أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر















المزيد.....

ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5052 - 2016 / 1 / 22 - 08:17
المحور: القضية الكردية
    




في المرحلة التي تنامى فيها الوعي القومي الكردي، وخلافاتهم الحادة مع الأمميين، صعدت حكومة الوحدة وبتخطيط من جمال عبد الناصر وفيما بعد البعث والأسد، دور المراكز الأمنية في المناطق الكردية أو التي فيها كثافة مميزة للقوميات غير العربية، ووجهتهم لتنمية مفهومين عنصريين، سيادة القومية العربية، والانتماء إلى الوطن العربي، ونشروهما بكل الطرق والوسائل، ومن ضمن مجريات الحملة فرضوهما على المدارس السورية عامة والشارع وبين المجتمع، ولم تنفذ منها المراكز الدينية كالمساجد والتكيات والمشايخ في القرى، غايتهما إعادة أحياء منطق السيادة والموالي، وتفوق العنصر العربي على القوميات الأخرى وبشكل خاص في سوريا على الكرد، وأرفقت السلطة مع الموجة العروبية هذه مفهومين آخرين متناقضين، الوطني السوري والإخوة في الدين، وكانتا موجهتان بشكل خاص إلى الكرد، غايتها الأساسية لم تكن نشر الإخوة والمساواة، بل الحد من تنامي الوعي القومي الكردي أو الكردستاني، ورافقتهما تزايد الحظر على كل المنظمات والمؤسسات والتجمعات الكردية التي تدعوا إلى ماهية القومية الكردية، ومنعت من الشارع والبيت وأماكن التجمعات كل ما يتعلق بالبعد القومي الكردي وقضيتهم، ووضعت بنود في الدستور السوري لدعم هذه المفاهيم العنصرية، ودعمت بقوانين متتالية لمعاقبة الكرد تحت صيغ متنوعة، وصلت إلى حدود أتهام الكرد بالخيانة العظمى للوطن، والقصد منه الوطن العربي، في أبسط التحركات النضالية، أو حتى عند المطالبة بالعدل والمساواة، وأصبح من السهل اتهامهم بالانفصال عن الوطن المذكور، في أي تشكل قومي كردي، أو أدبيات تتحدث عن الكرد وحقوقهم القومية، وبهذا المنطق الانفصالي ألغي كل ما يقال عن جغرافية اسمها كردستان أو تاريخ ديمغرافي جغرافي ينتمي إليها الكرد.
وفي المرحلة تلك، المتنامية فيها الأحزاب العروبية الأكثر عنصرية في الواقع العملي، والوطنية والإخوة في الدين بشكل هامشي، ومع تصاعد الفكر الأممي وانتشاره بين الكرد، ظهرت بعض التجمعات السياسية الكردية، ومن ثم تشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا (البارتي) والتي كان ورائها جمال عبد الناصر، في الفترة التي تصاعدت فيها حدة التوتر بين سوريا وتركيا في عام 1957م، وبعد أقل من سنتين حاول بذاته وعن طريق مراكزه الأمنية المرعبة، القضاء عليه، لسببين: انتهاء دوره كقوة قومية كردية في مواجهة التهديد التركي، وهي نفس الخطة التي فعلتها فرنسا مع جمعية خويبون، التشكيلة الثانية التي كونتها بعد مؤتمرها الثاني وتحت إشرافها، لمواجهة تركيا أثناء رسم الحدود السياسية بين تركيا وسوريا، ونعلم كيف تخلت عنها ولم تدعم ثورتها في آغري كما وعد، وعملت على إلغائها بعد انتهاء عملية رسم الحدود في المناطق الكردية وقام بإلهاء الكرد بمشاكل هامشية وخلقت بينهم صراعات عشائرية. والثاني، كان، تغيير مسار نضال الحزب من العمل داخل تركيا إلى النشاط ضمن سوريا، وعدم تقبلهم نقل النضال من سوريا إلى تركيا لخدمة جمال عبدالناصر من أجل لواء إسكندرونه، هذا الموقف الكردي خالق التخوف عند المراكز الأمنية ونبهت جمال عبد الناصر، فكلف عبد الحميد السراج بالقضاء على الحزب، وجند هذا بدوره مربعاته الأمنية بالإمكانيات والقوة وأول ما بدأوا به كانت عمليات اعتقالات، التي طالت ليس فقط القيادة بل العديد من أعضاء الحزب، وجاهدوا لطمس الحزب وهو لا يزال في بداياته، وأشرف عبد الحميد السراج رجل جمال عبد الناصر الأول في سوريا بنفسه على الخطة.
ركزت سلطة جمال عبد الناصر الشمولية في سوريا على نشر المفهوم القومي العربي من جهة وترسيخ سلطته في (الإقليم الشمالي) سوريا من جهة أخرى، وباعتباره عروبيا شوفينيا، استهدف تعريب كل ما هو غير عربي، وفي مقدمة مخططاته القضاء على النهضة الفكرية والقومية الكردية، وطال فيما بعد ليشمل الوجود الكردي الاجتماعي والثقافي -السياسي، فكثف جهوده عند ظهور بوادر خروج المجتمع الكردي والعائلات المتنفذة من العتمة الثقافية الذاتية والموضوعية الطويلة وتوسع الحركة السياسية الكردية. ففي البدايات حصر مخططاته بالأساليب الروتينية لمربعاته الأمنية، وسخرهم على تنفيذها بالطرق الاعتيادية، وفي فترة زمنية قصيرة صعد من وتيرة أعماله لتكون على سوية القضاء على ماهية الكرد كليا في غربي كردستان:
1- كان يمهد لتنفيذ مخطط بإجلاء الكرد من أماكنهم وتوطين مليون ونصف من العرب المصريين فيها، وأقام على بنيتها أول مستوطنتين كتجربة على نهر دجلة في المنطقة التابعة لديركا حمكو (زهيرية، و...) من عرب السلمية، فمن خلال تمليك هذا العدد من المصريين في أراض خصبة سيزيد من شعبيته حتما داخل الإقليم الجنوبي(مصر) وربما كان لدى انفصال سوريا سيستغلهم بالتدخل في شؤونها كما حدث في مقاطعة ناكورنيا قرباغ، وهي الأن بديمغرافية أرمنية وجغرافية تابعة لجمهورية أذربيجان، ومنطق إلغاء الديمغرافية الكردية في كردستانهم كانت في مقدمة كل ذلك، والاستيلاء على أراضي الكرد وجعلها أملاك الدولة، إلى ما بعد الانفصال.
2- اقتصادياً، وتحت مفهوم الإصلاح الزراعي، استولى على أملاك بعض المالكين الكرد، علاوة على ذلك منع سكان المنطقة الكردية من رعي مواشيهم ضمن قراهم، وحظر عليهم مراعيهم وأريافهم، وحدد لهم مكان في جبل عبد العزيز، وهي على مسافات تتجاوز مئتي كيلومتر من أماكن سكناهم، فمن الناحية العملية أن المكان بمساحته وبيئته الطبيعية ليست بكافية لتأمين الكلأ لماشيتهم لأكثر من فصل واحد، وهذه ستؤدي إلى مجاعة للمواشي ومن ثم موتها، علما أن سكان المنطقة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة والرعي. وإلى جانب آخر الكرد ليسوا برحل للانتقال، وقد كان القصد منه إخراجهم من قراهم وجغرافيتهم وبالتالي تفريغ المنطقة منهم، وجعلهم قبائل رحل ليكون سهلا له تهجيرهم إلى خارج سوريا، والثانية إفقارهم في حال بقائهم ضمنها. وعلى خلفيتها حصلت معاناة معيشية وتدهور اقتصادي أثرت على جميع ساكني المنطقة الكردية، وبدورها انعكست على سكنة المدن وتجارها الذين كانوا يستندون على الريف في الجزء الرئيس من تجارتهم. وقد رافقت هذه الأعمال مخطط تكميلي لما ذكرناه، وذلك بقرار منع تجديد أو بناء المساكن، بدون رخصة رسمية من عدة جهات ومن ضمنها عدة مراكز أمنية، وفي الواقع الفعلي كانت الرخصة شبه مستحيلة، وعليه دمرت بيوت العديد من الكرد في المدن والقرى، وتوقفت عمليات البناء بشكل شبه كلي في غربي كردستان، علما بأنه لم تكن هناك بلديات ولا تخطيطات لها إلا ضمن المدن الكبرى.
3- لم يكتف سلطة جمال عبد الناصر بما سبق، فقد حاولت إبادة الكرد، مبتدأه بافتعال حادثة سينما عاموده، كما وانتشرت الاعتقالات العشوائية في المدن بمداهمة المقاهي والبيوت والمطاعم وحتى المارة في الشوارع، ومن كل الأماكن وبدون سبب، ومن لا يتذكر في منطقة قامشلو ما كان يقوم به رجالات أمن (حكمت ميني) في ترهيب الكرد وتعذيبهم في أقبية المكتب الثاني. فكانوا عند الاعتقال يسألونهم عن جنسيتهم، والعربي كان يطلق سراحهم، والكردي كان ينال نصيبه من التعذيب وبدون أي سبب، وبشكل خاص طالت الاعتقالات كل كردي له ظهور أو نشاط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي وبالتأكيد السياسي. وتنفيذاً للمخطط قامت مراكزه الأمنية بتهجير أكثر من مائتي عائلة كردية من محافظة حلب إلى تركيا، تحت حجة عدم توفر شروط المواطنة للجمهورية العربية المتحدة (الإقليم الشمالي) علماً أنه كان لمعظمهم أملاك وعقارات موروثة من أجدادهم، تعود إلى فترة ما قبل تكوين سوريا، أي قبل رسم الحدود بين سوريا وتركيا، وكانت هذه بدايات التفكير الشوفيني في سحب الجنسية السورية من الكرد لاحقاً...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
20/10/2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صنع أردوغان - 2/2
- من صنع أردوغان - 1/2
- بوتين يتناسى الاقتصاد
- مكانة الكرد ضمن الصراعات الإقليمية
- غايات طمس التاريخ الكردي- 2/2
- غايات طمس التاريخ الكردي- 1/2
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الأخير
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثاني
- الإسلام دين العرب - 1/2
- سوريا والأربعين حرامي - 2/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 3/3
- سوريا والأربعين حرامي - 1/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 2/3
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - الجزء الأول
- ظاهرة السطو الثقافي بين الكرد
- الكرد بين السندان والمطرقة
- من يحاصر من
- يقظة شنكال هدمت لإيران أحلاماً
- كيف يعدم الكردي ذاته - الجزء الأخير


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر