|
قراءة نقدية في كتاب تأملات في التربية - إيمانويل كانط - تعريب و تعليق : - محمد بن جماعة - نشر : دار محمد علي الحامي . سلسلة : أضواء . الطبعة الأولى 2005
عبد الله عموش
الحوار المتمدن-العدد: 5062 - 2016 / 2 / 1 - 07:13
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
" إننا نقرأ لنفكر جيدا و لنفعل على نحو جيد " الجزء الأول إضاء في الموضوع : يعتبر مؤلف " تأملات في التربية " ل " كانط " من نواذر الفكر الفلسفي الذي تناول مسائل تربوية معقدة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ، و هي مسائل ما تزال تحتفظ براهنيتها ؛ من مثل التي تتعلق بالتعامل مع الطفل و طريقة تنشئته ، و مسألة التكيف ( التوفيق بين الإمتثال و الحرية) ... و قد أثار فيه إمانويل كانط مسألة شائكة ما تزال تطرح لحد الساعة تحد كبير أمام علم النفس التربوي و ليس أمام المشتغلين بالعمل و التأطير التربويين فحسب ، و تعني هذه المسألة التربية الجنسية بالنسبة للطفل و الطفل المراهق ، . و الكتاب الذي نطرحه للقراءة اليوم هو سؤال محرج في الفكر التربوي ، و تمثل فيه ماءلة علم النفس التربوي المعاصر الحيز الأكبر . و على الرغم منذلك فهو فهو جواب على سؤال في الأنوار ، و جواب في سؤال التوجه في التفكير ، و هما السؤالان اللذاغن يلقيان الضوء على الحرية و حرية التفكير ، الحرية و حرية التفكير باعتبارهما القيمة الأساسية في فلسفة " كانط " ، حرية التفكير بكل تبعاته الكبيرة الخطورة ، خاصة في حقل التربية . الإطار الفكري العام للكتاب . سأقدم هنا قراءة لتوطئة المترجم لوثيقة / كتاب : ( " ثلاث نصوص ": تأملات في التربية ، ما الأنوار ، ما التوجه في التفكير ) ، و في التوطئة يعتبر فيها أن العنوان " تأملات في التربية " وضعه في الأصل " الاكسيس فيلوننك " َALAXIS PHILONENKO عندما نقل الكتاب من الألمانية إلى الفرنسية ، تحت عنوان E.Kant,Réflexions sur l’éducation , introduction , traduction et Par ALEXIS PHILONENKO ,8 ed . Vrn 1996 و يجمع الكتاب مذكرات كان سلمها " كانط " (1724 ـ 1804) عند متم نشاطه المهني إلى أحد تلامذته (أتباعه) المسمى " رينك " RINK هذا الأخير الذي قام بنشرها سنة 1803 تحت عنوان Uber Padagogik (في البيداغوجيا ) ، بعد أن كان قد أوصاه "كانط " بنشر ما يفيد منها الجمهور أكثر . و هي مذكرات كانت في الأصل دروسا أو محاضرات حاضر فيها "كانط" في مكون البيداغوجيا بجامعة كونقزبارق KONFSBER على فترات منفصلة ما بين عام 1776 ـ 1787. و لم يذكر ما إن قام (رينك) بنشرها كاملة كما تسلمها من "كانط" ، أيضا لم يذكر شيء في النظام المتبع في ترتيبها ، مقارنة مع تصنيفها في المخطوط ، و قريب من الوثوق أن يكو (رينك) هو من أضاف العناوين الثانوية (الفرعية) التي تحمل التعابير " توسع" " في التربية الجسمية" " في التربية العلمية " . ومهما يكن من أمر ، فالكتاب يفقد إلى نظام مرض بالتمام ، إذ يظهر عليه أثر التكرار وتفتقد فيه التحاليل إلتي توسع فيها "كانط" نفسه إلى التوازن . إنما تنم نصوص الكتاب على نوع من الإهتمام الحقيقي بقضية التربية الذي ظل لصيقا به طوال حياته الفكرية ، و ليس و لم يأت هذا منه نتاج الضغط المهني الذي يفرض على كل فيلسوف عظيم مثل كانط هذا . وإن كل قارئ ل"كانط" ليشهد له باختراق عدة خواطر في التربية لفكره الفلفي ابتداء من برنامج دروس(ه) لفترة الشتاء السداسية 1765ـ1766 ، وفيها انصب اهتمام كانط على قضية التعليم حيث تعرض لإشكالية " محتوى البرامج و علاقته بقدرات المتعلم " و بشغف كبير قرأ فيلسوفنا كتاب " إميل " ل " جان جاك روسو " Emile ou de l’éducation ، و لا يخفى على أحد ما لهذه القراءة النوعية موضوعيا من أثر و انعكاس واضحين و بشكل جلي على (تأملاته) ، هذا فضلا عن القيمة المضافة التي كانت لتجربة و مبادرة " باسدوف" BASDOW الذي أ،جز مؤسسة أو معهد DESSAU عام 1776. في مسعى منه إلى تنزيل أفكار "روسو" و لكنه في الواقع كان في منأى عنها أو يحيد عنها ممارسة في أحايين كثيرة ، وقد كانت هذه المبادرة و هذه التجربة مادة خاما وزاد شحن لتفكير كانط و دافع له للبحث والتفكير في مجال الفكر التربوي وواقع التربية و التعليم في بلده ذات عصره ، و محرك تفكيره في بواعثا إصلاح التعليم و بحث و أسبابه ، و القول مختزلا ؛ كانت تجربة " باسدوف" محرك البحث في نظرية التربية عند "كانط . و يصرح "كانط" فيما يصرح به أن التربية هي أهم و أصعب مشكلة تطرح على الإنسان ، و ليس هذا التصريح بمنزلة حقيقة سطحية أو وحيا من بديع الكلام و مرصعه و زخرف اللفظ من دون جوهر في المعنى ، إنه عمق في الرؤيا و مبدأ و تصور راسخ و رؤيا ثاقبة ووعي قائم بالمسألة التربوية و بحدتها و ليست وعيا شقيا ومزيفا أو بئيسا . و لعله لهذا يرجع تواتر الأفكار البيداغوجية في مؤلفاته الفلسفية الأكثر تميزا بالعمق في النظر و التنظير، الشيء الذ لا يختلف فيه اثنان من الدارسين للفكر الفلفي من الإغريق حتى المنهج البنيوي ، تلك الأفكار التي يستمد منها أطر التفكير النظري كما يتجلى هذا في مذهبه (وجود انضباط للعقل الخالص) كدلالة صرفة على إجمالي الإصطلاح البيداغوجي و مفهوم هذه الأخيرة (= البيداغوجيا) و ما فكرة " التنوير " المركزية عند "كانط" إلا اصطلاح و بعد تربوي ذو أهمية قصوى ، ليس في علاقة بالفرد في شحن اللفظ بالدلالة التربوية ؛ و إنما و أكثر منه بالبعد السوسيولوجي و الإجتماعي من حيث البناء الدلالي و تفريعاته في الحقل التربوي و في -الإبستيمية البيداغوجية ، و كذلك في ارتباط بالزمن المجحتمعي المعقد ، و ذلك و بشكل أعمق باارتباط البناء الدلالي للتنوير بعمق الفلسفة السياسية التي تؤطر المجتمع و تهيكل ظواهره و تزكيها و تمأسسها ... إذن لم تكن تجربة كانط في التعليم تهم فقط مجال و مناحي التدريس بالجامعة ، و الإحتكاك بالطلبة بل هي بحث ف ي النظرية ، نظرية التعلم ، لأننا وجدناه عمل " معلما خاصا " ما بين (1746 و 1755) ، الشيء الذي أكسبه الوعي بالفارق بين النظري و التطبيق ، في المجال البيداغوجي ، إنه و بالفعل تطرح " تأملات في التربية " كون "كانط" على غير نهج مأسسة "نظام" تربوي مسبق بقدرما كان مسعاه بناء مشروع فكري يجمع فيه بين " دروس التجربة و مشروعات العقل " و إذا كانت عملية تعليم الأطفال ذات محدودية ، فإن ذلك منح "كانط" فرصة الوقوف على قيمة كل من (الصعوبات و العوائق ) ـ كما نسميها اليوم في أدبيات التربية و البيداغوجيا : صعوبات التعلم و العوائق المعرفية و النشوئية و التربية الخاصة // البيداغوجيا الفارقية ... ) ـ التي قد تعترض الذي يمارس التربية على اطفال كمهمة قدرها في فلسفة العلوم اليوم العسر و التعقيد في ربط التنظير بالممارسة فسبيل فعل تربوي بيداغوجي سليم من طراز 1+1=2 و هو الشبيه بالمستحيل إن لم نقل بالمحال ، ... و ما يلفت الأنتباه أن "كانط" عد مفكرا عظيما من بين آخرين الذين اهتموا بالبيداغوجيا و كان الأقدر على مد الجسور بين النظري و ما هو ملموس و عيني في الواقع ، مع كون النسق الفلسفي الذي رفع عماده و ساهم في بناء صرحه يجعله غير مؤهل ذات الزمن لذلك من حيث المبدأ . ورغم ذلك فإن ما يثير العجب ويدهش هو أن يرى الدارس لفكر "كانط" البليداغوجي، سلامة الحس التربوي لديه بدلالة مقترحاته البيداغوجية الأكثر توازنا ، وأبعد منذلك تنبيهه بأن مجال التربية لا شيء يقوم فيه من دون التجربة (إحالة إلى بناء المعرفة البيداغوجية باتباع المنهج التجريبي بتحفظ ) ، " كل شيء يعود إلى التجربة " و هو يعني بكلامه هذا مجال التربية " . و على الرغم من توجيه و تأثير فلسفته الأخلاقية و الميتافيزيقية بشكل مستمر في الزمان ، إلا أنه لا يلقي بالدارس و القارئ لفكره البيداغوجي في في غيابات و مستحيلات المجرد ، إذ سرعان ما يربطه بالمحسوس و الملموس و العيني ؛ إل واقع الطفولة طبعا كموضوع للتربية و البيداغوجيا و الديداكتيك إذ لا شيء يستقيم مع التربية و البيداغوجيا دون درس الديداكتيك ، واقع الطفولة بارتباط كذلك بنواتي التنشئة الرئيسيتين اللتين هما الأسرة و المجتمع ، كما يعود بنا "كانط" في "تأملاته" إلى ملحاحية سؤال التخطيط التربوي القابل للتطبيق و ليس النظري المجرد ، و إلى سؤال ضرورية و ملحاحية مواكبة التعديل للتخطيط ــ ( واستباقيا عند "كانط" ارتباط التعديل بالتخطيط و التدبير ـ التعديل تلميحا إلى التقويم التربوي ـ في جميع أطوار ـبناء و تنفيذ المشروع / المشاريع التربوية ) ــ و هذا نموذج بيداغوجي سابق لأوانه عند "كانط و يختزل مسألة التخطيط و التدبير و التقويم و الدعم و العلاج و الذي يجنب المربين السقوط في فخاخ الإرتجالية و البراغماتية في الفعل التربوي . و تتمحور بعض أفكر "كانط" حول إبعاد جعل التربية تقف عند حدود تكوين الطفل الذي يعكس الشخصية المجتمعية المعيارية ـ و هذا ما يعرف نظريرية إعادة الإنتاج و العنف الرمزي في التربية المعاصرة في سوسيولوجيا التربية عند بيير بورديو ـ أو إعداده فردا ناجحا في الحياة حسب ما يراه ذويه ـ و هو ما يعرف اليوم بالإصطفائية و الإنتقائية في التقويم و النخبوية في نسق نظرية إعادة الإنتاج ـ بل ينبغي تجاوز ذلك حسب تعبير "كانط" إلى " تمكين(هم) الطفل من تربية فضلى حتى يمكن لحالة أفضل أن أن تنبثق عنها في المستقبل " و يرى "كانط" يقول عند إعلانه في فن التربية عن "المبدأ" الذي يجب أن يضعه كل مشرف مسؤول عن التخطيط التربوي و على المخططات التربوية : " يجب أن لا يربى الأطفال فقط بحسب حالة النوع البشري الراهنة ، بل بحسب الحالة الممكنة التي تكون أفضل منها في المستقبل ، أي وفق فكرة الإنسانية و غايتها الكاملة ، " ـ( وهذا نقد لنخبوية التعليم و هدر لحق الطفل في التعليم دون تمييز في الجنس أو النوع أو اللغة أو الدين أو الإنتماء الإجتماعي في العهد الدولي لحقوق الإنسان المعاصر و هي ضربة استباقية عند "كانط" و لم تستثمر إلا ببط و تلكؤ شديدين من طرف الحكومات ... و في المسألة رأي و نظر) ـ و هذا المنظور هو منطلق "كانط" الدعوي إلى تأسيس نظرية في التربية و تأسيس علم " البيداغوجيا أو فن التربية " يتخذ له موضوعا مستقلا عن الفلسفة ، علم يستثمر في القيم ذات الأبعاد الإنسانية تبعده عن النظرة الميكانيكية و الآلية حسب تعبيره . و كقيمة مضافة فإن "تأملات في التربية " تظهر ذات دلاللة أحادية من منظورإلى واقع الوضع التعليمي بألمانيا في القرن الثامن عشر ، بما يميز هذا الوضع من كون المستوى متدنيا و رديئا في المدارس الشعبية ، و إسناد مهام التدريس فيها لغير الكفاءات لتصبح بذلك ملاذات آمنة للعاطلين و البطالة . و هو ما كان عليه وضع التدريس في المعاهد الثانوية تقريبا ، هذا إذا علمنا بمحدودية المدارس و كونها على نذرة في الإنتشار في إقليم ألمانيا ، و ما واكب هذا من ضعف المواظبة على الحصص بالمدارس الشعبية على علاتها و نذرتها ، و بخصوص الجامعة ؛ فلا يحج إليه و لا يأتي إليها الطلبة إلا من تحرر منهم من الأشغال و الإلتزامات الخاصة ، عموما كان كان هذا في عهد فريديريك الثاني امبراطور ألمانيا آنذاك ، و الذي عرفت عنه عدة قرارات في إصلاح التعليم ـ كدأب كل من يتحايلون عل حقوق شعوبهم في تعليم وطني ذي جودة و تتكافأ فيه الفرص بين المواطنين و المواطنات ـ و هي الإصلاحات التي كانت محدودة بمحدودية جدية و مجهودات الدولة و غيرها من الشراكاء في تدبير قطاع التعليم في حكومة فريديريك الثاني . هذا من جهة و من جهة أخرى فقد انصب الإهتمام على تعلم الاثتينية في المعاهد الثانوية بشكل رئيسي كما كان الأثر الكبير للكنيسة التي فرضت أساسا ما يسمى ب " التمهيد للاهوت " وزنتج عنه أن سيطرت على الساحة المجادلات المدرسية أو "السكولائية " و استبعدت اللغة الألمانية حتى ما قبل 1750 كما كان كل من تعليم عوم التاريخ و الفيزياء و الرياضيات سطحيا و مهمشا و ثانويا في برامج التعليم و كانت الجغرافيا مغيبة تماما إلى حدود 1760 . ومن المعايب العميقة التي تحسب للقرن الثامن عشر ، أكثر من السابق ، هو مسألة الجهل بالطفل ، بينما كان حت الإحساس بالطفل يدخل في باب المنعدم تماما في فجر ذات القرن ، و تواليا بعد ذلك فإننا نجد انعدام أي نواة صلبة لفكرة التعليم . و قدر ل "جان جاك روسو " أن يكتشف كوكب الطفولة ، مسطر تحت الأخطاء المرتكبة في عصره و إلى تداخل الأفكار لدى الفلاسفة و معايب التعليم بقول روسو ي "أميل ، الكتاب الثاني " :" للطفولة طرق في الرؤية و التفكير و الإحساس خاصة بها ؛ ولا شيء أقل رشدا من أن يراد الإستعاضة عنها بطرقنا نحن " ـ (تمييز الراشد عن الطفل : المجرد / المحسوس ، البسيط / المركب ...) . أما " كانط " فيحكم على التعليم في عصره حكم قيمة و حكم حقيقة إذ يقول : " لم تكن المؤسسات التربوية معدومة ، غير أن غالبيتها رديئة ، إذ يتم العمل فيها ضد الطبيعة ـ( معرفة الطفل) ـ[...] و يتبع فيها تقليد القرون الفظة الجاهلة اتباعا أعمى ـ و لكن عبثا ننتظر خلاص الجنس البشري من تحسين تدرجي للمدارس . فلابد من إعادة إنشاء المدارس إنشاء كليا إن أردنا أن يساورنا الأمل في حصول شيء صالح ينبثق عنها . ذلك أنها بالفعل مختلة في تنظيمها الأولي و أن المعلمين أنفسهم في حاجة إلى تلقي تكوين جديد . و لا يقدر على إحداث هذا التغيير إصلاح بطيء ، بل ثورة سريعة فحسب ، و لذالك تكفي مدرسة واحدة منظمة على نحو جديد ووفق منهج حق ." مقتطف من مقدمة "الاكسيس فيلوننكو للترجمة الفرنسية ص 17 . و إذا كان كل من و اقع التربية و التعليم بألمانيا في القرن الثامن عشر و معه إصدار "روسو" و كونه ممارسا في التعليم العالي من مثيرات التفكير في مجال التربية عند "كانط" فإت " تأملات في التربية " هي استجابة طبيعية لهذا المثير ، و كانت محرك دافعية الطموح في إعادة النظر و التفكير في تغيير واقع وضع التعليم في الزمان و المكان معاش هذا الفيلسوف الهرم ، مريدا إنجاز قفزة نوعية في التعليم ، استجابة لطموحه ، إنه إذا كان كل هذا واقعا و آفاقا و إطارا ماديا للتحرك في إنتاج بديل معقول و قابل للتطبيق في مسار إلإصلاح المنشود فإن " تأملات في التربية " تجاوزت سياقها التاريخي بطرحها قضايا و إشكاليات تربوية مشهود لها براهنيتها ، و من هذه القضايا : [ مسألة التعامل مع الطفل ] و [ طرق التنشئة] و [ التربية المقارنة] و ب مقاربة التربية العامة و التربية الخاصة ] و[‘شكالية العقاب و الجزاء في التربية ] و [جدلية التربية والدين ] وإنه و على الرغم من التقدم الذي عرفه علم النفس العام و علم النفس التربوي في عصرنا الحالي فإن "كانط" لم يفته في زمانه أن وصاغ إشكالية التربية الجنسية في علاقة بالطفل و الطفل المراهق في سياق القيم و الأخلاق السائدة كما لم يستطع اليوم علماء التربية صياغة مقاربة بالإجماع تضع هذه المجزوءة في الموضع الائق بها سواء في البرامج و المناهج التعليمية الأكثر تقدما و الأكثر تحررا من عقدة الجنس و الحريم ، [ ولا ينبغي أن يكون هذا الرأي الأخير مثار تهجمات و هجومات الفكر الإقصائي و التكفيري لأنني لا أناقش أحدا في خصيتيه أو فرج حريمه ] ، قلت إذن إن ما أثارته " تأملات " كانط في التربية من قضاي ذات راهنية ينبغي أن تستفيز إيجابا منظرينا و مؤطرينا و خبراءنا في التربية و في علم النفس التربوي ، أن تستفزهم و في سبيل دعوة جماعية إلى التسريع من و تيرته في إنجاز مشاريع تربوية تقارب هذه الظواهر وفق رؤى موضمعية تقودهم إلى مساءلة المسكوت عنه في تعتر و تلكؤ منظوماتنا التلربوية ، و تدعوهم إلى ـ كذلك مساءلة و نقد مسؤولينا في الأنظمة التربوية في أبراجهم العاجية المطوقين بالقرارات السياسية و الإقتصادوية المترهلة ، و يسائلوا سياساتنا التربوية و نظمنا المدرسية ، و نظمنا في التكوين و التأطير التربويين ، يسائلوهم عن تعترهم و عرقلتهم كعارفين غير مبرئين من بشع أخطائهم المتعمدة في الإصلاح و عن إمساكهم بقبضة من حديد كل إصلاح حقيقي في التعليم ، " تأملات في التربية " تدعونا إلى القول بأننا راهنا نعيش و يعيش بيننا "كانط" . إننا ندعو إلى غسل العار بمناسبة علمنا بمضامين "التأملات " و ندعو إلى حل لغز تعتر إصلاح و تقدم و تراجع التعليم في وطننا العربي عامة ، و نقف في وجه الكليشيهات الجاهزة كخطاب تبريري لواقعنا المترهل و لواقع مدارسنا البئيس ، و ندعو إلى وقف الإلقاء باللائمة على المجهول و المركب الجهلي في فشل هذه أو تلك من منظوماتنا التربوية . ربما قد يخجل أو يفزع البعض منا و يعود إلى الخلف ليتبنى الوعي الشقي ، الوعي البئيس ، أو الوعي الزائف حينما سيستشعر من خلال هذه القراءة النقدية في مقدمة " تأملات في التربية " ل "إيمانويل كانط" ، ليستشعر أنه مستفز ، و ما يستفزه إلا ظل بنات فكره ، ذلك لأن قراءتنا النقدية لهذا الكتاب ستفرض عليه المعرفة بالأنوار و ستفرض عليه المعرفة بالتوجه في التفكير ، و هما معرفتان أخريان تلقيان الضوء على الحرية و حرية التفكير ، و الحق في التعبير كترجمة لحرية التفكير ، و من تم ولوج التحرر و المطالبة بالإنعتاق من الإستلاب الذي يفرضه و يكرسه الإكليروس التربوي في عالمنا العربي و الذي يوزع صكوك الغفران لدعم دعواته الإصلاحية الوصولية و الإنتهازية النهبوية الزائفة و المغرضة و المعوقة بعقوق الإنسان و الوطن و التقدم ، ليفرض اضطهاد الأصوات المنددة به و الداعية إلى التنوير ، اضطهادها بأدوات القمع و التجهيل و التفقير و الإستغلال و الإستخفاف ، أدوات الإستعباد و الإسترقاق و الظلم و السلب و النهب و الإختلاس في وضح النهار ، أدوات الخلاف و الإقصاء و التكفير و العنف و الإرهاب و القتل و الدمار لينتصر للشر على الخير ، يضطهدهم و يفرض عليهم العقاب الإيديولوجي لينتصر للجهل على العلم للباطل على الحق .
#عبد_الله_عموش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حفريات في مشروع الدكتور محمد عابد الجابري : - العقل السياسي
...
-
حفريات في مشروع الدكتور محمد عابد الجابري : - العقل السياسي
...
-
مقاربة لفلسفة صناعة النخب منظورا إليها من بانوراما الدكتور ص
...
-
قراءة تحليلية في الدستور الأمريكي من منظور القانون الدستوري
...
-
في الشائعة : أقدم وسيلة إعلام في التاريخ البشري : تأملات في
...
-
ماهية المجرم و الجريمة
-
الدرس الإفتتاحي في الفلسفة ؛ جولة في عوالم مارتن هيدجرالرائع
...
-
قراءةى في بانوراما الدكتور صابر جيدوري لكتاب : رأسمالية المد
...
-
من المعاناة من العنف الرمزي و التضييق به زمن الإصلاح إلى ق
...
-
من المعرفة بالذكاء إلى سيكولوجيا الذكاء ؟!!!
-
نحو علم النص (2)
-
نحو علم النص
-
ثورة الملك و الشعب في مملكة النحل
-
الأدب بين الفنية و العلمنة 1/1 في الأدب و الدراسة الأدبية قر
...
-
تروبادوريات : وتر أخيل
-
قصير في المغرب
-
جذيمة ، قصير ، ميسون و عمرو بن عدي الشيخ في المغرب
-
فصل المقال فيما بين الإلتحاق بالزوج من خلال وثيقتي الدستور و
...
-
التدبير الإداري و المالي و الإجتماعي للمؤسسة التعليمية بالمغ
...
-
من سيكولوجية السلطة إلى سيكولوجية الجماهير من خلال تجربتي ما
...
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|