أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - إثبات النفي














المزيد.....

إثبات النفي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 374 - 2003 / 1 / 21 - 05:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من المبادئ القانونية العامة أن تكون البيّنة علي من يدّعي واليمين علي من ينكر، وهذا المبدأ يرتب مسؤولية الإثبات علي من يطرح الإدعاء بالسبل التي
يقرها القانون، فيترتب عبء الإثبات علي المدعي، في حين يتحلل من الالتزام المدعي عليه الذي يبقي عليه أن يؤدي اليمين ويخسر المدعي دعواه.
وفي قضية تفتيش أسلحة الدمار العراقية انقلبت المبادئ القانونية بموافقة وقبول السلطة العراقية المتهمة بحيازة وإخفاء الأسلحة المحرمة دولياً، وأصبح
الاتهام ثابتاً وفق قبول السلطة العراقية التي لم تزل لحد اللحظة تنكر امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، وصدر القرار الدولي بأن علي الحكومة العراقية أن تثبت أنها لاتملك هذه الأسلحة المحرمة دولياً، وفي هذه الحالة الشائكة يترتب علي السلطة العراقية وهي تقف في موقف المدعي عليها أن تقوم بعملية الإثبات وهي من أول مهمات المدعي، أي أن عليها أن تثبت النفي، لتتحمل في هذه الحال موقفين متناقضين ومتعارضين هما موقف المدعي والمدعي عليه، وبالرغم من طرافة الموقف التي حشرت السلطة العراقية نفسها به، فإنه يضعها في زاوية حرجة للغاية حينما قبلت بتحمل عبء إثبات النفي الذي لن يتحقق لها مطلقاً. والحكومة العراقية التي قبلت الالتزام والتقيد بهذا المبدأ المقلوب، إنما تقبل من خلال حالة المتهم أو المدعي عليه (المرتبك) الذي يقبل بالتزام لايقع عبئه عليه ولايتحمل مسؤولية محرراته وأسانيده. وعمليات التفتيش القائمة علي جميع الأراضي والمؤسسات العراقية لاتشكل سنداً من أسانيد الإثبات بالنفي، مثلما لاتدخل في جانب الأدلة التي ينبغي علي السلطة العراقية أن توفرها لتنفي عنها التهمة بحيازة أسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً، بالرغم من تقبلها استباحة الكرامة الوطنية والسيادة العراقية وانتهاك إنسانية المواطن الذي لم تستطع السلطة أن توفر له أبسط حماية ممكنة وبقيت متفرجة، تراهن علي ملل المفتشين وارتباكهم في عمليات البحث والتفتيش لعلهم يعلنون انسحابهم من الساحة بعد بروز بوادر اليأس من الحصول علي نتيجة إيجابية لصالح المدعي أو سلبية ضد المدعي عليه. غير أن ما يلفت النظر في العملية أن الحكومة العراقية قبلت عن طيب خاطر وبعد دراسة أن تتحمل عبء النفي وإنكار التهمة إضافة الي تحملها عبء الإثبات وبذلك أوقعت نفسها في مصيدة اللعبة القانونية الدولية لأنها ستخرج خاسرة الدعوي سواء في حالة النفي أو في حالة الإثبات.



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة تضحك على حلفائها
- ليس دفاعاً عن سعد البزاز
- لترتفع الأصوات عالياً مطالبة بحياة العلامة الجليل السيد جعفر ...
- نقطة ضوء من أجل الحقيقة
- ماذا تعني الحملة من أجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين
- نداء من قاضي عراقي
- من المسؤول عن غياب الأيزيدية عن المؤتمرات
- رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب
- قرار اللحظة الأخيرة
- تطبيقات الإعلان العالمي لحقوق الأنسان في العراق
- الزمن الذي أضاعته السلطة
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - إثبات النفي