أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت















المزيد.....



مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 17:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (72) .
- هذا هو محمدك يا شاهر (3) .

مقدمة
نحن بصدد التعاطى مع فكرة بحث الإنسان عن ألوهيته كسبب من أسباب التعاطى مع فكرة الإيمان والإعتقاد بوجود كيانات ميتافزيقية أوجدت الحياة والكون والتشبث بها , لتكون فكرة الألوهية هى إسقاط ما فى عقله الباطن ورغباته الدفينة فى أن يكون سيداً وإلهاً , والتاريخ الإنسانى يشهد إطلالات هذه الفكرة بصورة فجة فى الملوك الآلهة القدامى لتصل إلى أعتاب فكرة المسيح الإله المخلص أو بصورة خجولة متوارية كما فى الكثير من المشاهد التاريخية ليكون محمد هو صورة من هذه الصور وهو موضوع بحثنا هذا , ومن هنا سنقدم صور عديدة لمظاهر ألوهية محمد , ولكن قبلها أود أن أعيد نشر أجزاء من مقالى السابق المعنون " يؤمنون ليحققوا ألوهية الإنسان " , فمنه ندرك الأبعاد النفسية لفكرة الألوهية ومسبباتها لدى الإنسان , وإليكم هذه المقتطفات .

- فكرة الإله فكرة ثرية تحتوى على فسيفساء شديدة التنوع لتجمع فى أحشاءها موزاييك الفكر البشرى المُعبر عن إحتياجات نفسية عميقة لإنسان باحث عن الأمان والسلام والتميز والتفرد لذا تجد فى سلسلة " لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" الكثير من الزخم الذى تقدمه , كون فكرة الإله تعبير عن فكر وإحساس وموقف إنسانى تجاه الطبيعة يحاول تجاوز تصادمه ومعاناته بالإرتماء فى فكرة متخيلة واهمة يأمل منها أن تحقق له التوازن و السلام والأمان فى ظل حالة عجز وإخفاق يأسره.. لذا تحمل فكرة الإله وتتحمل فى ثناياها رغبات نفسية عميقة بل متباينة وهذا يفسر لنا التناقض الذى يعتريها , فهى إضافات ورؤى وإحتياجات إنسانية شتى تموج بأفكار عميقة متنوعة وإن كانت الخطوط العريضة المؤسسة لصعودها ذات نهج يرمى لتبديد الخوف وإيجاد مصالحة مع وجود مادى غير معتنى .

- يتصور البعض أن فكرة الإله ذات إستقلالية عن الوجود البشرى ليصبح لها وجود منفصل عن الإنسان كمُبدع ومنتج لها وهذا يرجع لإستيطان الفكرة عبر أجيال عديدة والترويج لها من ثقافات مختلفة رسمت رؤى وحاجات تسللت فى العمق البشرى فتاهت المعالم والفواصل , لتستقل الفكرة عن كونها فكرة ليجسدها الإنسان فى وجود مستقل يسقط فيها حاجاته ومكنوناته الداخلية كحلول لإشكالياته الوجودية .

- الإنسان الإله هو الأصل .
أشعل سيجارتى وأنا أكتب هذه الخواطر ولا أعرف ماهو رقم السيجارة التى أدخنها منذ الصباح ولكنهم يقولون أن الله يعلم .. ماذا يستفيد الله من أن يعد أعقاب سجائرى ..لا يوجد معنى سوى أننا جعلنا فكرة الإله تعلم بشكل مطلق ليصبح من مهام الإله أن يعد أعقاب السجائر وعدد حبات اللب والسودانى التى تناولتها .! .. عليك أن تحذر فلو نفيت معرفة الله بعدد أعقاب سجائرى فقد خرجت من الإيمان به .!
هل الفكرة فى إطلاقها قادتنا لهذا المستوى من وجود إله يعد أعقاب السجائر أم أننا نعتنى بخلق من يعتنى ويرصد أعقاب سجائرنا كوننا أردنا أن نكون ذو وجود محوري متميز فوقى لنوظف فكرة الإله المفارق فى خدمة الإله الإنسان .

- يأتى إحساس الإنسان بمحوريته ومركزيته كحجر زاوية يؤسس لبناء الإيمان بألوهيته الإنسانية فهذا الإحساس بالتفرد والتميز يأتى كنتاج غرور أجوف يعبر عن حالة إدراك الوجود برؤيتة لذاته ككيان متميز واعى متفرد وسط وجود صامت غير واعى ليرى الإنسان نفسه الأكفأ والأعظم والمفارق , ومن هنا تولدت فى أعماقه ولا وعيه أنه متمايز وجودياً ..فهو الإله الوجودى كمفهوم محورى وسيادى ووحيد مفارق للطبيعة بالوعى قادر على الرصد والتقييم ليتسلل فى أعماقه وجوده المتمايز الفوقى الإستعلائى , لذا أتصورأن فكرة الإله الماورائى المنفصل القابع فى السماء جاءت من رحم فكرة الإله الإنسان الكامنة فى العمق البشرى (كمفهوم ) ليعيرها للإله الخارجى عند إحساسه بالإخفاق أمام قوى الطبيعة .. لذا نجد أن فكرة الإله المفارق إتخذت الصورة التشخيصية فى الذهن البشرى فعندما أراد خلق فكرة إله خارجى تصور قوى الطبيعة عاقلة فاعلة ذات إرادة مثله , وكما يمتلك هو الفعل الواعى فهكذا القوى التى منحها ألوهيته على نفس المستوى من العقل والإرادة ليتبادل مع الفكرة ألوهيته وعجزه.

- الغرور والنرجسية الإنسانية هى نتاج طبيعى للإحساس بمحورية ومركزية الإنسان والأنا كنتاج طبيعى لوجود وعى يميزه يراه مفقوداً فى الطبيعة المحيطة به كما ذكرنا مع كم لا بأس من الجهل بماهية الحياة والوجود المادى ,ليكون هذا الغرور الإنسانى سلوك عفوى بالإحساس بالتميز وسط حالة من الجهل المعرفى , لذا تولدت داخل الإنسان رؤية غير مُدركة بأنه السيد الإله " كمفهوم " لا يصرفه عنه سوى الإحساس بالعجز والإنكسار أمام قوى الطبيعة ليُعير قوى طبيعية ألوهيته حال ضعفه وإصطدامه بها ولكن لم تبارح فكرة ألوهيتة أعماقه .

- فكرة ألوهية الإنسان قد يراها البعض فكرة صادمة وغريبة ولكن التاريخ الإنسانى يقذف بعشرات الصور الواضحة الملامح التى تستأثر فيها صورة الإله الإنسان بمشاهد عديدة عن فكرة الإله الماورائى القابع فى السماء لنجد الملك الإله وابن الإله لتتكلل فى النهاية بالمسيح الإله كمشهد قوى فى تجلى فكرة الإنسان الإله وهذا يعنى ان ألوهية الإنسان هى الأكثر حضوراً فى الميثولوجيات التى تعاملت مع فكرة الآلهة .

- لا تقتصر فكرة محورية الإنسان المؤسسة لألوهيته على مشاهد فجة عن الملوك الآلهة ولكنها تتسلل فى عمق الميثولوجيات التى رفعت صورة الإله المفارق المقيم فى السماء لتظهر صور متوارية عن الإنسان الإله يمكن تلمسها فى إعتناءها بتقديسه وتعظيمه ككيان متميز محورى وجب الوجود من أجله , " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ." هذا المشهد يرسم بوضوح محورية الإنسان لتطل من ثناياه فكرة الإنسان الإله كوجود مركزى تتضاءل بجواره أى موجودات .. فلو سألنا ما أهمية سجود الملائكة للإنسان فى هذا المشهد فلن نجد سوى إعلان الإنسان عن نفسه كمحور أوحد ذو شأن سيادى مهيمن تستدعى طرد الشيطان لعدم سجوده وخضوعه بالرغم من كونه ملاك برتبة عالية كما يعتقدون . إذا كانت فكرة السجود حتمية فى تسويق مفهوم الخضوع والسيادة فى المشهد الميثولوجى فأليس حرياً أن يسجد الإنسان للملائكة كونها كائنات مثالية نورانية تسبقه وتشهد الحضور الإلهى وتمجد الإله على الدوام بدون ضعف أو تخاذل أو برجماتية , ولكن الفكرة الإنسانية المتوثبة بعلياءها وعظمتها ومحوريتها وألوهيتها تتفوق لتعبر عن ذاتها وتؤسس لوجودها المتأله .

- وجود مُسخر للإنسان .
الإنسان هو مبدع الأفكار والميثولوجيات فلم يكتفى بتصدير فكرة أنه الأعلى وجودياً من خلال أسطورة الملائكة التى سجدت له لرسم ملامح محوريته وألوهيته ولكنه إستفاض فى الإبداع ليؤكد فى مواضع شتى مفهوم الإله الذى يعتريه , فلم يخجل أن يطوع النص فى إتجاه أن الكون والطبيعة والحياة مخلوقة من أجله كمحور وجودى أوحد بل يأتى إعلان غروره الفج من خلال تصوره أن الطبيعة والكون فى وضعية إنسحاق وتسخير ليُمجد فى نفسه محوريته وألوهيته المتفردة . ففى لقمان 20 ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) وفى الجاثية 13( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وفى البقرة 22( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) وفى البقرة : 29(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ). وفى الأنعام 97 ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) وفى الحج 65 ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) وفى المؤمنون 18( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) وفى يس 80 ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ .

- يفيض النص الدينى بالكثير من النصوص التى تؤكد وترسخ فكرة أن الوجود جاء لخدمة وجودية الإنسان , فالسماء والكون والأرض والزرع والحيوان مُسخرة للإنسان لدرجة أنه جعل وظيفة الشجر للحطب , والخيل والبغال للركوب , والأنعام للأكل , فلم يترك الإنسان نصاً دون أن يعلن عن محوريته وتفرده إبتداء من الكون الشاسع إلى الخيل والبغال إلى وضعية تسخير كل مكونات الكون .
إذا كان المنطق والعقلانية يقاس بالفدادين فلنا أن نستعير سنتيمتر واحد من العقل والمنطق لنرى هول الوهم الذى لا يحده خيال , فبالرغم من أن العقل الإنسانى لا يوجد ما يستطيع أن يحد خيالاته وأوهامه فلن يعجز عن تصوير فيل يطير بأجنحة فى السماء أو جبل معلق فى الهواء , ولكن الخيال الإنسانى مهما شط فهو يعبر فى النهاية عن رؤية وحاجة داخلية نفسية تبغى التحقق ليكون توهم أن الوجود سُخر من أجل الإنسان هو إعلان فج يرمى إلى إرضاء محوريته الوجودية وذاتيتة الإلهية الراغبة فى التحقق .

- إذا كان الإنسان القديم والحديث تسلل لوعيه أنه المحور والمركز الوجودى فيرجع هذا كما ذكرنا إلى وعيه المفارق عن الطبيعة التى جعلته يرى ذاته كمتميز عن وجود مصمت غير واعى لذا تصور كل الوجود مُجهز من أجله , ولكن ما المبرر للإنسان المعاصر الذى أدرك مدى هول الكون بأرقامه المجنونة ومازال يعتقد بأن الوجود جاء مُسخر من أجله .. الحقيقة ان المؤمن المعاصر لم يتغير عن الإنسان القديم من حيث إحساسه بالمحورية والألوهية الكامنة لتجعله يعيش نفس هذا الوهم .

- أعتقد أن أى إنسان يمتلك سنتيمتر واحد من المنطق والعقلانية سيجد صعوبة فى تقبل أن هذا الكون الهائل جاء من أجل إنسان يعيش على سطح حبة رمل وسط صحراء الكون شاسعة لينعم بتريليونات النجوم كمصابيح للزينه والسماء كسقف وإله كامن فى أطراف هذا الكون الهائل يعتنى بتقديم أنعام للأكل وخيل وبغال للركوب ! ناهيك أنه يقوم بعمليات رصد وتدوين وتقدير لكل همسة ولمسة وخطوة يخطوها الإنسان .!
الإنسان القديم لم يخطر على باله هول هذا الكون ولكن على مستوى ماهو موجود ومُدرك من إتساع الأرض والسماء بالنسبة له فيعنى أنه أسقط أوهامه ليؤسس رؤية محورية ومركزية تلبست كل ثنايا دماغه ولكن إذا كان هذا حاله فمن الغباء أن يتصور الإنسان المعاصر الذى أتيح له إدراك هذا الكون المجنون بأرقامه وأبعاده وتنوعه أنه من أجله , ليردد فى صلواته التسبيح لله العظيم الذى خلق الصحراء لتحتضن وتخدم حبة رمل .

- بالطبع لن يجرؤ أى فكر عقلانى الإدعاء أن النجوم الهائلة التى تعادل حجم شمسنا وتعد بالمليارات والتى بمثابة مواقد نووية جبارة تعادل مليون مرة حجم الأرض هى من أجل تكوين نقط باهتة فى السماء لا نشاهد معظمها بل القليل منها فى ليلة صيفية , ليس من العقلانية فى شئ أن نتصور النبت والزرع والأسماك فى جوف المحيط والحيوانات فى الطبيعة من أجل أن تكون مُسخرة للإنسان لنسأل عن معناها قبل وجود الإنسان بمئات الملايين من السنين ؟!. هل كانت تتدرب لتكون سُخرة للإنسان ؟! من الغباء تصور وجود القارة الأمريكية من أجل نملة تعيش فى صحراء نيفادا . ولكن هكذا يؤمنون لا يتفكرون لا يتعقلون ولكن يتوهمون.

- مشهد آخر من الوهم الإنسانى الذى يفضح الإنسان المتلهف على إبراز ألوهيته والتى يهفو لإستردادها , ليخترع فكرة الحياة فى العالم الآخر التى تتسم بالخلود والأبدية فلن يعنينا التوقف عند مشهد رغبته فى كسر الموت الذى نال منه ورغبته اللحوحة فى البقاء , ولن يعنينا مشاهد المتعة واللذة المفرطة , ولكننا سنتعتنى بفكرة الخلود ككسر للزمن لتتجلى ألوهية الإنسان فى إختراق حاجز الزمن والموت ليبرز شغفه نحو الألوهية والتفرد نحو استرداد عرشه الإلهى الذى توارى أمام حالة ضعفه وعجزه أمام الطبيعة , لتندهش من المشهد الختامى حيث الإنسان كالله أو الله كالإنسان فى حالة من الأبدية السرمدية , فلا تستطيع أى من الفكرتين إلغاء الأخرى أو قل أن فكرة الإله الإنسان قد إستردت عرشها ولم يبقى له شئ ينتقص من ألوهيتها فالإنسان أبدى .!

- يمكن أن نضع فكرة الإنسان المرصود من قبل الإله وفكرة الأقدار والأرزاق الإلهية فى إطار الإنسان كإله محورى الوجود فهو ليس كدودة تعيش على الأرض بل قيمة وجودية مركزية محورية كلية يُنظم الوجود من أجلها لتسمح بإعارة ألوهية الإنسان لإله آخر مفارق يمنح الإهتمام والمركزية والمحورية فهناك كاميرات تسجل الحدث الإنسانى العظيم وترصده وتعد له الكواليس .

- إذا كانت النصوص العديدة والصور التاريخية عن حضور الإنسان الإله ذات رؤية واضحة الملامح تثبت محورية وألوهية الإنسان , فبماذا نفسر نصوص عديدة تعلن عن إله مفارق له الجلال والعظمة ؟ لنقول بداية أن فكرة الإله تحمل الكثير من الفسيفساء التى قد تتباين وفقا لحاجات ونوازع نفسية لأتصور أن فكرة الإنسان الإله هى الفكرة الأولى المحورية لتنبثق عنها فكرة الإله المفارق أو هى إعارة الإنسان ألوهيته لفكرة أخرى حين يعتريه العجز والضعف .. لذا فبدون الضعف البشرى أمام قوى الطبيعة ستبرز صورتين إما إسترداد الإنسان ألوهيته كإحساس وجودى كونه المحور والمركز أو تحطيم فكرة الآلهة ليعيش الوجود بدون أفكار مُخادعة ليست ذات جدوى .

- بعد أن بدد العلم والمعرفة كل المربعات التى كان يتواجد فيها الإله المفارق لا يكون إيمان الإنسان المعاصر بفكرة الله المعلق فى السماء إلا لبقاء رغبة نفسية تطلب المحورية والمركزية والألوهية , فالمؤمن لا يستطيع أن ينصرف عن فكرة الإله لأنها تعرى ألوهيته ومحوريته الوجودية الكامنة فى أعماقه والتى تمنحه معنى لوجوده , فالبديل هو السقوط فى لج العدمية التى لا يستطيع أن يصارع أمواجها وتحملها حيث اللامعنى واللاقيمة , وبالفعل هو شعور قاسى يحتاج إلى نفسية متحررة من ذاتها المؤلهة وتستطيع التوازن النفسى فى عالم بلا غاية لتخلق معنى وغاية بديلة فى إطار أنها غايات مُختلقة .

- يكون التعصب والتشرنق داخل الدين تمظهر من تمظهرات الإنسان الإله , فعندما تضيق الدوائر لتتشرنق الرؤية المحورية المركزية فى صورة معتقد يمنح معتقديه حالة تمايزية فوقية ليُخيل أن الوجود جاء من أجل تحقيق تراثهم وهويتهم وأنهم المفضلون المدللون لفكرة الإله المفارق ( وَقَدِ اخْتَارَكُمْ مِنْ بَيْنِ شُعُوبِ الأَرْضِ كَافَّةً لِتَكُونُوا لَهُ شَعْباً خَاصّاً. وَلَمْ يُفَضِّلْكُمُ الرَّبُّ وَيَتَخَيَّرْكُمْ لأَنَّكُمْ أَكْثَرُ عَدَداً مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، فَأَنْتُمْ أَقَلُّ الأُمَمِ عَدَداً. بَلْ مِنْ مَحَبَّتِهِ،وَحِفَاظاً عَلَى الْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمَ بِهِ لِآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمْ بِقُوَّةٍ فَائِقَةٍ، وَفَدَاكُمْ مِنْ نِيرِ عُبُودِيَّةِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ) -( الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والإشتراع والعبادة والمواعيد.) - ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) - ( الحق الحق أقول لكم كل من لم يعتمد من ماء وروح لا يستطيع أن يرى ملكوت الله ) .
يكون إحتلال الإنسان النبى منزلة أعلى من فكرة الإله ذاته هو إسقاط هوية الإنسان الإله وتعظيم وجوده , فالمسيح مثلا له حظوة فى الإيمان المسيحى كإله متجسد عن فكرة الإله الرب الماورائى , ونبى الإسلام له حظوة ومكانة وحضور تعادل الله وتشاركه ملامح الألوهية .

- يكون غيرة المؤمنين على الله ليس من منطلق عبودية إرتضت أن تكون متمرغة لاعقة لنعال سيدها فهذا هراء , فلا عبودية لفكرة بل لسيد حاضر لذا تكون الحمية للدفاع عن الإله هى حمية دفاع عن ذاته المتألهة فى العمق الإنسانى . فكونك ترفض الإله المفارق فيعنى رفضك لحياتى بعد الموت لأكون بمثابة دودة تفقدنى معها ألوهيتى وخلودى .. معنى أن تنكر ألوهية الله أن تسقط رغبتى فى القصاص من الظالمين والطغاة الذين نالوا منى فليشهدوا إنتقامى بعذاب ليس له نظير .. الدفاع عن وجود الله هو دفاع عن معنى وجودى حتى لا أقذف إلى المربع الأول حيث الضياع والتهمييش فى وجود غير محتفى ولا معتنى .

- التزمت والعصبية والحمية التى تنتاب المؤمنين عند مواجهتهم للأفكار الملحدة التى تنال من فكرة الله لتصل فى حدتها إلى سقوف عالية من السب واللعن والعنف الرامى لفصل الرأس عن الجسد , لا نستطيع تقبله من منطلق غيرة ودفاع عن الإيمان بالإله فهذا مبرر غير منطقى , فلا يوجد أى أساس لتلك الغيرة , فالغيرة والحمية والعاطفة لا تكون على فكرة مجردة بل على وجود فاعل متفاعل , كما من المفترض أن الفكرة ذات قدرة وقوة هائلة ليست بحاجة أن يدافع عنها أحد لذا يمكن تبرير هذا الإنفعال تجاه الأفكار الشاكة هو أن الشك فى الإله يعنى النيل من ألوهية إنسانية رابضة فى العمق البشرى , لتجد أن نقد فكرة الإله المفارق اللاورائى هو نيل من ألوهيتها ومحوريتها ومركزيتها الوجودية وإرتطام شديد بوجود مادى غير معتنى وغير حافل بوجودها مما يفجر إحساس قاسى بالعدمية وإسقاط ذات من عرشها .

- المؤمن لديه صلف وتعنت وتبجح عندما يرمى الملحد بالإستكبار والتكبر والجحود كونه يرفض فكرة الإله أو بمعنى أدق موت فكرة الإله الإنسان فى داخل الملحد , فالمؤمن يرمى التكبر الكامن فى داخله على الملحد , بينما الملحد يرى الحياة والوجود بعيون واعية متواضعة تدرك حجم الإنسان الطبيعى , بينما المؤمن غارق حتى أذنيه فى التكبر والغرور فهو يتصور أن الوجود جاء من أجل عيونه وسيتجاوز الموت قاهراً الطبيعة .!.. يتصور أن القصر الضخم هو من أجل نملة تعيش فى جحر منعزل بحديقة القصر .

- هل يوجد فارق جوهرى بين المؤمن والملحد .. الفارق المنظور هو فارق ليس بذات حيوية يعتنى بالبحث فى سببية الوجود , فالمؤمن له نظرة ورؤية لتفسير الوجود والحياة يعزيها لكيان فوقى عاقل بينما الملحد لا يرى هذا التفسير صحيحاً وله ما يقوله فى هذا الشأن , ولكن أعتقد أن الفارق الجوهرى بينهما أن المؤمن لم يتخلص فى أعماقه من فكرة أنه إله ذو حضور محورى مركزى فى الوجود , بينما الملحد نسف هذه الفكرة فى داخله ليتصور ذاته كوحدة وجودية غير متميزة سوى بالوعى , يعيش الحياة خاضعاً لقانون الطبيعة بلا إستثناء ولا تمايز ولا إحساس متعالى على الوجود , فالطبيعة لم ترتب الأمور من أجل سواد عيونه .

- بالرغم من عدم وجود أى دليل على أن فكرة الله الكامن فى السماء ذات وجود , وعلاوة أن المؤمنين بهذه الفكرة ليس لديهم أى إدراك لذاته وماهيته لنجد حالة إيمانية غريبة لا تقدم أى شئ يعطى دلالة على إيمانها بل تمارس فى حوارها المنطقى عملية سطو على الموجودات والإدعاء أنها ملك الإله و بالرغم من هذه الحالة المهترئة التى لا تقدم شيئا فخروج الفكرة من الذهنية الإيمانية من الصعوبة بمكان لأنها تتأسس على حالة تم الدمج بين فكرة الإنسان الإله كمفهوم وفكرة الإله المفارق لتتشابك مكوناتهما الباحثة فى عمقها عن معنى وقيمة وغاية للوجود .

-تقديس محمد والإيمان الداخلى به كإله هى رؤية تأتى فى سياق نزعة الإنسان العميقة نحو الإيمان بفكرة الإنسان الإله فهى مرآة نفسه فى السراديب الداخلية الغير واعية لتحقق ذاته كإله ومحور الوجود متعالياً على الطبيعة كما تقترب من مشاعره وأحاسيسه الراغبة فى أن تجد وجود ملموس محسوس متفاعل , فعبادته لإنسان هى الأكثر سهولة فى التعاطى عن فكرة إله غير محسوس ولا ملموس وليس له كينونة وذات وماهية معلومة متمدداً فى اللانهائية والمطلق واللامحدود ليتسامى كفكرة عن الوجود المادى فلا يجد الإنسان أى علاقة يستطيع أن يكونها مع اللاشئ فيستحيل أن يتبادر لديه إحساس ومشاعر وعواطف مع وجود بلا صور واقعية وهذا يفسر لماذا عبد البشر آلهة بشرية بعيداً عن السخرية والإستخفاف بعقولهم , ولماذا حظى ما يقال عنهم أنبياء بإعتناء وشعبية أكثر من الإله نفسه .

- أرى ان إزالة الغمامة عن العيون لن يأتى من نقد فكرة الإله المفارق فحسب , فمهما قدمنا من معطيات منطقية فى نقدها ومهما تم تسخيف الميثولوجيا الدينية وإبراز تهافتها وهشاشتها , فالحل هو فضح ألوهية الإنسان وكسر قلاع المحورية والمركزية التى شيدها فى داخله ليدرك أنه وحدة وجودية ليست بذات إحتفاء من الوجود بل يعيش وفقا لقانون الطبيعة التى لا تعتنى بأوهامه وتصوراته .
عندما يصل الإنسان لفهم ذاته وعلاقته بالطبيعة والوجود وأنه لا يزيد عن مجرد وحدة وجودية فى وجود هائل وليس بذا قيمة فوقية إستعلائية محورية أى عندما تموت فى داخله فكرة ألوهيته , فحينها ستموت كل الأصنام والآلهة .

********
- نأتى إلى الجزء الثانى من بحثنا فى تطبيقات فكرة ألوهية الإنسان على ألوهية محمد كمثال , فإذا كان فكرة ألوهية الإنسان متواجدة فى العقل الباطنى كما أوضحنا لتجد لها حضورا فى التاريخ الإنسانى بصورة فجة مباشرة فى أديان ومعتقدات وممالك عديدة تمثلت فى الملك الإله أو إبن الإله كما فى ملوك مصر وفارس والصين القديمة لتتكلل فى الصورة الأكثر شيوعاً ووضوحاً فى فكرة المسيح الإله .. ولكن يخطأ من يظن أن التراث الإسلامى خلا من طرح صور لألوهية محمد وإن كانت بشكل خجول فى الغالب وبصورة فجة فى بعض المشاهد , لتنال من فكرة ألوهية الإله فى كل الأحوال فداء تمجيد وتعظيم محمد , لذا سنسرد فى هذا الجزء بعض المشاهد ونكملها فى الجزء الثانى .

- قرأت ذات مرة لزميل يهيم عشقاً فى محمد لحد الهوس الهستيرى قوله أن الوجود جاء من أجل محمد مما أثار دهشتى الشديدة لهذا القول المتطرف لأعتبره شطط فى القول والتعبير جاء من حالة متماهية فى العشق كحال المحب عندما ينطلق لسانه فى تقدير الحبيبة كونها أعظم كائن فى الوجود أو أن الإله خلقه خصيصاً ليحبها ويعشقها , ولكن الأخوة المؤمنين ليسوا أصحاب خيال متجدد أو قل أن خيالاتهم فى إطار ما يروى لهم وما تم تلقينه وهذا ما دعانى للبحث فى التراث عن مفهوم أن الوجود جاء من أجل محمد .

- قد يصطدم البعض من محتوى هذا البحث الذى يخوض فى ألوهية الإنسان أو قل نرجسيته المتعالية حسب تفسير الفيلسوف الرائع الأستاذ رمسيس حنا ليقذف المسلم فى وجهوهنا بكثير من الآيات التى توحى بأن الرسول بشرى كما فى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) و ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً ) وهنا نقول أننا لم نزعم أن محمد أعلن عن ألوهيته بشكل واضح فج , فالمسيح ذاته بالرغم أن فكرة ألوهيته محورية فلم يعلن عنها مباشرة فى حياته , و لأضيف أن فكرة ألوهية الإنسان تظل قابعة فى العقل الباطنى تتلفع بالخجل وتتوارى حال الضعف لتطل بمشاهدها النرجسية حال القوة والتمكن أو كما ذكرنا أن إدراك الإنسان لضعفه أمام قوى الطبيعة يجعل فكرة حلمه فى الألوهية تتوارى خجلاً ولكنها تصعد معبرة عن ذاتها فى لحظات القوة لتطل بإطلالتها لنتلمس تحقق فكرة ألوهية الإنسان لينتج صور خيالية تعلن عن مشاركته الإله فى التميز والتفرد على أقل تقدير .

- بداية نلحظ وجود ثقافة عاطفية غير واعية شائعة لدى المسلمين تفصح عن أن مكانة ومنزلة محمد تفوق منزلة الإله أو تعادلها على الأقل , فنرى عند ذكر محمد كرسول أو نبى ينتفض الكل ويقولون "صلى الله عليه وسلم" حتى لو تردد إسمه عشرات بل مئات المرات لتجد المشاهدين لبرامج وحوارات تلفزيونية وإذاعية يرددون "صلى الله عليه وسلم" تلقائيا او قل بروجرامياً , بينما عند ترديد أسم الله فلا يقول أحد جل جلاله , كذا نجد المسلم ينتفض ثائراً عندما يتم توجيه النقد لمحمد بينما لا يثور عندما يَنتقد الملحدون فكرة الإله , فما تفسير هذا سوى أننا أمام ثقافة سائدة تحسست أن مرتبة محمد تعادل مرتبة الإله بل تفوقه فى بعض الأحيان وذلك من مرويات سنعرضها الآن , علاوة أن فكرة الملموس المحسوس الحى بحراكه يحظى بإعتناء الإنسان عن التشبث بتوصيفات إله مطلق يعجز المؤمن عن إدراك ماهيته والتفاعل معه كما ذكرنا .

- فلنتأمل قانون الإيمان الإسلامى الذى يقول : "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فجملة لا إله إلا الله ليس لها أى معنى أو أهمية بدون محمد رسول الله ,فهذه العبارة توحى لك أن الله لا يبحث عن الإيمان متفرداً فقط فلا بد أن يكون محمد رسول الله مرافقاً وشريكاً له أى إنك لو آمنت بوحدانية الله وأنه الإله الخالق ووووو فهذا الإيمان لن يجدى ولن يشفع لك لأنك لم تضع رسول الله فى الإيمان معه .. لقد جعل محمد الإيمان به كرسول شريطة الإيمان بالرغم أنه نبى وظيفته تقتصر على النذير والتبشير بالإله الواحد , عندما يتلو المسلم فى صلاته وشهادته لا إله إلا الله محمد رسول الله فلا ينفع أن يؤمن بأن لا إله إلا الله فقط بينما المُفترض أن تكون كافية فأنت تؤمن بالله صاحب القضية والعبادة والغاية لا يشاركه مخلوق كونه الله الرب الأعظم المطلق "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون" ولكن رغماً عن ذلك فلن يشفع لك أن تقول لا إله الا الله وتدخل الجنه فقد أعلنها فى سورة الفتح 13( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) .!

- لتأكيد هذه الرؤية الغريبة نستحضر من التراث : حدثنا أبو غسان المسمعي...عن عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلعم ‏"‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ‏"‏. لن نتوقف كثيراً أمام هذا الإيمان القهرى فهكذا إنتشر الإسلام , ولكن لنا ان نتوقف أمام "حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله" فقد تخطى محمد دوره وشارك الإله الألوهية فهو ليس نبى يعتنى بنشر فكرة الإيمان بالإله بإعتباره رسول , ليكون الإيمان بالإله ليس كافيا بل يُشترط الإيمان به .. فألا يهين هذا ألوهية الإله ليكون هناك من يشاركه , مع عدم الإغفال أن قوله أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله تعتنى بترويج وتحصين لمشروعه السياسى فى الأساس .

- أبو سفيان كان يشهد ويؤمن أن الله واحد لا شريك له ولكن هذا لم يشفع له فى العرف المحمدى بل سيضرب عنقه , لكن الذي يغنيه ويحفظ حياته ويحقن دماءه هو أن يشهد أن محمد نبي من عند الله !! - السيرة النبوية لأبن هشام باب إسلام أبي سفيان على يدي العباس بن عبد المطلب -. فالإيمان بالله وحده لم يشفع لأبى سفيان فوفق الحديث الصحيح في مسلم والبخاري أن الله أرسل محمد لضرب رقاب من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله وليس ليضرب أعناق من يشرك بالله وأبو سفيان يؤمن أن الله واحد لا شريك له وكانت ستضرب عنقه لكن الذي حفظ حياته أنه شهد أن محمد رسول الله .!

- بالنسبة لموضوع الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هذه الشهادة الإسلامية ليست في الحقيقة لله , لأن القرشيين أنفسهم كانوا يعرفون الله وإن سألتهم عن من خلق السماوات والأرض لقالوا الله وهذا بإعتراف القرآن نفسه , ولكن هذه الشهادة في الحقيقة هي شهادة لمحمد وتجربته النفسية , فلعدم ثقته الشديدة بنفسه في فترة شبابه وتردده في بداية دعوته ربط بين نفسه وبين الله في شهادة خادعة تلح على الاعتراف به هو فقط وليس الله , فالإعتراف بمحمد وبكل إدعائته هو الفيصل في الإيمان والكفر عند المسلمين ودليل ذلك أن من يكفر بكلام محمد سواء ذُكر في القرآن أو لم يُذكر فهو في نظرهم كافر طالما تواترت بالأحاديث الأخبار , فمحمد لا يكتفي بإيمان شخص ما بالله ولكنه يطلب بإصرار الاعتراف به كنبي , والنبى هنا شكل من أشكال المشاركة فى الألوهية .

- المقولة الشهيرة ( أسلم تسلم ) معناها إعترف بمحمد وإلا تُقتل ، لذا هذه الرغبة والإلحاح المحمدي هي السبب وراء التكرار الممل لإسم محمد في الشهادة والآذان وفي التحيات والحوارات بالصلاة علي النبي عند سماع اسمه بل إن الله والملائكة يصلون عليه أيضاً فهو الشفيع المرتجي يوم القيامة . هى قضية ليست سهلة على الإطلاق فلو لم نصفها بالشرك فعلى الأقل هى تلك المحورية التى تقترب من الألوهية شأنا وقيمة ومشاركة لأتصور أن مثل هذه الروايات والنصوص يُفترض أن تدعو كل إنسان إلى أن يعيد تفكيره في تلك المرويات على أقل تقدير .!

- صلى الله عليه وسلم . !
لا توجد جملة شائعة فى الثقافة والإيمان الإسلامى أكثر من "صلى الله عليه وسلم" ليرددها المسلمون عشرات المرات يوميا , ولا تعلم هل الببغائية بلغت مداها , فلا يتوقف أحد أمام معنى صلى الله عليه وسلم كإنتهاك لأى شئ إسمه ألوهية , فالله يصلى كالبشر على محمد .!
يقول محمد فى قرآنه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب:56 فى إشارة إلى أن الملأ الأعلى مشغول بالصلاة علي محمد والملأ الأدنى مأمور بالإيمان به ونصرته واتباعه وتوقيره والصلاة عليه , وليأتى الحديث ليؤكد صلاة الإله على محمد ( حدثنا ابن حميد قال : ثنا هارون ، عن عنبسة ، عن عثمان بن موهب ، عن موسى بن طلحة ، عن أبيه قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت الله يقول " إن الله وملائكته يصلون على النبي " الآية ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : " قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد ) . فالله يصلى وهذا على لسان النبى "كما صليت على إبراهيم " وإذا كان هناك تصدير لمعنى البركة والرحمة فكان يمكن القول أن الله يُبارك ويرحم بدلا من كلمة يصلى علاوة أن البركة والرحمة تأتى فى سياق أداء الصلاة .

- فى سورة الفتح:9 ( لِّتُؤْمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) - هذه الآية تأتى فى سياق أن الايمان بالإله غير كافى ولا مستوفى إلا بالإيمان بالرسول ولكننا نجد العجب فى تلك الآية بقوله "وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ" فلمن يستحق التعزيز والتوقير بل التسبيح فهل لله وحده أم للإله والرسول ومن هنا نجد تهافت مروجى مقولة البلاغة القرآنية ليجتمع المفسرين والفكر الإسلامى على أن العزة والتوقير لله والرسول معا ففى الشفاء للقاضي عياض الجزء الثاني( النبي محمد يستوجب على كل مسلم أن يعظمه , فالعظمة لله ولمحمد , ويعززوه فالعزة لله ولمحمد ) . أما كلمة تسبحوه فمن يرجع إلى التفاسير يجد مدى الحيرة والتخبط والإرتباك الذي أصاب المفسرين للخروج من هذا المأزق .

- فى الآية 3 من سورة المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .لنجد أنفسنا أمام صورة قوية يعلن فيها محمد عن ألوهيته فهو من أكمل وأتم نعمته ورضى الاسلام دينا ولتتوقف عند "أكمل وأتم ونعمتى" .!

* إقتران الرسول ومشاركته لمهام وخصائص وصفات الله .
- فى التوبة:1 (بَرَآءَةٌ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ ) . فهل الرسول شريك الله في التوبة والغفران والرحمة .؟!

- فى التوبة:29( وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ ) من الذى يحرم ويحلل حصراً وبتفرد أليس الله وهل يحق للرسول أن يُحرم خارج تحريم الله .!

- فى التوبة:94 (وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) من يتعاطى مع أعمال البشر أليس الله هو المتعاطى ويرى ويفحص أعمال البشر حصراً وبتفرد بلا شريك ليكون مشاركة أى أحد معه هو الشرك بعينه .!

- فى الأحزاب:36 ( وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ) وفى الجن:23 ( وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ ) أليس العصيان هو عصيان الله حصرا وبتفرد ليكون المشاركة فى هذا هو الشرك فلا تقل إنه رسول , فالرسول نذير فقط ينقل نواهى الله فقط .!

- فى الحجرات: 3 ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ الله أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) . أى بخفض الصوت عند النبي يحصل الإنسان على المغفرة والأجر العظيم .!

- فى الأنفال:1 (قُلِ ٱ-;-لأَنفَالُ لله وَٱ-;-لرَّسُولِ ) آية الأنفال هذه تعنى ان الغنائم لله والرسول معا لتستغرب من كيفية حصول الإله على الغنائم ومشاركة النبى معه , لأتصور أن محمد صاغها بهذه الصورة وفق رؤية فكرية لا تجد فارق بينه وبين الإله , ورؤية برجماتية تحايلية ليستأثر على كل الغنائم تحت يافطة الإله .

- ( يحلفون لكم لكي يرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه) فالرضا لله والرسول وليس رضى الإله حصراً بحكم ألوهيته ووحدانيته , ولكن هناك ملاحظة فى هذه الآية لأتصور أنها ليست كلها من تأليف محمد ليقوم الصحابة بإضافة "رسوله" فختام الآية تقول أحق أن يرضوه اى للمفرد أى للإله بينما فى حال الله ورسوله فيُفترض القول أحق ان يرضيهما كونها للمثنى أم نعتبر هذا من ضمن السقطات البلاغية للقرآن أو أن التحريف طال هذه الآية .

- فى سورة التوبة ( إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) هناك العديد من الآيات التي يكرر محمد فى قرآنه أن الإله لا يضره شيء وهى آيات بالفعل تتوافق مع فكرة الألوهية , فالإله لا يُضار من مخلوقاته , ولكن بحث محمد عن ألوهيته أو تمايزه ومكانته ناقض هذا الفكر فى موضع آخر بقوله فى الأحزاب 57 ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا) فبداية هناك تناقض بين آيتى الأحزاب والتوبة , وثانيا هناك إنتقاص من الذات الإلهية فى آية سورة الأحزاب فالله يتأذى ويُضار ولكن كل هذا من أجل مشاركة الإله المكانة وتصدير فكرة الشراكة , ويمكن القول أن الشراكة لتحصين ذاته بربط كيانه بكيان الإله فمن يؤذيه يؤذى الإله ليزيد محمد من قوة هذا الترابط لدرجة الخطأ والحط من الذات الإلهية , فالإله يتأذى معه .!

- الغريب أن من يؤذى الله ويتوب فتقبل توبته أما من يؤذى الرسول لا تقبل توبته بل يُقتل .!
مجرد الاستهزاء بمحمد أعظم من الشرك الأكبر , فالله يغفر الشرك الأكبر به حال توبتك قبل موتك وفق آية ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) بالرغم انها شديدة الحسم فلم تشير إلى إمكانية الغفران حال التوبة , أما الاستهتار بمحمد فليس له توبة وفق آية ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) . روى عن ابن أبي حاتم بإسناده عن عبدالله بن عمر قال : قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء لا أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المجلس : كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن قال عبدالله : فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبالله ورسوله كنتم تستهزئون ) ولا ننسى أن كل من ناهض محمد ونال منه كان مصيره القتل حتى لو كان متعلقاً بأستار الكعبه ليستل من هذا التراث تشريع إسلامى بقتل كل من ينال من الرسول ليعتبر مرتداً ولا توبة له ولا إستتابة . فأليس هذا مكانة تفوق الإله .!

* قصص خيالية طريفة ولكن ذات هدف .!
- يا صلاة النبى .
روى الحاكم و البيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلعم: لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي .فقال الله : فكيف عرفت محمد ولم أخلقه بعد ؟ فقال : يا رب . . لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلعم ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك .)! قصص الأنبياء لأبن كثير باب ما ورد في خلق آدم عليه السلام .
يا سلاااام !! محمد فى قلب الله وعشقه , فآدم لما كان قاعد يتخلق بيد ربنا كانت عينه على الكرسى يقرأ "محمد رسول الله" على قوائمه ولا تسأل من أين تعلم القراءة فهل جت على دى , المهم أن آدم الفكيك فهم أن محمد له حب خاص عند ربنا فقال طب نشوف الواسطة دى , ليطلب من ربنا يغفر ذنوبه فقام إيه ربنا قاله برافو يا آدم ولكن إنت فى نظرى لا تسوى ولا حاجة ولولا محمد ما خلقتك .
الطريف أيضا فى هذا المشهد صورة الكرسى الشبيه بكراسى أصحاب الطرق فى الموالد الشعبية حيث قوائم خشبية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله , فالله قاعد على كرسى بقوائم ليُذكر نفسه بأنه إله وأن محمد رسول الله .!

- ومن بستان السيرة الحلبية جاء عن عمر بن الخطاب عن النبي صلعم إن آدم عليه الصلاة والسلام قال وجدت اسم محمد صلعم على ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى أي وعلى ورق قصب آجام الجنة ومن ثم قال السيوطي في الخصائص الكبرى من خصائصه صلعم كتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وفيها ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن.!! ( يا صلاة النبى فالله لم يستطع أن يحافظ على إستقرار العرش على الماء إلا عندما ذكر إسم محمد ) . وذكر صاحب كتاب شفاء الصدور في مختصره عن علي بن أبي طالب عن النبي صلعم عن الله عز وجل أنه قال يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي. ولا رفعت هذه الخضراء لا بسطت هذه الغبراء وفي رواية عنه ولا خلقت سماء ولا أرضا ولا طولا ولا عرضا ) السيرة الحلبية للإمام برهان الدين الحلبي .!

- أخرج أبو الشيخ في طبقات االمحدثين بأصفهان (ج 3 / ص 144) والحاكم في المستدرك (ج 10 / ص 6) وابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (ج 1 / ص 25) والثعلبي في الكشف والبيان (ج 9 / ص 266) والخلال في السنة (ج 1 / ص 340) عن ابن عباس ، قال : (أوحى الله إلى عيسى ابن مريم : آمن بمحمد عليهما الصلاة والسلام ، وأمر أمتك من أدركه منهم أن يتبعوه ويؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة ، ولولا محمد ما خلقت النار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن ) .!

- وأخرج الديلمي في مسند الفردوس (ج 2 / ص 34) عن ابن عباس عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يقول الله عزَّ وجلَّ: وعِزَّتي وجَلالي، لولاك ما خلقتُ الجنَّة، ولولاك ما خلقتُ الدُّنيا. ويطلعنا الأحوذي على كوكبة تقول أن النبي أصبح نبيا وآدم لم يخلق بعد بل محمد خلق قبل كل الأنبياء . !!
- النبي محمد هو وسيلة آدم إلى الله وشفيعه !! نعم بل هو شفيع ووسيلة كل المسلمين هكذا قال الإمام مالك بل لو كنت في اختيار في الدعاء بين القبلة وبين محمد فلا تصرف وجهك عن النبي ودعك من القبلة !! فلولا محمد ما خلق الله سماء ولا أرض ولا طولا ولا عرض وهو سبب استقرار العرش عندما أهتز على الماء !!

- أخرج الواقدي في فتوح الشام (ج 1 / ص 315) عن خالد بن الوليد قال: إنَّ الله اختار من ولد آدم العرب واختار من العرب مضر وأختار مضر كنانة واختار من كنانة قريشاً واختار من قريش بني هاشم واختار من بني هاشم عبد المطلب واختار من عبد المطلب عبد الله محمداً صلى الله عليه وسلم وقال: {كُنْتُ نَبِيًّاً وَآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ } وقال: لما خلق الله العرش كتب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلما وقع آدم في الزلة رأى على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله . فقال: يا رب من هذا. قال: ولدك يا آدم الذي لولاه مما خلقتك. قال: يا رب فبرحمه هذا الولد ارحم هذا الوالد. فقال: يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السموات والأرضين لشفعناك! ثم إن الله جعل اسمه مقروناً باسمه وذكره مع ذكره ووسمه بما وسم به نفسه. فقال: { إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}، وقال في حقه: { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ، وقال:{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} ، وقال:{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }، وقال:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، وإن الله عز وجل رفع ذكره وعظم فخره وأعز قدره فقال تعالى: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ، وهذا غاية الشرف والتعظيم والتبجيل والتكريم وقال: يا محمد لا أذكر حتى تذكر فمن أحبك فقد أحبني، ومن سبك فقد سبني، ومن جحدك فقد جحدني، ومن أنكر نبوتك فما عرفني وها أنا أشهد على نبوتك . فقال عز من قائل:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ }، قال: فلما سمع البترك ذلك من خالد فرح وقال: لقد نجا من اتبعه وخسر من فارقه ثم جدد إسلامه على يد خالد .!

- أخرج ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج3/ص517)عن سلمان قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فإذا أعرابي جاء في راحل بِدويٍّ قد وقف علينا، فسلّم فرددنا عليه، فقال: يا قوم أيّكم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا محمد رسول الله، فقال الأعرابي: إنّي والله قد آمنت بك قبل أن أراك وأحببتك قبل أن ألقاك وصدقتك قبل أن أرى وجهك ولكن أريد أن أسألك عن خصال، فقال: سل عما بدا لك، فقال: فداك أبي وأمي أليس الله جل وعز كلّم موسى قال: بلى، قال: وخلق عيسى من روح القدس، قال: بلى، قال: واتخذ إبراهيم خليلا واصطفى آدم، قال: بلى، قال: بأبي أنت وأمي إيش أعطيت من الفضل، فأطرق النبي صلى الله عليه وسلم ،فهبط عليه جبريل فقال: الله يقرئك السلام ويقول: يا حبيبي ارفع رأسك وردّ على الأعرابي جوابه، فقال: أقول: ماذا يا جبريل ؟ قال إنّ الله تعالى يقول: إن كنت اتّخذتُ إبراهيم خليلا، فقد اتخذتك من قبلُ حبيبا وإن كنتُ كلّمت موسى في الأرض، فقد كلّمتك وأنت معي في السّماء والسّماء أفضل من الأرض، وإن كنت خلقتُ عيسى من روح القدس، فقد خلقتُ اسمك من قبل أن أخلق الخلق بألفي سنة، ولقد وَطِئتَ في السّماء موطأ لم يطأه أحد قبلك ولا يطأه أحد بعدك، وإن كنت اصطفيتُ آدم فبك ختمت الأنبياء، ولقد خلقتُ مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف نبيّ، ما خلقتُ خلقا أكرم عليّ منك، ومن يكون أكرم علي منك وقد أعطيتك الحوض والشّفاعة والنّاقة والقضيب والميزان والوجه الأقمر والجمل الأحمر والتّاج والهراوة والحجة والعمرة والقرآن وفضل شهر رمضان والشّفاعة كلّها لك، حتى ظل العرش في القيامة على رأسك ممدود، وتاج الحمد على رأسك معقود، ولقد قرنتُ اسمك مع اسمي فلا أُذكر في موضع حتى تُذكر معي، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك علي ومنزلتك عندي، ولولاك يا محمد ما خلقت الدنيا." يا سلام ".

- عن جابر بن عبد الله قال: قلت يا رسول الله اخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك (ملائكة) ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا أنس، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء؛ فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرض ، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء؛ فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله . - راجع حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين 1/35 .

- يقول الأحوذي في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي : روى ابن سعد وأبو نعيم في الحلية عن ميسرة الفخر وابن سعد عن ابن أبي الجدعاء والطبراني في الكبير عن ابن عباس بلفظ كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد . كذا في الجامع الصغير . قال القاري في المرقاة : وقال ابن ربيع أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وصححه الحاكم , وروى أبو نعيم في الدلائل وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا : كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث. قال قتادة أن النبي صلعم قال كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث. قال الشافعي : أخرجه أحمد والدارمي وأبو نعيم، والطبراني عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا‏ ؟‏ قال وآدم بين الروح والجسد. وفى كشف الخفاء ومزيل الإلتباس أن النبي كان نورا قبل آدم بـ 14000 عام .
هل عرفتم حجم الكارثة التى تحل على عقول تعتقد بمثل هذه القصص .!

- محمد سيجلس مع الله على عرشه .!!
فى سورة الاسراء : 79 ( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) وقد جاء في معالم التنزيل بتفسير البغوي : رُوي عن أبي وائل عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله عزّ وجلّ اتخذ إبراهيم خليلاً، وإن صاحبكم حبيب الله وأكرم الخلق على الله ” ، ثم قرأ: { عَسَىٰ-;- أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا } قال : يقعد على العرش .
وعن مجاهد في قوله تعالى: ( عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا ) ، قال: يجلسه على العرش . وعن عبدالله بن سلام قال: يقعده على الكرسي . وفى تفسير زاد المسير في علم التفسير- ابن الجوزي : قوله تعالى: عسى أن يبعثكَ ربُّك «عسى» من الله واجبه، ومعنى «يبعثك» يقيمك { مقاماً محموداً } وهو الذي يحمَده لأجله جميع أهل الموقف. أى يجلسه على العرش يوم القيامة . وروى أبو وائل عن عبد الله أنه قرأ هذه الآية، وقال: يُقعده على العرش، وكذلك روى الضحاك عن ابن عباس، وليث عن مجاهد.
وفى تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور- السيوطي:أخرج الديلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏ :‏ يا رسول الله، ما المقام المحمود‏ ؟‏ قال‏: "ذلك يوم ينزل الله تعالى عن عرشه، فيئط كما يئط الرحل الجديد من تضايقه " - وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏ :‏ ‏{ ‏عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا‏ً } ‏قال‏:‏ يجلسه بينه وبين جبريل عليه السلام، ويشفع لأمته‏.‏ فذلك المقام المحمود‏. وأخرج الديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ { ‏عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً‏ } ‏ قال‏:‏ يجلسني معه على السرير . !!
لنجد ان الفقهاء قاموا بتكفير كل من خالفهم هذا الاعتقاد ليقول أبو بكر الخلال في كتاب السنة: وإنّ هذا الحديث (يعني حديث القعود) " لا ينكره إلا مبتدع جهمي، فنحن نسأل الله العافية من بدعته وضلاله ". ولنسأل من المشرك هنا فقد أقعدوا محمد مع ربهم على عرشه!على كرسيه ! بل على السرير ! ولنسأل أيضا : كيف سيسع العرش محمد وربه ؟! وهل هناك مكان فارغ في العرش سيشغله محمد للقعود عليه ؟! وان جلس محمد بجانب ربه على العرش فألا يعني هذا بأن الله محدود الحجم كونه يجلس معه على العرش مخلوق فهما اثنان على مكان واحد والحيز الذي يشغله الثاني المخلوق هو حيز محدود به !مما يعنى بأن الاول وهو الله محدود أيضاً لانه لا يشغل الحيز الذي يشغله الجليس الثاني محمد ! . ناهيك عن أن هذه الصورة الكاريكاتورية تنال من عظمة ومجد الإله المُفترض ليشاركه كرسيه أو عرشه مخلوق .!

- محمد سيزاحم ربه على كرسيه أو عرشه ليفصل بينهما أربعة اصابع .!!
هناك حديث يلقي ضوءاً أكبر على المساحة المتبقية من العرش لإجلاس محمد عليه ولنقرأ :” أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة . فعظم الرب ، فقال : إن كرسيه فوق السموات ، وإنه يقعد عليه فما يفضل منه إلا أربعة أصابع “ الراوي: عمر بن الخطاب – خلاصة الدرجة: محفوظ – المحدث: الذهبي – المصدر: العرش – الصفحة أو الرقم: 98 .

عندما يصل الإنسان لفهم ذاته وعلاقته بالطبيعة والوجود وأنه لا يزيد عن مجرد وحدة وجودية فى وجود هائل وليس بذا قيمة فوقية إستعلائية محورية أى عندما تموت فى داخله فكرة ألوهيته , فحينها ستموت كل الأصنام والآلهة .

دمتم بخير وعذرا على الإطالة .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الحقيقة-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- هذا هو محمدك ياشاهر(2)-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- النسبى ووهم المطلق-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- وهم الموت والبعث-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- هذا هو محمدك يا شاهر-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا
- منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء
- تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - مُحمد إلهاً-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت