أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية














المزيد.....


تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 08:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



تشهد البلاد التونسية منذ أسبوع اندلاع سلسلة من الاحتجاجات السلمية التى يتزعمها الشباب المطالب بحقّ التشغيل، وهو أمر متوقّع إذ عبّر الشبان فى أكثر من مناسبة، عن غضبهم واستيائهم من كل الحكومات المتعاقبة التى عجزت عن معالجة ملف تشغيل المعطلين (بسبب إغلاق عديد الفنادق، والمؤسسات الصناعية ورحيل المستثمرين..) والعاطلين من أصحاب الشهادات العليا وغيرهم من الفئات الهشّة.


غير أنّ مسار هذه الاحتجاجات سرعان ما تغيّر فغاب الطابع السلمى ليحلّ العنف وتصبح عصابات النهب والسرقة المسلحة سيدّة الموقف وهكذا تغير اللاعبون فتوارى الشباب المطالب بالتشغيل الذى نظّم صفوفه وأعدّ شعاراته المندّدة بالفساد، والمحسوبية والمحاصصة الحزبية وغيرها من الممارسات التى زادت من تعقد الأوضاع. وفى المقابل ظهر المجرمون والمولعون ببثّ الفوضى وترويع الناس ومواجهة القوات الأمنية وحرق المؤسسات والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وإلحاق الأضرار وما كان للمنتمين لبعض الأحزاب الراغبة فى السطو على الحكم إلاّ استغلال الموقف وتحريض الشباب غير المسئول على المشاركة فى النهب بإغرائه بالأموال ولا غرابة فى ذلك مادام المال وسيلة لتحريك الشارع وإشعال الفتنة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ إذ استغلت الجماعات المتشددة الوضع لتندس وترفع الرايات السود وتنادى بقتل «الطاغوت» وإعلان الدولة الإسلامية وفى السياق نفسه بثّت داعش الفيديوهات المتوعدة بالهجمات والغزوات وإقامة «حدود الله» فى أرض لم تقم شرع الله.
***
والناظر فى سير هذه الأحداث التى أدّت إلى إعلان حالة الطوارئ يقف عند مجموعة من الاستنتاجات:
ــ لأوّل مرّة يتغيّر موقف المسئولين السياسيين من المحتجين بدءا برئيس الدولة وصولا إلى نواب الشعب فيعترفون بأنّ هذه التحركات مشروعة والحكومة تتفهم الوضع وهى ترى أن الاحتجاج حق مشروع كفله الدستور وتحاول أن تعالج المسألة المستعصية والتركة التى ورثتها عن الحكومات السابقة، وتعد بالانطلاق بتوفير بعض الحلول للقصرين أول مدينة منتفضة.
ــ لأوّل مرّة تتغير المعالجة الأمنية للتحركات الاحتجاجية فلا تسجل ضحايا فى صفوف المتظاهرين بل فى صفوف الأمنيين وسلك الديوان والحرس والحماية المدنية. والجدير بالذكر أن القوات الأمنية توخت سياسة ضبط النفس واعتمدت خطابا أبويا ينصح الشباب بمغادرة الساحات واحترام القانون وعدم الاعتداء على الممتلكات، وهو أداء إيجابى جلب التقدير والاحترام للأمنيين وغيرّ الصور النمطية التى لازمت هؤلاء منذ أشهر وانطلاقا من هذا التغيير أثبت الجهاز الأمنى أنّ بإمكانه أن يكون محايدا وأن يحمى المتظاهرين ويثبت قدرته على تغيير نمط العلاقة مع المواطنين وفق قيم الجمهورية الثانية والعقد الاجتماعى الجديد.
ــ ظهر مستوى التحضر لدى عدد من الشباب المحتج وبدا الحس بالمسئولية جليا فانقلب هؤلاء من محتجين ناقمين على الساسة إلى مدافعين عن الوطن فنظموا لجان حماية الممتلكات ونظفوا مقار المؤسسات الأمنية وساعدوا بعض الأجهزة الأمنية للتصدى للمجرمين. وقد نجم عن ذلك تغيير الخطاب الإعلامى حول المحتجين فما عاد الحديث عن الشباب المحتج بصيغة الإطلاق بل بدا الفرز والتمييز والدقة فى التمييز بين المحتجين السلميين وعصابات النهب.
ــ بالغت بعض وسائل الإعلام المحلية فى توصيف الأحداث مثبتة بذلك عدم حيادها ومهنيتها وخدمتها لأجندة حزبية وهيمنة المال والفساد على القطاع، وهو أمر كانت له انعكاسات على مستوى تشويه صورة البلاد وإبراز الاحتجاجات فى صورة ثورة ثانية لاسيما أنّها انطلقت من بؤر التهميش وبحادثة انتحار تذكّر بانتحار البوعزيزى.
ــ إنّ الائتلاف الرباعى لم يحضر ككتلة متراصة الصفوف ومدافعة عن خيارات موحدة قادرة على معالجة الأزمة وإنّما كان الزوج النداء/النهضة هو المدافع الوحيد عن قيم المواطنة وثقافة العمل وتكتل الصفوف وتفهم الأوضاع ولعلّ خطاب الغنوشى كان أكثر وعيا بالرهانات المطروحة فى هذا السياق فرأيناه ساعيا إلى حث الشبان على القيام بالمبادرات وابتكار المشاريع الحرفية بدل انتظار الانتدابات فى الوظيفة العمومية.
وسيّان إن توجه السبسى إلى أصحاب المؤامرات وخاطب الغنوشى الفئات الغاضبة فإنّ الكلمات المفاتيح ظلّت غائبة: الإرادة السياسية على تفعيل المحاسبة والمساءلة والشفافية ومكافحة الفساد.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب
- عين تشهد وعين تنكر
- تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»
- كسر أقفال المعرفة الدينية
- فى تمثّل دور رئيس الدولة
- تونس على محكّ الاختبار
- هل يمكن تشريك حزب النهضة فى الحكم؟
- هل «تمكن» حكومة «الصيد» النساء؟
- ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟
- السياسى العارض
- ماذا وراء استقالة حمادى الجبالى من حزب النهضة؟


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية