أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق الى أين ؟ صدام عدو الجميع وبدايات الانتفاضة ! - القسم الثالث















المزيد.....

العراق الى أين ؟ صدام عدو الجميع وبدايات الانتفاضة ! - القسم الثالث


أشأم بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 375 - 2003 / 1 / 22 - 04:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


               العراق الى أين ؟
         صدام عدو الجميع وبدايات الانتفاضة  !
                " القسم الثالث  "
                                           

* اما من ناحية الشعب فصدام مطلقا لم يعره أي اهتمام ، بل انه يدرك مدى الكراهية له ، حيث انه كان " مطلع تمام الاطلاع على آراء رعيته ، لكنه لم يكن ليعير آراءهم أي اهتمام ، أو يتعب نفسه بالاكتراث بارائهم او عواطفهم ، فهو لم يكن قابعا تحت وهم حقيقة محبتهم له " كما يقول المؤلفان كوكبورن / ص 30 وهما ينقلات التعليق التالي: " منذ عقدين مضيا ، وبالتحديد بعد انقلاب عام 1968 م والذي تقلد بموجبه حزب البعث مقاليد القوة والسلطة ، تحدث صدام مع عائلة كانت قد تقدمت له بشكوى تفيد بان احد ابنائها قد اعدم دون ادنى حق  فيرد صدام قائلا : اود ان لا تفكروا اولا للحظة واحدة بانكم ستتمكنوا من الانتقام " ثم رد قائلا بعدئذ : " اذا سنحت لكم الفرصة للنيل منا ، فبحلولها سوف لا يكون قد بقي على اجسادنا اية قطعة لحم بيضاء " *5 .
يعلق المؤلفان كوكبورن على ذلك بالقول : " وقد عني بذلك ان هناك الكثير من الاعداء ينتظروا ، وبصف طويل ليمزقوه ومناصريه اربا اربا " . راجع ص 30-31 .
هذه العبارة التي اطلقها صدام ، يدرك جيدا ، وبيقين مطلق انه مقتول لا محالة ، لان مجرد التلميح لفكرة بالذهن هو تحقيقها فيما بعد حتما او كما يقول ابن عربي " ما لاح ثبت " *6 .
* وفكرة القتل ، التي يخشاها صدام حسين ترافقه اينما حل وهو محترز منها أشد الاحتراز ، بدليل بسيط هو انه لا يثق بأقرب الناس اليه ، اضافة الى وجود اكثر من جهاز امني لحمايته وحده ، وعدد السيارات السائرة في موكبه ، ولا احد يعرف أي منها قد استقل ، كما انه يدرك منطوك الاية الكريمة " يدرككم الموت ولو كنت بحصون مشيدة " وتوالي الاحداث ضده في العراق وفي العالم العربي والدولي ، زادت من قناعته تلك ، لذلك هو موقن بالقتل . وليس ذلك فقط ، بل ان عشيرته " البيجات " والذين شكلوا محور نظام صدام ، هم الاخرون شعروا بنفس الشعور وبالتالي هم " سوف لن يتوقعوا ذرة رحمة في حال سقوط صدام حسين " كما يقول المؤلفان " كوكبورن " / ص 31 .
ثم ان نسبة السنة في العراق لا تتجاوز 40 % بما فيهم الاكراد ، والذين يشكلون ما نسبته 15 % من سكان العراق  ، والسنة  هم الاخرون تعرضوا الى التنكيل وقتل ابنائهم على يد صدام حسين - من امثال القيادي في حركة الأخوان المسلمين  عبد العزيز البدري و" عمر الهزاع " وغيره من الضباط الكبار المنتمون الى العشائر السنية ، بل نعدى الامر ذلك حتى وصال الى العائلة الحاكمة نفسها ، / وسوف نتطرق الى ذلك / ضمن سياق المقال .
اما بالنسبة الى الشيعة فهم اغلبية سكان العراق ونسبتهم تصل الى 60 % وهم الاكثر خطرا على صدام ونظامه فقد الحق بهم الويلات واذاقهم اسوء انواع التنكيل ، وهم مرغمين على خدمة نظامه في الجيش وقوى الامن الداخلي وغيره . وغير مسموح لابناء هذه الطائفة من تبوء المراكز الحساسة في الدولة ، او على صعيد حزب البعث ، لاسيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها / مدير الامن السابق ناظم كزار / عام 1973 وهو من القيادات الشيعية في حزب البعث ، لاسيما في فترة تسلم صدام حسين رئاسة الجمهورية .
* يسلط المؤلفان كوكبورن الاضواء على الشيعة ، والذين يتمركزون في بغداد وفي السهل الرسوبي الكبير في جنوب العراق ووسطه " ويشغل معظمهم المراتب الدنيا في الجيش من ضباط صف وجنود ، ونادرا ما ينصبوا في المراتب والمواقع ذات النفوس ابان أي نظام عراقي فقد قلص البعثيون منذ استلائهم على السلطة في العراق كل من قوى الاحزاب السياسية التي يدعمونها والشيوخ التقليديون للعشائر الشيعية ... وقد استهل صدام فترة حكمه بتطهير شامل لهذه الرموز ، وبالاخص في مراحل مواجهته الاولى مع ايران ، اما الباقون فقد  أثروا الالتزام بالصمت " ص 31 -32 .
* اما الاكراد والذين يقطنون المرتفعات الجبلية في شمال العراق ، فهم أيضا قد لاقوا الامرين من السلطات العراقية المتعاقبة ومن نظام القنانة - الاقطاعي الذي يرزحون تحت نيره ، وان تشكلت فيه احزاب سياسية ، فهي ما زالت تنظر الى هذ1 الشعب نظرة اقطاعية بحتة ، ليس لها صلة بعلم السياسة الحديث ، على اية حال ، لم يغفل  المؤلفان كوكبورن هذه الفئة من الشعب ذات القسمات القومية الخاصة ، وبالرغم من انتمائهم السني من حيث العقيدة الدينية ، الا انهم يرون " بانهم مجتمع منفصل عن العراق ، ولطالما ابدوا استياء وامتعاضا من الحكم القائم في بغداد حتى في زمن السيطرة البريطانية على العراق " ص 32 .
وقد استطاعت القوى الاقليمية المحيطة بالعراق ، من اللعب بمقدارتهم ، من خلال دعم هذا الزعيم الكردي او ذاك ، ففي مستهل السبعينات ، وبدعم من الولايات المتحدة وشاه ايران ، نهضوا بعصيان مسلح عنيف ، اجتاح اغلب المناطق الشمالية في العراق الا ان الحكومة العراقية استطاعت ات تساوم الشاه محمد رضا بهلوي ، وتتنازل له عن السيطرة على مدخل الخليج الفارسي ناهية النزاع معه في مؤتمر الجزائر - اذار 1976 / وبتوقيع صدام حسين نفسه . ففشلت الحركة الكردية فشلا ذريعا ، كان من نتيجته انشقاقات عدة في الفصائل الكردية  لاسيما بعد موت القائد البارز مصطفى البارزاني .
وخلال الحرب العراقية - الايرانية ، بدأ بداية الثمنينات انتفض بعضا من قادة الحركة الكردية  وقادوا عصيانا مسلحا قضى عليه صدام بصورة وحشية حيث هاجمهم بالاسلحة الكيماوية والغازات  السامة  وباتباع اسلوب التصفية الجماعية ، حيث " قتل بموجبه ما يزيد عن المئتي الف مواطن كردي " *7 .
اضافة الى ازالة اربعة الاف قرية من الخارطة " ص 32 .
ان التركمات لهذه المسلكية الفاشية لحكومة صدام ، جعلت من صدور الشعب العراقي خزنات بارود مؤجلة الاشتعال ، حيث ان اوار الاضطهاد يتفاعل مع خوالج النفس الداخلية لهذا القمع التاريخي على هذا الشعب ، النبيل ، لذلك كان هذا الشعب يتحين الفرصة للاقتصاص من هذه الفئة الحاكمة ، وقد حانت بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت واشتغل " خزان البارود منفجرا ضد السلطة في فجر اليوم الاول من اذار عام 1991 معلنا التمرد المطلق على حكم صدام حسين .
ب * انتفاضة اذار عام 1991 م :
لم يغفل المؤلفان كوكبورن حالة التناقض الصارخة بين الشعب المحكوم بالقوة وبين السلطة التي تحكمه بقبضة الحديد والارهاب ، وهما يتابعان بدقة نبض هؤلاء الناس الذين صار لديهم الموت والحياة بكفة واحدة ، بعدما ايقنوا وهم في ارض الكويت ، بانهم مجرد ارقام أو ضحايا لنزوة قائد لم يعي مفهوم القيادة ، يقول المؤلفان كوكبورن : " الجيش المتواجد في الكويت والمؤلف بصورة رئيسية من المجندين الشيعة والاكراد يرفضون الدفاع عن نزوات صدام والموت من اجل مغامراته المجنونة . والان وقد ادركوا بان " المناورات السياسية قد باءت بالفشل ، بدأوا بالتعبير عن رفضهم الولاء لصدام بالهروب من جبهات القتال " ص 34 وهذا يعني في نفسية المواطن العراقي ان مدى الخنوع قد بلغ حده من جهة ، ومن جهة ثانية ، يمثل هذا الرفض التحدي المطلق لقوانين الحياة العسكرية ، حيث ان " من يهرب من ساحة المعركة يحكم بالاعدام " وهذه النقطة يدركها كل جندي عراقي بغض النظر عن ثقافته وتحصيله العلمي ، وهذا يعني " كسر عصا الطاعة " والخروج على السلطة بنقطة الا عودة ، فالجندي العراقي يعلم انه ميت بكل الحالات ، فلم يدع السلطة تكون شاهدة على موته ، اذا فليساهم في موتها قبل موته ، وهذه المعادلة لم يدركها المؤلفان كوكبورن ، بل عبرا عنها بشكل اخر ، حيث انهما يسجلان وقائع واحداث مشاهدي العيان ، فلقد استمعا الى امر هؤلاء الجنود المتمردون هو النقيب ازاد شيروان /كردي - يشغل منصب ضابط استخبارات في احد ألوية الدبابات *8 .
يقول هذا النقيب : " في الوقت الذي شنت فيه قوات التحالف هجومها البري في الرابع والعشرين من شهر شباط 1991 م اختفى معظم الجنود من وحداتهم في لوائنا ، حيث تم الدفاع عن المواقع الامامية في المقام الاول من قبل الضباط ، كون الجنود المكلفين بالدفاع عنها قد لاذوا بالفرار ويعلق المؤلفان كوكبورن على ذلك بالقول :" ففي ذات الوقت الذي أوعز صدام لقواته بالانسحاب الشامل الى الكويت ، في اليوم الذي تلا بداية هجوم قوات التحالف البري ، أصبح الانحلال والانفلات والتسبب السمة المميزة للجيش العراقي أنذاك " ص 34.
مشرين - بنفس الوقت -الى حديث اللواء شالس هورز ، قائد سلاح الجو الامريكي : " ان ما ادهشني واصابني بالذهول حقيقة هو قلة عدد الجنود العراقيين - ويضيف :" لم يكن هناك الكثير من القتلى ... أعتقد ان العديد من الجنود العراقيين قد تركوا مواقعهم الامامية منذ لحظات ". اضافة الى تسجيلهما حديث اللواء رفيق السامرائي ، قائد الاستخبارات العسكرية العراقية - وقتذاك - والذي هرب هو الاخر من قوام الجيش العراقي - فيما بعد ، والذي يقول ومن موقع العارف بالامور " لم نخسر في هذه الحرب ضابطا واحدا فوق رتبة عميد " ص 35 . وكل الوقائع تشير- بما فيها احاديث الاهالي - ومختاري القرى ، بان عدد الاصابات في صفوف الجيش من جرحى وقتلى ضئيل بصورة لا تصدق ، حتى ان مختار قرية طليحة المدعو حسن حمزة ، يقول : "دعي ما يقارب 150 رجلا للالتحاق في الجيش من قريته ، ولم يصب منهم احد باذى سوى اسر رجلين فقط " بينما كانت خسائر الجيش العراقي ( 2100 دبابة في الكويت ) حيث اثبتت تقارير الفرق الخاصة بتقرير الخسائر والاضرار بانه عشرة بالمئة فقط دمر في ارض المعركة ، اما الباقي فقط هجر او تخلي عنه ) *9 ص 35 .


وللحديث صلة في القسم القادم




#أشأم_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الى أين ؟ قراءة في ممارسة السلطة وسلك المعارضة - القس ...
- العراق اليوم .... الى اين ؟! قراءة في ممارسة السلطة وسلك الم ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أشأم بن سعيد - العراق الى أين ؟ صدام عدو الجميع وبدايات الانتفاضة ! - القسم الثالث