رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 15:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة الكردية
بالأمس القريب قرأت مقالا عن فكرة عودة الاكراد إلى الديانة الزردشتية، ومقالا آخر عن استقلال الاكراد في شمال العراق تحديدا، ولا أدري لماذا نحن دائما نفكر من خلال النظر إلى الوراء، بينما الآخرون يفكرون إلى الأمام، فنسمع العودة إلى الإسلام/الرجوع إلى الاسلام، وفي المغرب العربي نجدة دعوة لإعادة تشكيل الأمة الأمازيغية، والمسيحين في لبنان يردون دولة خاصة بهم، والدروز يفعلون على التقوقع على انفسهم، والشيعة يسعون للعودة إلى ما حدث في كربلاء، وكأننا نعيش في جزر مقطعة لم تجمعنا الأرض ولا التاريخ ولا المصالح.
وما اخشاه أن نجد غدا عائلة (مسعود السلمان) التي أنا منها تطالب بدولة مستقلة وضمن جغرافيا محدد لها، فبحمد الله هناك أرضي خاصة بنا نستطيع أن نفرض سيطرتنا عليها ونقيم دولتنا لموفرة!.
المتتبع لما يجري في منطقتنا يجدها تتخبط لا تدري أين تتجه، الكل يبحث عن ذاته فقط، وليذهب الأخرون إلى الجحيم، رغم أن هناك مشروع قومي "الهلال الخصيب" الذي قدمه سعادة قبل اكثر من سبعين عاما، وحدد فيه جغرافية الدولة السورية، والتي تشمل كافة المناطق الكردية، فهم جزء اساسي من الأمة السورية، وقال في أن اللغة ليست شرط اساسي لتكوين الامة، كما أن الدين أيضا ليس من شروط وحدة الامة، وركز على الجغرافيا والاجتماع في تحديد هوية الامة، أعتقد بأن ما طرحه سعادة يصلح حاليا في الخروج من ازمة الهوية الوطنية الكردية، فهم جزء من الامة السورية، ويشاركونها في العديد من العناصر، الجغرافيا، الاجتماع، من هنا لماذا لا نتقدم إلى الأمام نحو الامة الكبرى، الامة السورية، بدلا أن نتقهقر نحو القبيلة، ولو نظرنا إلى الأمام سنجد بأن مثل هذا الطروحات تمثل ردة وتقهقر إلى الخلف، ولا تمثل بأي شكل من الاشكال خطوة إلى الأمام.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟