أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجح شاهين - الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال














المزيد.....

الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 10:47
المحور: حقوق الانسان
    



لا بد أن جزءاً منا يتذكر الارتفاع الجنوني في أسعار الحبوب في الأعوام 2007 وكذلك 2008. استخدم القمح والأرز لإنتاج الوقود الحيوي بوصفه بديلاً للنفط. وهكذا تشكل نقص كبير في معروض الحبوب في السوق العالمي، فجن جنون أسعار الحبوب، وعلى رأسها مادة الفقراء الأولى ألا وهي الخبز. وقد بلغ سعر كيلو الخبز الواحد في مناطق السلطة الفلسطينية أربعة شواقل، أي ما يساوي دولاراً ونيف، أو ما يقترب من دينار أردني كامل.
لكن أسعار الحبوب والنفط انخفضت حد الانهيار التام في السنوات الأخيرة. وإذا كان ربح المخبز في كيلو الخبز في سنوات شح الحبوب والنفط كان لا يتجاوز العشرة في المئة، فإنه اليوم يزيد بوضوح على مئة في المئة. يعني باختصار المخابز تربح بمستوى تجار المخدرات على وجه التقريب. لماذا؟
يمكن اليوم للمستهلك العادي أن يشتري كيلو الطحين نخب أول من أي مركز تسوق فاخر في حي الطيرة برام الله مثل "برافو" أو "الجاردنز" بشيكلين، وهو مغلف في كيس ورقي أنيق. ومن الواضح أن المخبز يحصل عليه بسعر أقل من ذلك. لكن كيلو الطحين ينتج كيلو وربع من الخبز تقريباً. وهذا يجعل تكلفة كيلو الخبز تقترب من شيكل واحد. لماذا إذاً لم تنخفض أسعار الخبز؟ ثم لماذا تظل أسعار الخبز موحدة إذا كنا بلاداً تقدس حرية السوق ويعمل اقتصادها في ضوء قانون العرض والطلب؟
تزعم الفرضية الأساس لآلية عمل السوق الرأسمالي أن السلعة تقدم للمواطن بأفضل شكل وعلى أرخص نحو ممكن بحكم المنافسة في السوق بين المنتجين الذين يتسابقون من أجل ربح "قلب" المستهلك بتقديم السلعة الأجود والأرخص. ومن يمتلك الكفاءة الأمثل لذلك يسيطر على السوق، ومن يفشل يخرج من السوق go out of business. لكن ذلك لا يحصل في بلادنا أبداً. ولعل علي بالفعل أن أفكر في افتتاح مخبز يقدم الخبز بثلاثة شواكل ويحقق لي مع ذلك ثروة في زمن قصير. أما من ناحية تفسير ظاهرة ثبات سعر الخبز، فإنني بالفعل لا أمتلك الإجابة خصوصاً أن الوثيقة الأساسية الفلسطينية "الدستور الفلسطيني" تنص في مادتها رقم 21 على أن اقتصاد البلد يعتمد السوق الحر وحده لا شريك له. ولا بد أنني في حاجة إلى دعم من خبراء في الاقتصاد السياسي من شاكلة عادل سمارة لمساعدتي في إجابة هذا السؤال الملغز: هل نحن اقتصاد رأسمالي حر؟ أم اقتصاد خراجي ما قبل رأسمالي يتم فيه انتزاع الفائض من جيوب الناس بالإكراه مع التظاهر بأن هناك رأسمالية وحرية سوق؟
ولا بد كذلك من توجيه بعض اللوم لجمعية حماية المستهلك وصلاح هنية لتقصيرهم في متابعة الموضوع ودفعه إلى واجهة الاهتمام الشعبي العام والذهاب به إلى المحاكم مثلما حصل مع شركة الهاتف التي احتكرت السوق وفرضت شروطها في بيع سلعتها وحققت أرباحاً خيالية. ألا يعرف الناس أنه حتى في الولايات المتحدة لا يمكن السماح "ببلطجة" رأس المال إلى هذه الدرجة؟
أخيراً لم يحدث شيئ على ما يبدو فيما يخص المواد المسرطنة التي تضاف إلى رغيف الخبز. ومن جانبنا لم نلاحظ اختلافاً في شكل الرغيف أو رائحته أو نكهته. وقد حلت زوجتى الموظفة المرهقة بأعباء كثيرة المشكلة كلها بأن بدأت تخبز في البيت باستخدام القمح الكامل، وربما أن ذلك قد يكون وصفة لمواجهة تغول رأس مال المخابز وانفلاته من كل رقابة أو ضابط، ولكن ذلك بالتأكيد ليس متاحاً للمواطنين كافة، ولذلك لا بد من فعل شيء لتحسين جودة الرغيف وتخفيض سعره بما يتلاءم مع قواعد الرأسمالية في انخفاض سعر السلعة عند انخفاض موادها الأولية وشروط انتاجها. وإذا كان ذلك غير ممكن، فقد يكون علينا أن نغير فقرة الدستور التي تتحدث عن اقتصاد السوق ونضع مكانها: نعتمد تشكيلة من القواعد الفرعونية والرومانية والفارسية القديمة بما يتلاءم مع الحاجة والمقام.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد السياسي للطقس وكرة القدم
- كوريا الشمالية والسعودية: مقارنة
- فن الحب وعلم الثورة
- أوقفوا تعليم اللغة الإنجليزية
- بحلم يسكن في هافانا ، بفكر انو فرنسا معانا: ما الذي يجري في ...
- قراءة في خلفيات جنون الإرهاب
- -التهجيص- في السياسة والإعلام
- عريقات/نتانياهو وأزمة القيادة
- الخطاب الفلسطيني وتغطية المواجهات
- روسيا تقلب الطاولة على أمريكا ومن يدور في فلكها
- فانتازيا عيد النحر الأمريكي السعودي
- دائرة العنف الفلسطينية
- حضانة الطيرة المرعبة، وقرار الوزير العيسى
- الغزو الضفاوي ليافا/تل أبيب
- القانون لا يحمي المغفلين، ولكنه يحمي النصابين
- من يهودية الدولة إلى التطهير الكامل: المقاومة هي الحاجز الأخ ...
- أيديولوجيا الديمقراطية في خدمة الاستعمار والدمار
- حزب الله، أنصار الله ويسار الأجزة
- داعش والصهيونية: لماذا تنشران الفظائع؟
- بؤس المثقفين


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناجح شاهين - الخبز وفوضى السوق ودلال رأس المال