أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - في انتظار الغرق .... ماءا ودماء














المزيد.....

في انتظار الغرق .... ماءا ودماء


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في انتظار الغرق ... ماءا ودماء
محمد علي مزهر شعبان
لم تبق الا نائرة واحده هي انهيار سد الموصل، وما بعث من مخاوف سترافق هذه الازمة والتي تعزف على نتائجها ابواق جعلت من الامر مهلكة وغرق وطن وانطمار ونهاية زراعة وارض وجرف مساكن . الان سواء اصدقنا ما نفخ في صورة هذا الحدث وما ستؤول اليه الامورمن جرف لاراضي الموصل وسكانها وما يليها من مدن مجاوره، هذا ما اكده الامريكان على لسان قائد القوات مبينا خطورة انهيار هذا السد . الحكومة ومن واجبها رعاية الامن الوطني حيث يقول لسان حالها انها ستتفق مع شركتين اما المانية او ايطالية ،وان وزارة الموارد المائية تعارض الخبرات الاجنبية للمعالجة والاعتماد على قدرتها الذاتية دون ادراك ان الخطورة لا تحتاج الى ابراز عضلات في وقت وصل التهديد الى ما يتجاوز الكارثة.
وهنا لابد من التسائل كيف ستصرف تلك المياه واين السدود والبحيرات ما دون هذا السد لاستيعاب هذا التدفق، واين اعمال الصيانة وسد التشققات والتحشية السنوية . ربما تبرر الحكومة ان ما يمر به البلد من حروب وسيطرة داعش لفترة ليست بالقليله جعل امر الصيانة في عقبة كئداء. ان هذا الحدث الجلل لا قدر الله يلزم الحكومة اولا ان تطمئن الشعب، حين انبرت قنوات وكأنها عودتنا الرقص على الجراح ومما بعث الرعب في نفوس هذا الشعب ، في ان تتدارك الامر بكل امكاناتها وان تستعين بالامم للمعاجة الفوريه . ألم يكفينا ما نحن فيه؟
نعم حين تزدحم الشدائد، وتضيق الحلقات، وتتكالب الازمات، هل بقت لك سيقان ايها الشعب تحملك غير مرتجفة ، وارادة تمضي بك الى نهاية المشوار؟ هل احسستم ايها السياسيون الخطر الداهم الذي ضربت اطنابه كل ناحية من نواحيكم ومعاقل اهليكم وذويكم ؟ ألم تاخذكم بعد هذا الخراب ضربت سوط على ضمائركم للتوقفوا وتتسائلوا .... ماذا بعد ؟ ألم تشبع الانفس الطماعة السلابة النهمة من اللصوصية والمزايدة في اسواق التضاربات ؟ بيادق وادوات مسخرون مأجورون تتلاعب في مصير شعبكم تلك الدويلة وهذه المملكة، اين سيحط رحالكم ؟ لا شيعة تلغي السنة ولا السنة تلغي الشيعة ولا الاثنان يلغوا الاكراد لو اجتمعت امم الدنيا وكل مؤامراتها وادواتها وجيوشها.
يا لهذا الشعب ما انفكت تتناوله الازمات وتتعاقب على مصائره النوائب، فكأنه في رهان الوجود من عدمه . لقد أثبت العراقييون انهم اهلا لكل منازلة، اذ اثقلت عليهم النوازل مذ ان اصبحوا جند الامة وجحاجيح رجالها . منذ ان كان هذا البلد معسكرا وجند اهلوه، ووطنوه كسخرة على اهبة الاستعداد لكل فتح في اصقاع الارض تحت امرة ولاة أمره وخلفاء التوارث ونزوع الفتوحات في بلدان خلق الله . مذ تلكم الايام والشعب اضحى رهانه الحرب شاء ام أبى، فان أبى اقتادوه رجال السلطة الى الموت، وان شاء لقضية مصيره، يتضح ان قضيته قيد البيع والتامر .
ايها الساسه ممن مسك السلطة سواء كنتم خلفاء وسلاطين وامراء ام الأشقياء وأبناء الشوارع ونزوعات الدماء، سواء على ظهور الجياد ام على دبابة أو غيلة في دسيسة ليل ، تأتون في غفلة من الزمن وتسلّم لكم الرقاب كما تسلم البهيمة للذباح ، وجلّ ما تمتازون به كونكم مارستم مهنة القصابة البشرية بإتقان، انه القدر غير الرحيم لمصير هذا شعب برمتهٍ.
يتغنجون امراءه وبقدر ما يتمتعون من مباهج الدنيا وترفها ، قصور على سواحل الشواطيء بالعشرات ونساء وجواري وعبيد ، يمتلكون الارض وما عليها من حي وجامد، ليال حمراء وترف يصل حد التخمة وشهوات منفجرة بكل اتجاه، واذ يضجروا يتجهوا لشهوة القتل . يقيموا الحروب او يخلقوا المبرر لاستقبالها ويبعث بهذا الشعب حطبا لها. يفتخروا بعظمة انتصار خلفه حطام ويباب وجوع وتشرد . ناصية الاحتفال تطفو على بحر من الدماء . وان انتكسوا في معاركهم فلا ذريعة لديهم سوى بعث التهم بين صفوف مواطنيهم تحت لافتة الخيانة، فتعمل "مثرمات" اللحم واصلاب المشانق وفوهات البنادق الى رؤوس لم تعرف حتى ابسط سبب لهلاكها .
شعب حي ميت لازالت لافتات النعي تسجل نكبته لحد هذه اللحظة الراهنة وهو في إنتظار، وانتظار ولدً السام واليأس. كل عائلة تعلقت أذهانها بالأحلام ، والحلم غذاء شهي لبعض الناس التي استكانت للصبر ولهم في الصبر ذخيرة لا تنفذ في الخلاص .
هذه المقدمة بل اللطمية على شعب لم تنسى ثوراته وانتفاضاته التي صودرت ليقبض عليها الوافد والمستورد والدعي والشقي ، ومن اراد ان يمنح الشعب فسحة الامل تكالبت عليه الايدي والدسائس والخناجر من الخارج والداخل . كان ولازال في ارض المعركة ورهين اليوم المأمول في الخلاص ولا مناص . اصلحوا سد الموصل فالعاقبة وخيمة .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار الغرق .... ماء ودماء
- سيادة الوزير ..... استقل او تقال
- الفريسة
- وداعا عام الاتراح والافراح
- شكو ... ماكو ... حقا ماذا يجري ؟
- قفوا مرة مع وطنكم ..... ساسة العراق
- هذا مغنمكم من الوظائف .... سادة الاقليم
- العبادي .. هرب من رمضاء الرفقة ... الى رمضاء الشفقة
- داعش صناعتكم ....ألم يكفي تلون الحرباء ؟
- علام هذا الضجيج ... لتدخل روسيا ؟
- صناع الموت ... الغنيمة ... ألا تشبعون
- خاله .... ميركل
- هل العيب فينا ... أم بقطر ؟
- ما بين حيدر زوير.. وفيصل القاسم.. نبيل وفاجر
- حكام العراق .. شعبكم يطفو على الشواطيء
- الى من يحمل ذرة عفة
- ابا الحسن ... الحياة عندك مزرعة الأخرة
- دعوا الان البكاء .... ستنصبون طويلا خيم العزاء
- أسئلة ... كصراخ في علبه
- بين السلة والذله ... كان العبادي في الاجواء


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - في انتظار الغرق .... ماءا ودماء