منتصر الزيات فعل فاضح فى الطريق العام

بيتر ابيلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1375 - 2005 / 11 / 11 - 11:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قبل أن يأخذك فكرك لبعيد دعني أحدد أن فضاحة فعل الزيات التي أتكلم عنها لا علاقة لها بنصفه الأسفل فهذا شأنه وحده. ولكن هذا الفعل الفاضح له كل العلاقة بشخص وضع نفسه كمرشح لمجلس الشعب مما يعني أنه أصبح شخصية عامة وكل كلمة يقولها تحسب له أو عليه. هذه الشخصية التي أعيت الكثيرين بمحاولة وصفها ليست هي التي تعنيني ولكن ما يعني هو ماقال نشرة الزيات في جريدة الراية القطرية منذ فترة ليست بعيدة وتعليق على هذا المقال في دار الندوة.
الزيات والحياة في كوكب آخر
نشرت جريدة الراية القطرية حطابا موجها من الزيات إلى أمير دولة قطر(1) يستعطفه أن يتدخل للإفراج عن عمر عبد الرحمن اللإرهابي المحبوس في أمريكا، والذي لا تقبل أي دولة في العالم استقباله.
دبج الزيات المقال بببضعة سطور تستحق الوقف أمامها وسأنقل بعضها قبل التعليق عليه:
• لكن غير خاف أيضا إعجابي بالتجربة القطرية ذلك ما صرحت به غير مرة أني قطري الهوي وذلك راجع بالتأكيد للأجواء الحيوية التي يتدافع بها المجتمع القطري منذ تولي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سدة الحكم فيها سياسيا واقتصاديا وعمرانيا
• وكانت قناة الجزيرة بالتأكيد نقلة نوعيه هامة في الخطاب الإعلامي الذي يتوق له المواطن العربي من المحيط الي الخليج فنجحت نجاحا منقطع النظير وما كان لها أن تنجح لولا التوجه الرسمي لدولة قطر وهو أمر يتأكد من خلال حرية الصحافة وتجربتي في الكتابة من خلال الراية مشجعة بكل المقاييس
• وحينما قدر لي أن التقي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر العام الماضي علي خلفية مشاركتي في مؤتمر قطر الثالث للديمقراطية عرفت سر نجاح حكمه في بساطته ووضوح مفردات حديثه وجذوره العروبية المتواصلة مع تراث الأمة
لا يخفى على أي عاقل ما في هذه السطور من نفاق ممجوج ولكن ربما أخطأنا التقدير أنقل لكم التعليق التالي للزيات نفسه حول هذه المقال عندما سئل في حوار مع دار الندوة(2) حول تملقه لحاكم قطر فقال :" أنا الذي أطلب بتفويض من أسرة الشيخ، وأنا الذي أتملق، وأنا الذي أريق ماء وجهي يا رجل، ولم أكلف أحدا بفعل ذلك , فدعني وشأني ووكل سريرتي إلى الله إنه يعلم السر وأخفى
أما عن سوءات الأنظمة ومظالمها فكلهم في الهم شرق , كل الحكومات العربية شركاء في الإثم , فإذا استووا في مظلة التطبيع والعلاقات الخفية مع الصهاينة التي لا تنكرها , فهناك مجالات أخرى يختلف فيها الموقف من بلد لآخر في ملف الحريات العامة والتعاطى مع معها"
فهاهو مرشح مجلس الشعب المحترم يعترف علانية بتملق حاكم عربي بتفويض من أسرة الشيخ. هذا الشيخ الذي قدمه لنا الزيات في باقي المقال على أنه ممن يصدعون بالحق أمام جور الحكام. ولعلم الزيات أن حاكم قطر ليس لبيبا ولن يفهم بالإشارة فهو يعرضها صراحة أو بالأحرى ،يُعرّصها، صراحة على حاكم قطر العادل الذي نمت البلاد منذ توليه الحكم – يقصد منذ أن خوزق حاكم قطر أبيه وأخذ منه السلطة - ولا ينسى الزيات طبعا أن يغمز بحنية منقطعة النظير لقناة الجزيرة وللصحافة القطرية، فالرجل يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف ومن يطعمها له.
لو لم يكن الزيات من المرشحين لمجلس الشعب لما كان يعنيني من قريب أو من بعدي ممارسته للدعارة الفكرية العلنية وبهذه الصورة الفجة. ففي النهاية هو ينتمي إلى تيار يتعامل مع الشيطان نفسه من أجل أن يصل لأهدافه. وممارسة الدعارة الفكرية ليست بأمر جديد لا عليه ولا على تياره. ولكن الكارثة هي أن الزيات يحلم بدخول مجلس الشعب تحت راية الإسلام هو الحل. وطبعا وقتها الإختلاف معه يساوي إختلاف مع الإسلام، وإنتقاده ربما يتحول إلى ردة،... والذي أتسائل عنه هو ماذا لو تمكن الزيات وتياره من الوصول للحكم في مصر؟ هل سيهتدون بهدي التجربة القطرية؟ هل سأجرون ثلث مص كقواعد أمريكية لدك باقي دول المنطقة؟ هل سيفتحون باب التطبيع على مصراعغيه مع إسرائيل؟ هل سيبيحون الدعارة شبه العلنية في الفنادق؟ هل سيمنعون تجمع أكثر من عشرين شخص وأعتباره تجمهر؟
كل هذه الأمور جزء من التجربة القطرية الرائعة ولا يجب أن ننسى أن الزيات نفسه قطري الهوى.
لكن إذا كان الأمر لم يخرج عن كونه كما قال هو حالة تملق، وسكب ماء الوجه.. فهل فعلا يستطيع أي ناخب أن يثق في أي كلمة يقولها هذا الشخص؟ ألا يمكن أيضا أن تكون تملقا وسكب ماء الوجه لمجرد الوصول إلى سدة الحكم؟ ووقتها لا نعرف إذا كنا سنعيش التجربة القطرية أو الطلبانية. وقتها لن نعرف إذا كان من يحكمنا في مصر نظام سياسي أم نظام شيلني وأشيلك.

#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات