أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .














المزيد.....

الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .
لا أحد يشك في أن الإسلام دين محبة وسلام ، لا يحض على العداء، ويدعو المسلمين للوحدة ونبذ الخلاف والعداء ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا " ، آل عمران: 103.
لكن ما نلمسه عند بعض العديد من متأسلمي هذا البلد الأمين من عداء للأمازيغ ، هو واحد من أغرب الظواهر ، حيث نجد أن الخطاب الدعائي الذي يروّجون له ، يجمع بين أطرافه من الكراهية ، ما قد لا يجتمع في أمر غيره ، والتي تبدأ بالنظرة الاستعلائية لهذا المكون المغربي الأساسي ، والاستهانة به ، والاستخفاف بوجوده ، والتطاول عليه ، لتنتهي للتفريط في حقوقه ، ما يؤسس لصراعات داخلية خطيرة ، لا يمكن معها حماية الاستقرار السياسي ولا الاجتماعي وربما حتى الاقتصادي ، وذلك لأن تلك الكراهية التي يحملها أولئك المتأسلمون، ليست مرتبطة بموقِع الأمازيغ في هيكل القوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، بقدر ارتباطها بأسلوب تفكير متكرف ، وثقافة تحيز متصلة بحياتهم الاجتماعية ، والتي تظهر خطابهم المعلن ، وسلوكهم المؤطّر، على خلاف الأنماط الأخرى من الكراهيات التي تأخذ في مجتمعنا أشكالاً عديدة ، والتي تبقى في غالبيتها حبيسة دوائر ضيقة مغلقة ، تنعكس أحيانا في تصرفات اجتماعية أكثر مما تتجسّد في تصريحات ونصوص ، ككراهية أهل المدن لأهل الأرياف ، وكراهية أهالي الأحياء الراقية للأحياء الشعبية ، وكراهية الأغنياء للفقراء .
إنّ التوصيفات السابقة ليست على سبيل التعميم المطلق، رغم أنها تعكس حالة عامة ، يعرفها المجتمع وينكرها ويحظرها ، قبل أن يحظرها القانون نفسه ، لكن كثير المسكونين بكل أنواعها وأنواعهم الذين يكرسون جهودهم للبحث عن أدلّة تُبررها ، تُساعد على تعميمها ، ونشر نظرياتهم حولها ، بترويجها في أمثالهم ونكاتهم ، وفي غيرها من الوسائل ، التي لا يمكن حصر أمثلتها وتعكس حجم الكراهية المكتومة ضد لأمازيغ، ، والتي لا يكون علاجها - كما في كل الأمراض - بإغماض العين عنها، ولا بتوزيع الكلام الجميل المعسول ، وخطابات الحب الكاذبة ، ونماذج الاستثناءات ، التي لا تشفي مرضاً، ولا تغيّر واقعاً ، وإنما تعالج بالتشخيص الموضوعي الذي يتم فيه بالاعتراف بوجود الكراهية في أعماق الكارهين وسلوكاتهم ، ثم بإحلال المنطق في التفكير، وإدراك نظرية الخير المطلق والشر المطلق التي لا وجود لها ، وأن كل كيان أو مجتمع له وعليه، فيه الخيِّرُ وفيه مَن هو دون ذلك، وأن من بَحث عن عيبٍ هنا وعيبٍ هناك ،ليجعل منه هالة عظمى في خطاباته وبرامجه ومخططاته وأهدافه ، لضرب غيره والإساءة إليه ، فإنه لا شك يجد ذلك الغير لديه ألف عيب كي يبنوا عليه نظريات مهاجمته ..
خلاصة القول ، أنه إذا نحن أردنا الأمن والاستقرار وصيانة وحدتنا الوطنية وحماية مكتسباتنا الاجتماعية والسياسية ، ومواجهة المخاطر والتحديات ، قد حان أمام الجميع ، لنبذ الكراهية وتفكيك جذورها التي تتغذى عليها عمليات الإقصاء والتهميش ، وكسر حاجز الجهل الذي يمكن ثقافة الكراهية من خلق التطرف والإرهاب والأزمات المتلاحقة على أكثر من صعيد ، وكلما تأخرنا في القيام بمسؤولياتنا تجاه ذلك ، كلما اتسع الشرخ وأصبحت نقاط الاختلاف حقائق مسلماً بها ، وطغى مبدأ إن إختلفت عني في الهوية والجنس واللغة وحتى اللون ، فأنت لا تستحق العيش ومن حقي مصادرة أحلامك .
حميد طولست [email protected].



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الأسئلة البسيطة والمحير !!
- ما هكذا ترعى حقوق الفقراء يامسؤولينا !!
- واقع حريات الرأي وقوى الإسلام السياسية!!
- -الكلام الزين كيتعطى في الدية-
- المغاربة أمام القانون سواء، وسواسة حتى هما !!
- الحكومة والبرلمان ، يقرران التنازل عن معاشاتهم !!
- لماذا يهان معلمو هذا الوطن ومستقبله وبُناته ؟
- تسيد المال يقلب موازين الحياة ومكاييل المنطق !!
- الشيء بالشيء يذكر
- صمود الهبة الشعبية ضد تقاعد البرلمانيين..
- لا تعادوا الشعب فعودتكم اليه قريبة ، وسيحاسبكم !!
- لماذا تكرهون الأمازيغ إلى هذا الحد ؟
- مداومة سوء الكلام وفحشه ..
- الى طاحت الصمعة علقوا الحجام ، وإذا طاحت صناديق التقاعد ، عل ...
- لا أخال أن وزير النقل يجز بنفسه في مثل تلك الترهات !!
- تهنئة بميلاد مشكاة إعلامية. مجلة -المرأة السياسية- .
- معاشات البرلمانيين والوزراء والهاجس الانتخابي الضيق!!
- الوزير المناسب في الوزارة المناسبة .
- ما أقسى فقد من اعتدنا على قربهم !!
- تداعيات -جوج فرنك- على بعض مجريات الأحداث !!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الكراهية أكبر آفة ابتلي بها مجتمعنا .