كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5059 - 2016 / 1 / 29 - 15:16
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كثيرة هي المرات التي يرتمي فيها المرء منهكا متعبا كانه استهلك اخر قطرة من قوته ولم يعد قادرا على المزيد.
التفكير الفائض، او الزائد عن حده هي مايتعب الانسان.
ولكن ماذا لو اخذنا فكرة واحدة حول مايدور برأسنا وتفحصناها جيدا، اعطيناها الوقت الكافي لتنشأ ثم لتموت!.
ان تشويش وتلبك الافكار يؤدي بنا غالبا الى التوتر والقلق، لان العقل يلتذ بالافكار بحسب ايكارت تول، ففي هذا وجوده وديمومته.
الافكار تتخبط بنا، وفي كثير من الاحيان لا تؤدي بنا الى تحسين نوعية حياتنا، بل الفكرة تستدعي اختها في دوامة لا نهاية لها من الصراع.
وتجد الافكار مرتعها الاساسي لحظة ان يضع الرأس نفسه على الوسادة... افكار لا على البال ولا على الخاطر... تهجم من كل حدب وصوب بكل قوة وحماس.
للحصول على السلام الداخلي على الافكار ان تهدأ.
وتهدأ الافكار عندما يسيطر عليها الشخص ويراقبها، حيث يصبح هناك مسافة بينه وبينها، كأن تراها تمر امامك وانت تبقى مجرد مشاهد لها بحسب ماينصح ايكارت تول.
سيطرة الانسان على افكاره تجعله يدخل الى صميم وعيه، ومن خلال هذه السيطرة يحصل على الحرية بدل المراوحة في "فكرة تأخذه وفكرة تجيبه"، اي لم يعد لعبة ومؤتمرا بأمر هذه الافكار بل يصبح هو من يسيرها وهنا بداية التنوير.
السيطرة على الافكار لا قمعها، لانه بقمعها ستصبح اكثر شراسة وقوة تماما كما الوحش.
على الفكر ايضا ان تتم عملية تنظيفه، على مراقبته على تغذيته والحفاظ على صحته، وكل ذلك يتوقف على الانسان نفسه.
ليس عليك ابدا ان تكون عبدا لافكارك، خصوصا تلك التي منشأهل الجسد والمجتمع والحياة المادية...
نعم هناك افكار نورانية تحاول ان تجد لها بابا الى عقلنا ولكن عندما تراه مزدحما ومتخما بالافكار الاخرى، تتركنا لتعود الى مقرها.
نظف عقلك من الافكار الكثيرة التي لا لزوم لها، راقب نفسك، تأنى، اصمت واستمتع بالسكون، افكار اخرى ستأتي وتزورك، هذه الافكار لن تأخذك الى مزيد من القلق والهموم، بل على العكس الى الراحة والسكينة التي تطلبها نفسك الخالدة.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟