أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾-;-















المزيد.....

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾-;-


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفهم البسيط لهذه الاية الكريمة ..أن الله سبحانه .. أوجد (النفس ) .. و هي ظنا تلك الخاصية التي تميز الكائنات الحية عن الجمادات بمعني النبات و الحيوان و الانسان .. وقد نضم لها ما لم يكن معروفا في ذلك الزمن .. من البكتريا و الجراثيم المتعددة..وأنه سبحانه (سواها ) قادرة علي إستقبال الاشارات الربانية أى (الالهام ) الذى يجعلها تسلك سلوكا (فاجرا ) او (تقيا ) طبقا لهذا الالهام.
المصريون القدماء كما ذكر الاستاذ الدكتور ثروت عكاشة في موسوعته الفن المصرى الجزء الاول صفحة (198 ) (( إنتهوا إلي الاعتقاد بأن جسم الانسان له ظاهر وباطن .. وأن الظاهر هو الجسد و أما باطنة فقلب (عقل ) و (نفس ) و بهما تتم حركة الانسان و رمزوا (للنفس و العقل ) بطائر له رأس إنسان وذراعان وترى صورته علي القبور و في توابيت الموتي يظل المومياء مادا لها بإحدى يديه شراعا منشورا وهو الرمز المصرى للهواء أو (النفًس ) مادا بيده الاخرى شارة هيروغليفية ترمز للحياة .
وكانوا يسمون هذا الطائر الذى لا يظهر إلا عند موت الانسان ال(با) .. وكان المصريون يعتقدون أن الانسان يبقي بعد موته علي صورته الجسدية التي كان عليها في الدنيا )) ولكن الفارق هو وجود (البا )أو النفس داخل القلب .. في الحياة الدنيا
(فالنفس ) التي يقسم بها صاحب الجلال كانت هكذا معروفة للقدماء ونستطيع تتبعها عند الهندوس وفي البوذية. واليهودية وعند الفلاسفة اليونان و المحدثين و الجميع يرونها بصورة أو أخرى علي أساس أنها معجزة يختص بها الاله (غير ممكن تكرارها) وتحمل كل القداسة والتقدير لانها تمثل الفارق بين الموت و الحياة( فهي الهواء الداخل للكائن و الذى بدونه يفني ) .
من هذا يمكننا أن نقول بقدر ما من اليقين أن النفس (عموما ) كما جاءت في تراث البشرإنما هي من تصميم وقدرة انتاج الارادة الربانية .. التي جعلت منها قابلة لان تتلقي (الالهام ) و الذى لم يكن دائما (تقوى ).
النباتات .. و البكتريا .. لها (نفس) ولكن ليس لديها ما هو فاجر أو ما هو تقي .. بشكل عام إلا إذا قسنا هذا بإنعكاس سلوكها علي باقي الكائنات .. فقد تصبح مفيدة و دواء.. و قد تكون هي الداء.
أما الحيوان فإن ( نفسه) تتحرك تحت تأثير عاملين ..أحدهما الرغبة في البقاء (حيا ).. بأن يجد الماء و الطعام و الامن و الدفء.. ولكل ( نفس حيوانية )وسائلها التي تم تصميمها علي أساسها .. و العامل الاخر هو إستمرار النوع .. بالتكاثر .. والذى له أيضا قوانين مختلفة .. و لكنها تدور حول ذكر و أنثي .. وإجتماعهما .
و الحيوان في هذا لا يوجد لديه أى قياسات للفجر أو التقوى أيضا .. والاشارات التي تصلها كإلهام غريزى من الخالق تدور كلها حول (أكون أو لا أكون ) الشكسبيرية
يبقي الانسان الذى يتطابق مع باقي الكائنات في كون (نفسه تجاهد في سبيل التواجد و الاستمرار الغريزى) ولكنه يختلف كثيرا عن باقي الكائنات في كونه يمتلك عقلا .. وقدرة علي مراكمة الخبرات .. و إسترجاع التاريخ .. و يتعامل مع المنطق و يستخدم لغات رمزية تجريدية يوضح بها ما بداخلة فيفهمة الاخر و تقوده(اى رموز اللغة ) الي العلوم و إبداعات الفنون .. وهو يتلقي أيضا إلهام الخالق ولكن بصور متعددة تفوق الحس الغريزى منها المخاطبة والوحي ..و ما خفي من أساليب إلهام( ميتافيزيقية )غير محدد كيفية إنتقالها من الذات العليا للبشرتحمل إيحاءات تجعل سلوكهم فاجرا أو تقيا .
و هنا سنصطدم .. بمعني الكلمتين .. هل هما المعادل للشر (كفجور ) و الخير (كتقوى ) أم تشيران للسلوك (الشاذ عن المجتمع ) و السلوك ( القويم المتفق معه )..أم هما الكفر و الايمان .. الحق و الخير .. وعكسهما كباطل وبغي و عدوان .. أم كل هذه الكلمات التي قدمتها لنا الفلسفة الحديثة ولازلنا نحاول وضع قياسات لها دجون جدوى.
ثم هل (الفجر و التقوى) مفاهيم ثابته منذ بداية الحياة لاتتغير وتسير طبقا لاسس غير مذكورة في النص و لكنها موضحة في نصوص أخرى تعكس تعاليم و إرادة الرب ..فمن يتبعها يصبح (تقيا ) و من يخالفها يصبح (فاجرا ).
ثم هل يمكن الانسان الذى تتلقي روحه الالهام ..أن يمتنع عن إتباع هذا الالهام ..أى هل هو مخير في مخالفة الهام الخالق .. أم ستكون هذه المخالفة إلهاما أخر ينسخ ما قبلة.
في الواقع .. ولاننا لدينا القدرة علي الفهم و التعامل مع التاريخ ودروسه سنجد أننا لو قارنا (الفجور) المقصود في النص منذ أربعة عشر قرنا بما هو واقع من (فجور )اليوم و إذا ما وحدنا مسطرة القياس .. وهي بداهة مدى الاضرار بالكائنات الحية والبيئة المحيطة..فقد يكون الاول بسيطا غير مركبا بالمقارنة بقدرة إنسان العصر الحديث علي إحداث أضرارا قد تؤدى إلي تدمير الكوكب.
و إذا كان البشر في السابق يحاربون لشهور و تكون النتيجة تدميرمنشأت قرية صغيرة و قتل مائة او الف من الاعداء.. فهل هذا يتساوى مع من يأمرون الان فيضغطون علي مفتاح صغيرة فتنطلق الصواريخ و القنابل تزيل في دقائق ملايين البشر و تنهي تواجد أقطار وبلاد كاملة .
كيف يلهم الله عبادة بأن ينتجوا مثل هذه الادوات الشريرة في إطارفجورنفوسهم.
ان الرب الذى سوى هذه الروح وجعل التسبب في إنهاء تواجدها جرم لا يغفر.. هونفسة الذى برأ أرواح الجناة لانه يلهمها (فجورها ) الدائم و المستمر أو الوقتي و المتغير الضار بالانسانية و الوجود.
العالم الان أصبح قرية صغيرة بواسطة وسائل الاتصال .. و النقل ..ولم يعد شيخ القبيلة يفرض قوانينه علي أبنائها .. و أصبحت الاعمال الشريره مؤثرة و تطول أكثر البشر بعدا عن مكان حدوثها .. و أصبح علي البشر أن يتفقوا علي معني الفجور و التقوى .. الخير والشر .. السلام و العدوان فالتقوى التي كانت شائعه في زمن الرسالة أصبحت في الغالب اليوم طبقا لتطور منطق البشرأ مختلفة المعني ومتباينة عنها منذ بداية الانسانية .
ولاننا في مأزق( كون النص المقدس سبق بالفجورعلي التقوى )..ومع وجود البعض منا الذى يدمر و يسرق و يرهب و يزاول فجورا مقننا بفتاوى الكهان علي أساس أنها طقوس طاعة الرب فلقد أصبح من الضرورى أن نعدل من قرأتنا لمعاني الفجور و التقوى لننهي الاختلاف في الفهم و نصل الي تمييزعصرى محددين فيه من منا الاثير عند ربه الذى يلهمه بالتقوى هل هم (الذين يتعاونون علي البر و التقوى ) فيخففون من الام البشر و ينشرون المحبة و السلام .. ويطورون من أدواتهم العلمية والفنية و الفلسفية .. أم من ( يتعاونون علي الاثم و العدوان) يقتل و يذبح ويدمر و هو يصيح (الله أكبر ) ،إن الذى يعمل علي تخفيف الام البشر مهما كانت عقيدته أو درجة إيمانه هو الاحق بأن يكون الاكثر تقوى و الاقرب إلي الله سبحانة يلهمه بخير البشرية وله في خلقه شئون.
الارتكان إلي أن الله يلهم البعض ويسهل لهم تخطي المتعارف عليه من القياسات الانسانية كان دائما وسيلة الظالمين و تعزية المصابين( كإرادة للرب )منذ أن وقف تيمور لنك علي مشارف دمشق ينظر للالاف الاطفال من أبناء الامة المهزومة الاسرى .. ثم يأمر بسوق الخيل عليهم فيقتلهم عن بكرة ابيهم ثم عندما يرجع إلي رفاقه يقول (( إنتظرت أن الله ينزل علي قلبي فيهم رحمة فما نزل )) ثم تلي هذا بتصريح نموذجي لسلوك الديكتاتور الذى يختفي تحت عباءة الدين.
((أنا غضب الله في أرضه يسلطني علي من يشاء من خلقة )) و يغسل بذلك يداه من دم الضحايا المسالمين .
الله خلق النفس وسواها ولكنه خلق أيضا للانسان عقل .. يجعلة يفرق بين ما يرضي عنه الاله .. من محبه و خير و تكافل وسلام .. وما يغضبه من عدوان وإرهاب و سبي وقتل .. وإغتصاب .





#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحب هذا الرجل المثير للجدل.
- بعد إستكمال خارطة المستقبل، أين مصر؟
- ليلة رأس السنة في كلونيا .
- مصرفي إستقبال عام جديد .
- مأدبه سوشي من لحم تارك للصلاة.
- عندما تغرق القاهرة في مياة المجارى
- من الذى يحكم مصر الان !!
- السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .
- هل سنظل دائما نبحث عن (المخلص ).
- تأملات شخص فاضي في أجازة .
- تعددت الاقنعة .. والوحش واحد .
- مسلمون ومسيحيون .. وعنف متبادل .
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم حثالة .
- العروبة والاسلام ( قهروفساد ).
- الغرب مش أهبل الغرب يعرف ما يريد
- عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية
- هذه المهنة اللعينة


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَاَ فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾-;-