أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما بعد الرأسمالية (Post-Capitalism)















المزيد.....


ما بعد الرأسمالية (Post-Capitalism)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5058 - 2016 / 1 / 28 - 20:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما بعد الرأسمالية
(Post-Capitalism)
ما استجد في تاريخ البشرية قبل زهاء ثلاثة قرون هو نظام الإنتاج الرأسمالي . لقد استولى هذا النظام على ملكات أعظم مفكر في الألفية الثانية كارل ماركس ليوظف كل قدراته في البحث والتحليل فيجد في هذا النظام ست عشرة خصيصة جديدة لم تكن موجودة في أي من أنظمة الإنتاج السابقة (http://fuadnimri.yolasite.com/resources/new.pdf pp 28-29) وأهم خصيصة بين هذه الخصائص الستة عشر هي غزارة الإنتاج (Mass Production) وبناءً عليه فإن هذا النظام رقى بالبشرية إلى أعلى درجات الرقي، فكان لديها الحافز للحرص عليه وتطويره .
الخصيصة الأخرى بالغة الأهمية للنظام الرأسمالي هي أن إنتاجه الكثيف كان سبباً مباشراً للنمو السريع لقوى الإنتاج، وسرعان ما تكون في أحشائه تناقض تنامى حدة مع تنامي قوى الإنتاج المتطورة مقابل علاقات الانتاج المتقادمة . وهكذا وجد ماركس، وهو على حق، أن البشرية لن تتخلى عن نمط الإنتاج الوفير لأجل أن تحتفظ بعلاقات الانتاج المتقادمة والبالية . ولن ينتهي هذا التناقض المحتدم قبل قيام قوى الإنتاج بثورة تلغي علاقات الانتاج الرأسمالية التي أخذت تعيق كل تطور لقوى الانتاج الواعدة بمستقبل مشرق للبشرية . من اللازم هنا التأكيد على أن هذا النمط من الانتاج، الإنتاج بالجملة، الذي بدأ مع النظام الرأسمالي أخذ يرسم تاريخ الانسان ويحكم مصائر البشرية الأمر الذي يجهله أو يتجاهله الساسة وعلماء الإجتماع والمؤرخون وطيف واسع من الشيوعيين غير الماركسيين والمرتدين . فخلافاً لما قد يسيء تفسيره بعض الاقتصادويين من أن الانتاج بالجملة من شأنه أن يزيد من حجم استغلال الرأسماليين للعمال إذ العكس هو الصحيح حيث يعود على العامل سلعاً أكثر بدل قوة عمله التي باعها للرأسمالي، وهذا بحد ذاته من الإرهاصات الكبرى لإنزياح العالم إلى الإقتصاد الاستهلاكي وهو الإقتصاد المدمر للاقتصاد الرأسمالي . ناهيك عن أن الإنتاج بالجملة من شأنه أن يضغط أكثر على مراكز الرأسمالية (المتروبولية) لأن تفعل أكثر في السياسات الإستعمارية ودوام البحث عن أسواق جديدة .
لكل هذا فإن القول بأن الإنتاج الكثيف بالجملة الذي جاء به النظام الرأسمالي أخذ وحده، بعيداً عن المفاعيل الأخرى للنظام الرأسمالي، يحكم مصائر العالم، هو بالتحليل الأخير صحيح تماماً ؛ حيث أن المجتمعات التي اعتادت على الاستهلاك الوفير لا يمكن أن تعود إلى النظام الرأسمالي الذي أول شروطه الحد من الاستهلاك، هذا إذا ما كان بالإمكان عودة التاريخ القهقرى، خليك عن أن العودة إلى النظام الرأسمالي سوف يعني بالضرورة إعادة السلطة للطبقة الرأسمالية وهو ما عانت منه البورجوازية الوضيعة طويلاً أو إلى البروليتاريا وهو أشد ما تكره .

من مفارقات التاريخ هي أن الشيوعيين الروس البلاشفة وبفعل ظروف خاصة تمثلت أولاً بقوتهم التنظيمية والفكرية الإستثنائية، وتهالك الدولة القيصرية بجريرة الحرب العالمية الأولى ثانياً، وهشاشة طبقة البورجوازية الروسية ثالثاً، والخطر الماثل باحتلال ألمانيا لروسيا رابعاً، لكل تلك الأسباب مجتمعة ترتب على الشيوعيين البلاشفة الروس الاستيلاء على السلطة قبل أن يأخذ التناقض الرئيس في النظام الرأسمالي الوليد في روسيا آنذاك كامل مداه . لذلك كانت كلفة إقامة النظام الإشتراكي في الاتحاد ىالسوفياتي عالية وعالية جداً وما ضاعف من الأكلاف هو أن الإمبراطورية الإمبريالية العظمى، بريطانيا، وبعد أن فشلت بكامل قواها العسكرية في "خنق البولشفية في مهدها" تولت المخابرات البريطانية المجردة من كل القيم الانسانية تطويق الثورة الشيوعية بكلاب حراسة شرسة للإمبريالية فأقامت الفاشية بقيادة موسليني في إيطاليا 1922، ونظام آل سعود الرجعي في الجزيرة العربية على إثر تفكيك مملكة قائد الثورة العربية الكبرى الشريف حسين بن علي في مكة في العام 1925، ومنظمة الإخوان المسلمين الفاشية الرجعية بقياد حسن البنا في مصر 1927، وأخيراً النظام النازي بقيادة أدولف هتلر في ألمانيا 1933 وهو ما أعاق تطور الثورة بصورة كبيرة لدرجة أن العامة تراه القضاء المبرم على الثورة .

ما تراه العامة اليوم القضاء المبرم على الثورة الشيوعية إنما هو في الحقيقة قيام البورجوازية الوضيعة بدءاً بالبورجوازية الوضيعة السوفياتية بانقلاب على الاشتراكية، الإنقلاب الذي لا يتم بغير التخلي عن غزارة الإنتاج وتطور قوى الانتاج لأجل الاحتفاظ بعلاقات الإنتاج الرأسمالية القديمة المتهالكة .
منذ أن أعلن لينين استحقاق الثورة الاشتراكية في العالم كله في مارس آذار 1919، وهزيمة جيوش كامل الدول الاستعمارية على يد البلاشفة في العام 1921، منذ تلك السنوات حيث وصلت الثورة الاشتراكية التي استشرفها ماركس مدياتها العليا وأخذت تهدد جدياً مراكز رأسمالية كبرى في ألمانيا والمجر وإيطاليا، انعطفت كامل القوى الاستعمارية في العالم من الاستغراق في ممارسة السياسات الإمبريالية والمنافسة على أسواق جديدة إلى الاستغراق في سياسة الهروب من الاستحقاق الاشتراكي ومقاومة الشيوعية عن طريق بناء مصدات لأمواج الثورة الشيوعية الهائجة كما أسلفنا . لم تفطن الطبقة الرأسمالية المذعورة في بريطانيا ومخابراتها الشهيرة بانحطاطها إلى أن تلك المصدات سوف تعمل ضد الرأسمالية الامبريالية أكثر مما ستعمل ضد الشيوعية . المؤامرة الكبرى التي دبرتها الامبريالية الأنجلو فرنسية في مؤتمر ميونخ سبتمبر 1938 مستهدفة تقديم الاتحاد السوفياتي جائزة كبرى للنازية والفاشية في أوروبا كانت القبر العميق للإمبريالية الانجليزية والفرنسية . الدور الذي لعبته الحرب الهتلرية المتوحشة على الاتحاد السوفياتي اقتصر على مساعدة البورجوازية الوضيعة السوفياتية في الانقلاب على الاشتراكية، وهو ما أدى أيضاً في النهاية إلى انقلاب البورجوازية الوضيعة في الغرب على الرأسمالية .

اليورجوازية الوضيعة وقعت بانقلابها على الاشتراكية في المعسكر الشرقي وعلى الرأسمالية في المعسكر الغربي في حيص بيص حيث لا مخرج منه . إنتاج البورجوازية الوضيعة هو بحكم طبيعته إنتاج خدماتي لا قيمة له وفردي لا يرقى بحال من الأحوال إلى الإنتاج بالجملة الأمر الذي يعود على المجتمع بالفقر . الشعوب خلفت الفقر وراءها قبل ثلاثة قرون، قبل ظهور النظام الرأسمالي الثري بالإنتاج الكثيف بالجملة . لذلك تلجأ البورجوازية الوضيعة تعويضاً عن فقر إنتاجها إلى الاستدانة . تستدين، لقاء هروبها من النظام الإشتراكي واستغنائها عن النظام الرأسمالي، 2 ترليون دولاراً كل عام . خلال أربعين عاماً أي منذ إعلان رامبوييه في العام 1975 وصلت ديون العالم الخارجية فقط إلى 80 ترليون دولارا، وما كان ذلك ليكون إلا بسبب فقر إنتاج البورجوازية الوضيعة الحاكمة التي لا تنتج إلا الخدمات قصراً وبصورة فردية بعيداً عن الإنتاج الجمعي الكثيف، والخدمات، كما كان ماركس قد أكد، لا قيمة لها . وهكذا تأكل البورجوازية الوضيعة كل شيء ولا تقدم أي شيء . الإنسانية لن تقبل بهذا الأمر المعاكس للطبيعة ولمسيرة الإنسانية التاريخية في التقدم .

كيف الخروج من هذا الحيص بيص ؟ البورجوازية الوضيعة لن تخرج منه طالما أنها تتشبث بنظام يمكنها من أن تستهلك الكثير ولا تنتج إلا القليل . البورجوازية الوضيعة لن تخرج طالما كان لها صول وجول , تعادي الرأسمالية وتستبقي منها شيئاً من علاقات الإنتاج، وتهرب من الاشتراكية ما وسعها الهروب، وليس بغير الرأسمالية والاشتراكية هناك إنتاج وفير . البورجوازية الوضيعة ستهمد حيث هي كالعصف المأكول بعد أن لم تجد دائنين يوفرون لها أموالاً تعوض بها عن عجز في الإنتاج متأصل في خلقتها . سيموت العصب في قبضتها على السلطة . فهل ستعوم السلطة على سطح المجتمع آنذّاك !؟؟ ذلك هو السؤال الفيصل الذي لم يجب عليه غير "المانيفيستو الشيوعي اليوم" الذي أعلناه في 25/8/2015 في الحوار المتمدن .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخدمات هي قصراً إنتاج البورجوازية الوضيعة
- المفلسون من الشيوعيين الماركسيين
- شيوعيون ماركسيون ومفلسون
- مشروع ستالين اللينيني ما زال حيّاً في الأرض
- أيها -الشيوعيون- أبناء خروشتشوف بالمعمودية !!
- البورجوازية الوضيعة هي الموات
- ستالين البيروقراطي !؟
- الإمبريالية في الجوهر
- دور الإنسان في صناعة التاريخ
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية - 5
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محارية الشيوعية - 4
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 3
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية 2
- البورجوازية الوضيعة تستعر في محاربة الشيوعية
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 10
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 9
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 8
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 7
- أسانيد (المانيفيستو الشيوعي اليوم) 6
- (المفكر الإسلامي) لا يفكر على الإطلاق


المزيد.....




- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...
- نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما بعد الرأسمالية (Post-Capitalism)