كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 12:07
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كاننا كل واحد في جهة "انا" في جهة و"الحياة" في جهة اخرى...
نسير جنبا الى جنب، احيانا نتصالح واحيانا نتخاصم. نتشاجر فاراها ظالمة، وتعطيني فأراها عادلة كريمة ومحبة.
وغالبا مايكون لدى الانسان قصة عن حياته، يستطيع اخبارها الى الاخرين، بحسب مايذكر ايكارت تول، حياتنا مجموعة من القصص، او قصة طويلة، لكنها تحديدا نوع من مأساة او "دراما"، وفي هذا الالتباس الكبير الذي يسيطر على اذهاننا.
فالحياة ليست تلك التي تسير في الطريق بينما انا اشاهدها من على الشرفة، ولا تلك التي تمر بالسيارة وانا غارق بمشاكل الحياة اليومية، او تلك اللحظة التي ستجمعني بمن احب، الحياة هي وقفتي على الشرفة، وغرقي بمشاكلي، وتلك اللحظة التي انتظر فيها من احب.
بدون الانسان ليس هناك من حياة، الحياة تنوجد فقط في الانسان، ولهذا فلا انفصال بينهما، هما واحد، المرء والحياة.
تكون الحياة عندما يكون الانسان، هما كيانا واحدا وليسا اثنين، وانما هذا الوهم ناتج عن ان الانسان يعتبر هذا المظهر المادي للاشكال كانه هو الحياة متناسيا مافي داخله من اتساع وامتداد وكينونة بحسب ايكارت تول.
اذن انا والحياة ليسا الا امرا واحدا، وهذا الامر يتمظهر في الوجود الشكلي، لكنه يستمر فيما بعد هذا الوجود الى مايسمى "الموت" هما مستمران كيانا واحدا.
الحياة هي انا، وانا هي الحياة، وكل الاحكام والقصص التي اطلقها عليها انما هي صنيعة الافكار وذاك الميل الذي يسعى الى جعل حياتنا مأسوية، ربما لان الحزن امر جاذب بحسب مايؤكد ايكارت تول.
حتى كلمة "حياتي" تحتمل ذاك القطع والانفصال بيني وبين الحياة كإننا اثنان، وهذا ايضا غير دقيق، فعندما افكر بـ"انا" هذا يعني الحياة بنفس اللحظة ايضا، لذلك عندما اقول "الحياة جميلة" اكون اشير اليّ ايضا على انني جميلة، او عندما اقول الحياة شاقة، انما ايضا اشير اليّ بهذا التعبير.
الحياة هي انا، ولا انفصال بيننا.
انا و الحياة، مصطلح يفترض الغاء "الواو" ليصبح فقط "انا الحياة".
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟