أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - القوة - الجمهور و الجماعة














المزيد.....

القوة - الجمهور و الجماعة


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




الجمهور قوة ، هذا لا شك فيه ، كما هي الجماعة قوة ؛ لمن يقود أو لمن يعارض أي منهما ــ و لكن نحن نعلم أن كل من الجمهور و الجماعة عبارة عن أفراد ، فهذه القوة التي يظهر بها الجمهور أو تظهر بها الجماعة إنما هي تعبير الأفراد ، على الرغم أنها [ القوة ] لا تتمظهر فرديا إنما جمهوريا و جماعيا ؛ فهل القوة في الجمهور و الجماعة أم في فرد الجمهور و فرد الجماعة ؟! : أو بتعبير آخر أدق : من يملك و يتفاعل بالآخر ، هل الجمهور و الجماعة تمتلك الأفراد و تتفاعل بهم ، أم الأفراد هم من يمتلكون الجمهور و الجماعة و يتفاعلون بها ؟! .

قد تم تصنيف القوة إلى صنفين ، أحدهما : [[ القوة | الوهمية ، التجريدية ]] ــ إلا أن هذا لا يعني أبدا أنها معدومة الأثر ؛ إذ تتساوى مع [[ القوة | الحقيقية ، المادية ]] من حيث الأثر ، أي لها تأثير . و أننا نعلم أن القوة المفرطة خطيرة ، لكن هذا لا يعني أن تكون حقيقية ، قد تكون وهمية .

إن الجمهور و الجماعة قوة ، لمن يقود و لمن يعارض أي منهما ، كما سبق الذكر ، لكن أيضا هما قوة للأفراد المكوّنين للجمهور أو للجماعة ، أو الأفراد المتخيّلين أنفسهم أفراد الجمهور أو الجماعة . ما معنى ذلك ؟ ، معناه ببساطة أن فرد الجمهور أو فرد الجماعة ، (( يملك )) و (( يتفاعل بـ )) الجمهور أو الجماعة ؛ { القوة } ، حيث يقدم على الأمور كما لو أنه مطلق ، أو سكران ، حتى يوقظه الواقع بصفعة ــ هذا إن أتت له [ صفعة الواقع ] .

* الجمهور و الجماعة لا يملكان شيئا و لا يتفاعلان بأي شيء ، إنما هو الفرد ذاته الذي يملك و يتفاعل بهما ــ و لو كان في حقيقة الأمر مجرد تخيّل . و التعبير عن { القوة } يتجلى في الأفعال و الأقوال التي تصدر من قِبَل فرد الجمهور أو فرد الجماعة .

ليس الفكر أو القيم أو الشعارات التي يرفعها الجمهور أو الجماعة هو ما يدفع بأفرادها إلى خرق عباب الخطر ، بل الجمهور ذاته و الجماعة ذاتها هو الذي يدفع بهم إلى ذلك ؛ و هذا يفسر اللا عقلانية التي تحكم منطق الجمهور و الجماعة .

لكن من جهة أخرى ، حين يقل هذا (( التملّك )) ، أو (( التفاعل )) بالجمهور و الجماعة من قِبَل الفرد ، فهو يشعر بالضعف ، يترافق ذلك مع بعث العقل فيه ؛ كما لو أن العقلانية تحاول أن تحل محل الجمهور و الجماعة ــ إذ ينتقل من كونه فرد جمهور أو فرد جماعة إلى أن يكون مثقفا أو شبه ذلك : أي من قوة إلى قوة // الأمر الوحيد الثابت في آخر المطاف هو النزوع تجاه القوة .

لا يُقصد من هذا أن نرفض الجمهور أو الجماعة ، أو أن نفككهما لتسود العقلانية ، إنما القصد هو فهم الجمهور و الجماعة في إطار { القوة } ــ فأن تدعو فرد جمهور أو فرد جماعة لأن يكون عقلانيا ، هو عبث . كما أن العجب الذي يكون مصدره من المثقف الذي يتحوّل [ أو يرتد ] إلى فرد جمهور أو فرد جماعة ، هو جهلٌ بالسبب ؛ { القوة } ، إذ لا يختلف هذا التحوّل عن تحوَل فرد الجمهور أو الجماعة إلى مثقف .

في الختام ــ أوّد القول أنه من الأفضل ، أن لا يكون قادة الجمهور ، أفراد جمهور ــ فكونهم أفراد جمهور ، و قادة جمهور في ذات الوقت ، معناه كارثة . إن كل أولئك الذين قادوا جماهيرهم ، كجزء منهم حقيقة ، إنتهوا إلى كارثة . لا يجب أن نتعاطف مع القادة الرافعين شعار (أنا الشعب) أو ما شابه ذلك ، لا يلزم أن يكون هذا القائد فاسدا ليُفسد ، يكفي أن يكون القائد جمهوريا لا ليُفسد فقط ، بل لتحل الكوارث ؛ ذلك يطال عموم الأناركيين ، و بعض القوميين .

و لا يُفهم من ذلك أن بالعكس لن تكون الكارثة ، بل لربما كانت أشد كارثية . و لكن ببعض هذا العكس لن تكون الكارثة ، فإن كانت حتمية كانت هيّنة بالمقارنة .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفية الشهداء
- القوة - كونك ماركسي
- كونك ماركسي 2
- كونك ماركسي
- مغالطات مُتداولة .. العامل المُنتج هو بروليتاري
- القوة - الجنس
- شيء عن الإيديولوجيا
- القوة - الضعف و العبودية
- القوة - الثقافة
- القوة - الإيمان و الإلحاد
- من ثروة الأمم الزيرجاوية إلى أسانيد المانفيستو النمرية
- مغالطات مُتداولة .. الإنتاج السلعي هو رأسمالي
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. المنهج الشحروري : أيصمد أم يصمت ؟!
- دراسات (Derasat) .. و دراستها لإيران
- دراسات (Derasat) .. أربع مقالات للدكتور خالد الرويحي
- القوة - مقدمة
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. منطق النقض
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [3]
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [2]
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [1]


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - القوة - الجمهور و الجماعة