أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - المصريون ينتحرون














المزيد.....

المصريون ينتحرون


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1376 - 2005 / 11 / 12 - 11:14
المحور: حقوق الانسان
    


فى حدود ما أعلم، لم تقم أية جهة حتى الآن ببحث إحصائى لتقدير أعداد المصريين الراغبين فى التخلص من حياتهم سواء بالطرق التقليدية المسالمة (تلك التى لا تلحق الموت ولا الإصابة بغير صاحبها) !، أوبالطرق الحديثة التى تقوم على تفجير المرء لنفسه فى غيره من البشر!، رغم أن معرفة تلك الأعداد هو أمر بالغ الأهمية لجميع المصريين بما فى ذلك أولئك السعداء الذين لا يرغبون فى الموت ولا يفكرون فيه إطلاقا ،...وإذا كان تقدير أعداد طالبى الموت بالتفجير هو فى الأصل من مهام الأجهزة الأمنية، إلا أن تلك الأجهزة قد أثبتت مرارا وتكرارا أنها مثلنا تماما: تفاجئها ـ كما تفاجئنا ـ بين الحين والحين أنباء انفجار فى مكان معين لم نكن نتوقع أننا سوف نشهد فيه انفجارا...مما يثبت أن أية محاولة للتقدير الدقيق فى هذا المجال هو عملية بالغة الصعوبة إن لم تكن مستحيلة، وهكذا لا يتبقى لنا بعد ذلك إلا تقدير أعداد الراغببين فى التخلص من الحياة بالوسائل التقليدية المسالمة ( تجرع مادة سامة ... النوم على القضبان أمام قطار سريع .... إلقاء النفس من قمة برج أو أى مبنى ذىارتفاع كاف لتحقيق النتيجة المرجوة...الخ)،.. وفيما أتصور فإن تقدير أعداد هؤلاء ولو بشكل تقريبى هوأمر لا يقل أهمية عن تقدير أعداد الراغبين فى الموت بطريقة التفجير، وذلك لسبب بسيط جدا وهو أن بعض الذين يفكرون فى الإنتحار بشكل سلمى قد يتحولون إذا ما أتيحت لهم ظروف معينة إلى راغبين فى الإنتحار بالأسلوب التفجيرى ما لم تقم الدولة بتدارك الموقف من خلال تهيئة ظروف كريمة للحياة لهم ، أما إذا تبين من خلال الإحصاء أن أعداد الذين يفكرون فى التخلص من حياتهم هى من الضخامة إلى الحد الذى يستحيل معه تهيئة ظروف الحياة الكريمة لهم جميعا، فلا أقل فى هذه الحالة من أن تقوم الدولة بواجبها فى تهيئة ظروف الموت المريح والكريم لهم، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال إنشاء مراكز وطنية يتقدم إليها الراغبون فى التخلص من الحياة بطريقة سهلة ومريحة تحت إشراف أطباء متخصصين، ولاشك أن أهم مشكلة ستواجهها الدولة إذا ما حاولت أن تنشىء مثل تلك المراكز سوف تتمثل فى أنها لن تجد من بين الأطباء المصريين ـ مسلمين كانوا أم مسيحيين ـ من يقبلون القيام بمثل هذه المهمة، غير أن مثل تلك المشكلة يمكن مواجهتها من خلال استجلاب عدد من الأطباء من بعض الدول التى أقرت ثقافتها وتشريعاتها مبدأ القتل من منطلق الرحمة ( مثل هولندا)، ويمكن لهؤلاء الأطباء أن يقوموا بتدريب كوادر كافية من عناصر أمن الدولة للقيام بهذه المهمة على أوسع نطاق ممكن ،.... ولا شك أن رجال أمن الدولة المصرية لن يجدوا غضاضة فى ذلك إذ أنهم من موقع الحرص على المصلحة العليا للدولة لا يترددون ـ إذا لزم الأمر ـ ، لايترددون فى قتل من لا يرغب فى التخلص من حياته ، فكيف بمن يرغب فى التخلص منها ؟؟
ملحوظة : كتبت هذا المقال فى الأصل باعتباره مقالا ساخرا، لكننى بعد أن أعدت قراءته تبين لى أنه يشتمل على بعض الأفكار العملية الجادة التى يمكن للنظام المصرى الراهن أن يأخذ بها فعلا!!




#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والله زمان ياحنا
- حدث فى القرن الخامس عشر الهجرى
- وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - المصريون ينتحرون