلامية وتثقيفية مستمرة ومتوالية وضخمة تبدأ من المدرسة والشارع والبيت وكل تفاصيل الحياة , الجامع الفضاء المفتوح الإعلام المسخر بكل قوة ومواقع التواصل بمختلف أنواعها , في الوقت الذب لا تملك العناصر المدنية إلا مساحة محدودة جدا لا يكاد أن تستوعب ما يمكن أن يجاري الضخ الإعلامي الرهيب المسنود بإمبراطورية مالية وفكرية متعددة الجوانب والتأثيرات .
في ضوء خارطة النتائج والتي تمثل في محصلتها النهائية برغم الألم والعنف المصاحب والتضحيات نقرأ خطوط سير وخارطة أمل جديدة تتمثل بحقيقتين ,الأولى أن التيار الإسلاموي بجميع ألوانه ومفردات خطابة لا يمكنه أن يصمد ويبقى في الصدارة ما لم يؤمن حقيقيا وجديا وبشكل قاطع أن الديمقراطية وحق الشعب هما مصدر إرادة السلطة , وأن الخيار الشعبي الحر هو دستور المستقبل وإلا فلا مستقبل له وسيعود لينزوي في الجوامع أو يبقى مطاردا وهو يحمل السلاح في زوايا الكهوف والأودية دون أن يكون خيارا للناس بعد التجربة المرة , الحقيقة الثانية والتي يجب أن يبنى عليها المستقبل السياسي والفكري أن المدنية والديمقراطية هي التي قوضت بقوة حجتها وأمتلاكها الأفق الإنساني الطبيعي لأقرب للإنسان ورؤيته الطبيعية للحياة , وعلى مفكريها ومثقفيها أن يواصلوا النضال الدءوب والعمل الجاد والتخلي عن السلبية المتأتية من قسوة التجربة وأن يعودوا ليقودوا الشعوب في تطلعاتها نحو الحرية والسلام لأن المستقبل يؤكد أن الشمولية والإقصائية ورفض الأخر لا يمكن أن تكون قانونا للحياة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس علي العلي - مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية