أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - التغاضي الدولي عن جرائم الحرب : عار العالم .. مفخرة الأسد















المزيد.....

التغاضي الدولي عن جرائم الحرب : عار العالم .. مفخرة الأسد


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس اعتيادياً ما نُقل عن بان كي مون قوله " أن حصار المدن السورية بهدف تجويعها يشكل جريمة حرب وأفعالا محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي ". غير أنه غير ذي تأثير حقيقي، ولم يرقَ إلى مستوى الإدانة، أو أنه يؤسس لإجراء قانوني ضد من يرتكب جرائم الحرب في سوريا: نظام الأسد.
النظام السوري – في الواقع – لا يكترث بأية ردود أو مواقف غربية، حيال الجرائم التي ترقى/ أو تصنف بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية. تستهدف الإبادة البشرية، المباشرة، الواضحة والملموسة بالأدلة القاطعة. يبدو طاغية دمشق مطمئناً إلى أن المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن أفعاله ضد السوريين، هو بحاجة إلى خدماته التي يقدمها في إطار تفاهمات مبكرة منذ عهد الأسد الأب، وصولا الى الأسد الوريث للسلطة، وخاصة مابعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.. وقد حان نظير خدماته المتواصلة.. تلك.
وبالفعل، حتى اليوم لم تصدر إدانات حقيقة واضحة وجادة، حيال جرائم النظام السوري ومذابحه اليومية، بما فيها الأمم المتحدة ( القرار 2254 نموذجا )، وهيئاتها الإنسانية، إلا من بعض إلماح خجولٍ حول الإفراط باستعمال القوة، و" تضرر مدنيين ". في الوقت عينه كانت منظومة التحالف العدواني ( الروسية والإيرانية والأسدية ) تركز عملياتها العسكرية لإبادة المدنيين بكل القدرات التدميرية الممكنة، وكل الوسائل المتاحة اليوم بين أديهم، في ظل صمت دولي يرقى الى التواطؤ. الأسد بنظامه الأمني، وما قدمه للغرب، هو ما يجعل منه مرغوباً ومقبولاً.
الاجتماع الذي أملى فيه وزير الخارجية الامريكي الأسبق كولن باول، شروط الولايات المتحدة على بشار الأسد، وريث السلطة المحدث آنذاك، في أبريل 2003، إثر أسابيع على غزو العراق، يمكننا استعادتها اليوم للدلالة على منحى السياسات الاميركية بشكل خاص، والغربية عموماً بشأن التعامل مع المنطقة. يومها تبدى للسوريين وللمراقيبن أن " سوريا الأسد " لم .. ولا يمكن لها أن تخضع للشروط الأمريكية التي اعتبرتها دمشق - دون إعلان – أنها تمثل تهديداً بمصير مماثل لنظام البعث في العراق. غير أن الصمت الأمريكي – السوري المتبادل فيما بينهما، أوضح بجلاء تبعية الأسد وخضوعه.
في الحقيقة، تقديرات الإدارة الأمريكية كانت دقيقة، فليس في دمشق سوى منظومة أمنية تحكم قبضتها على كل شئ في البلاد. من هنا، كان الاعتناء بالشرط الأكثر حيوية بالنسبة للأمريكيين من الشروط الخمس الأخرى، وينص على " التزام الحكومة السورية بالتعاون مع واشنطن، في مجال جمع المعلومات. والموافقة على فتح قنوات بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والسورية ".
خلال السنوات التالية، حتى انطلاقة الربيع العربي، كان رصيد التعاون الأمني بين نظام الأسد، وهيئات الاستخبارات العالمية الأكثر أهمية في العالم، قد بلغ حداً لا يمكن تصور مدى التفاني الأسدي في الالتزام به. لم يتوقف عند جمع المعلومات وإرسالها، حول المنطقة التي تشمل لبنان وسوريا والعراق، خاصة فيما يتصل بحراك التيارات الإسلامية الأصولية: القاعدة تحديداً.
لكن ثمة وظائف أخرى، كتوليد مشتقات القاعدة، والممارسات الإرهابية، ورعاية الجماعات المتشددة، وتقديم التسهيلات اللوجستية لها، عبر مظلة مراقبة واسعة بالتعاون مع المؤسسات الاستخباراتية الغربية، الأميركية بشكل خاص، وأوحد..ربما.
بلغت ثقة الطرف الأمريكي، أن اتخذت من أجهزة المخابرات السورية، أداة لها للقيام بأعمال وممارسات يحظرها القانون الدولي الإنساني، والقانون الأمريكي بالطبع!
في الوقت الذي كانت فيه فضيحة السجون السرية، تهزّ أوروبا، في واحدة من أشد القضايا التي تكشف زيف الادعاء الغرب التزامه بالقيم الإنسانية، والمعايير الحقوقية، واعتبرتها شعوب أوروبا وحكوماتها – بما فيها تلك المتورطة – بأنه عار على الإنسانية والمجتمعات الاوربية. كان بشار الأسد يصعد أعلى سلم الوضاعة والانصياع الغير محدود للاميركيين، ويذهلهم بقدرة وفاعلية أجهزته الاستخبارتية، ومعتقلاته، في استقبال المتهمين الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان ..وأنحاء اخرى من العالم، بحجة محاربة الإرهاب، وتقوم بانتزاع الاعترافات عبر كل الوسائل المباحة والمتاحة لها، وبمعرفة واشنطن ولصالحها. وتجبرهم على الإدلاء بمعلومات وخطط تنتظرها السي آي إي. وبذلك قدم نظام الأسد أهليته في التعامل مع الغرب، في مكافحة الإرهاب.
واليوم، هاهو نظام الأسد، يستعيد رصيد تعاونه ونجاحاته تلك، وقد اقنع الولايات المتحدة، أنه يكافح الارهاب، بل ويطالبها بالمساندة والدعم، وان كل ما يقوم به من جرائم هو مبرر بالقطع، كونه شريكا إيجابيا ثبت إخلاصه في الحرب الأمنية على الإرهاب، بما يمتلكه من خزين هائل من المعلومات حول القاعدة وأخواتها، والتمويل والتسلح.
تمر – عبر هذا السياق - كل الجرائم والممارسات التي تصل الى الابادة الجماعية دون اهتمام أو إدانة من الغرب – خاصة واشنطن-. وسلاح التجويع من اجل التركيع هو واحد منها. ولم يخجل العالم من صمته المريع عن تلك الجرائم اليومية التي يرتكبها الأسد وبوتين وخامنئي، وأداته الطائفية: حزب الله، عبر العمليات العسكرية، على الرغم من معرفته لحقيقة ما يقوم به بدقة معلوماتية كاملة.
بذلك ..المجتمع الدولي شريك متواطئ في قضية حصار التجويع من أجل التركيع. وليست مضايا وحدها من يُفرض عليها حصاراً ستبقى شواهده قائمة عبر اجيال قادمة. لكنه أيضاً يفرض حصاراً مماثلاً في كل من المعضمية والقلمون، داريا ومخيم اليرموك، الوعر ومناطق أخرى في ريف حمص، والغوطة الشرقية، وقرى في وادي بردى، وأحياء كاملة في دير الزور.
داعش من جهتها، كوجه استبدادي للنظام يحاصر ما تبقى من احياء دير الزور، ويستخدم سلاح التجويع، من حين لآخر في مناطق سيطرته، لإجبار الأهالي على الخضوع له. الوجه الثالث للنظام الأسدي: قوات سوريا الديمقراطية تستخدم نفس الأسلوب، في المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح في الشمال، والشمال الشرقي من سوريا.
كل تلك الجرائم ستبقى عار في جبين الإنسانية، طالما ان المجتمع الدولي لا يفعل شيئاً لوضع حد لها، وهو قادر أن يوقف الأسد وشركائه، عن ارتكاب جرائم الحرب، والتباهي بها بصفاقة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات في المعتقل ( 3-3 )
- يوميات في المعتقل ( 2-3 )
- يوميات في المعتقل ( 1-3 )
- الاختفاء القسري في سوريا
- مهرجان السينما السورية الأول في تورنتو
- اغتيال الكلمة : داعش ترهب الكتاب والإعلاميين
- تل أبيض.. بين سيوف داعش ومناجل الكوردستاني
- هرير الذئاب وخِسّة السجان
- أسئلة الألم وصور الخراب في روايات عبدالله مكسور
- محاربة داعش والمنطقة العازلة مجدداً
- العشق والتهجير والحرب في رواية - بيمان - درب الليمون -
- سيرة الإعتقال في رواية سراب بري
- دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع
- تقلبات وإرباكات المشهد السوري
- صعود الجماعات الارهابية في المنطقة
- اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - التغاضي الدولي عن جرائم الحرب : عار العالم .. مفخرة الأسد