أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهرباء















المزيد.....

المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهرباء


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 12:27
المحور: المجتمع المدني
    


المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهرباء

د. عبد الحسين العطواني
يعرف الاستثمار بأنه ( توظيف المال في نشاط , أو مشروع اقتصادي يعود بالمنفعة المشروعة على البلد ), أو هو( تضحية مؤقتة بأموال حالية من اجل مشروعات مستقبلية , وهذه التضحية في الأموال ترتبط عادة بثلاثة عوامل هي : العائد المتوقع , ودرجة المخاطرة , والوقت) , أما مخاطر الاستثمار فتكمن في عدم التأكد من تحقيق العائد المتوقع بسبب عدم استقرار البيئة الاقتصادية التي تشكل قلقا دائما من حيث ضبابية السياسات الاقتصادية , وعدم استمرارية هذه السياسات واستدامتها .
وفي بلادنا العراق فان القوانين لايزال التضارب في بعضها , وفي كثير من اللوائح والقرارات , إلى جانب أن هناك تداخلا في الاختصاصات بين الوزارات والجهات الحكومية المعنية , وهو ما يؤدي إلى تعدد الإجراءات وتعقيدها , وزيادة كلفة الأعمال , وأحيانا إلى توقف المشروع , وعلى صعيد البناء المؤسسي والإداري والتنظيمي للدولة لاتزال هناك اختلالات كبيرة تحد من تطور القطاع الخاص لذلك تميزت العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص بالضعف وسوء الفهم مما أدى إلى زيادة المخاطر التي يواجهها هذا القطاع , الأمر الذي أعاق تطوره واضعف قدرته على المنافسة , لاسيما عندما يكون هناك انحياز من أصحاب النفوذ إلى أطراف استثمارية محدودة بسبب وجود نسيج من المصالح غير المشروعة بين بعض المسؤولين الحكوميين وبعض الأطراف الاستثمارية , نتج عنه انصراف الكثير من رجال الأعمال عن الاستثمار في مشروعات وقطاعات مختلفة , لوقوع هؤلاء المستثمرين خارج شبكات المصالح غير المشروعة , وعدم قدرتهم على إيقاف تلك الممارسات وعزوفهم في الوقت نفسه عن الدخول في شبكات المصالح الفاسدة 0 لذلك فان هذا الفساد شكل العائق الأكبر أمام تطور القطاع الخاص , إذ أدى إلى عدم تكافؤ الفرص بين المشروعات التجارية , والاستثمارات المختلفة بسبب عمليات التنافس غير الشفافة في المناقصات الحكومية , وبسبب تفشي الرشاوى , إلى جانب الشراكة غير القانونية بين بعض رجال الأعمال وبعض المسؤولين الحكوميين , وفرض شراكة الحماية على المستثمرين من قبل بعض المسؤولين0
من جانب أخر يمثل تذبذب العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص مؤشر أخر على طبيعة التوجهات والسياسات الحكومية المتعلقة بالقطاع الخاص , وهو ما يؤدي إلى حالة من الغموض وسوء الفهم للسياسات الحكومية , ويفضي ذلك إلى حالة من الشك والترقب والانتظار ما يؤشر سلبا في بيئة الأعمال ويشكل مناخا منفرا للاستثمار 0
والذي نريد أن نشير إليه في هذا المجال وهو موضوع بحثنا , أن أول ما تعنيه الشراكة هو تحديد الدور المناسب لكل من القطاع العام , والقطاع الخاص , كما إن الشراكة تأتي عبر الحوار والتوافق وليس عن طريق إصدار القرارات, ولهذا نلاحظ أن وزارة الكهرباء رغم التحديات المذكورة سلفا , إلا أنها حاولت جاهدة على تجاوزها أخذة بنظر الاعتبار الظروف الاقتصادية والأمنية التي يمر بها البلد لاسيما والمالية منها المتمثلة في قلة التخصيصات التي يجب أن توفر لقطاع الكهرباء لما له من أهمية بالغة تمس حياة المواطنين بشكل مباشر, وكمعالجة مرحلية قامت الوزارة في مبادرة جريئة بخطوة مباركة غير مسبوقة ولأول مرة بتفعيل إمكانيات القطاع الخاص في مجال الاستثمار عن طريق إبرام عقد استثماري وبالتحديد في ( قطاع التوزيع) ضمن الرقعة الجغرافية للمديرية العامة لتوزيع كهرباء الرصافة مع إحدى الشركات المحلية المسماة( شركة النور الثاقب ) وقد تضمن العقد الذي وقعه عن الوزارة مدير عام كهرباء الرصافة المهندس خليل إبراهيم , وعن الشركة مديرها السيد صلاح فاضل , توكل لهذه الشركة الاستثمارية مهمة الخدمة والصيانة والجباية في بغداد - منطقة زيونة وبثلاث محلات هي: 710 , و712 , و714 , ولكي يفضي العمل بالنجاح والسيطرة على التجاوزات التي تحصل على الطاقة وما ينتج عنها من هدر وضياع وتبذير غير مبرر ومسؤول من بعض المواطنين , فضلا عن حث المستهلك بل وإجباره على الترشيد في استهلاك الطاقة , كان من أهم بنود هذا العقد أن تتعهد الشركة الاستثمارية بنصب مقاييس ذكية , وبالمقابل تلتزم الوزارة بتجهيز المنطقة بالتيار على مدار الساعة , مع إلزام الشركة بدفع نسبة 80% من رواتب كوادر الصيانة من المبالغ المستحصلة من احور الكهرباء, مع تخصيص نسبة من هذه الأجور إلى الشركة 0
نرى أن هذا الإجراء سيكون بادئة خير لتشجيع المستثمرين في مجال الطاقة في قطاعات ومناطق أخرى نتيجة لتذليل الصعوبات التي تواجههم عندما تقف حائلا أمام رغبتهم في الحصول على تمويلات لمشروعاتهم من البنوك التجارية , وذلك بسبب عجزهم عن تقديم الضمانات المطلوبة , الأمر الذي يتجاوز التركيز على القلة من الشركات الاستثمارية وأصحاب النفوذ , ما يجعل توسيع المشاريع الاستثمارية الأخرى في نشاطها ودخولها الأسواق امرأ سهلا 0
فعلى صعيد التشريعات لايزال دور القطاع الخاص محدودا , نجد في الجانب الحكومي لاتزال هناك مصفوفة إصلاحات كثيرة مطلوبة لتمكين القطاع الخاص من قيادة عملية التنمية , ومن جانب أخر يعاني قطاع الخاص معوقات ذاتية عديدة لعل أهمها ضعف الأداء بشكل عام , وهو في الأغلب قطاع غير منظم , لمعاملاته , وكوادره , وأعماله, وحساباته , كما أن اغلب الشركات الاستثمارية المحلية غير مؤهلة في الوضعية الحالية للبلد لإيجاد شراكة حقيقية مع الحكومة , لاسيما في ما يتعلق بالتكيف مع الوضع الاقتصادي الحالي , ومقترحات القوانين ذات الصلة 0
فهناك حاجة كبيرة إلى العمالة المدربة والماهرة بسبب ضعف التعليم الفني والمهني , وعدم مواكبته متطلبات السوق , كما أن الكوادر المؤهلة والمتخصصة في بعض المجالات الاستثمارية محدودة , وهذه العوامل تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الاعتماد على العمالة المستوردة بأجور عالية , فضلا عن ذلك يؤدي استخدام العمالة غير المدربة بشكل جيد إلى تخلف الإنتاجية , وسوء استخدام تقنيات الإنتاج الحديثة , إلى جانب محدودية الشركات المساهمة والتضامنية , وغلبة الشركات المدعومة من الكتل والأحزاب السياسية في معظم منشآت القطاع الخاص , واعتماد تلك المشروعات على الأساليب القديمة في ممارسة عملها وهي كلها أسباب تؤدي إلى التكاليف الإنتاجية , وزيادة المخاطر على المشروعات المحلية بشكل عام وفقا لمتطلبات الحاجة .
كما أن ضعف وتلكؤ الإصلاحات الإدارية والمؤسسية التي أعلنتها الحكومة مؤخرا لم تكن كافية لتحسين مناخ الاستثمار من دون زيادة قدرات القطاع الخاص , إذ أن ابرز العوائق والصعوبات التي تواجه القطاع الخاص وتحول دون قيامه بالدور الأكبر في عملية التنمية لاتزال قائمة , فغياب الإدارة الجيدة ومحدودية النمو الاقتصادي , والتحديات الاقتصادية , والمؤسسية , والأمنية , وضعف البنية التحتية والمؤسسية لايزال حجم الاستثمار في البنية التحتية ضعيفا , بل ومتخلفا عن واقع الاستثمارات العامة في البلدان النامية , فناك صعوبة في الحصول على إمدادات الكهرباء والخدمات الأخرى .
.



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام الشيخ النمر امتداد لجرائم النظام السعودي
- استقلالية السلطة في القرارات المصيرية
- التوغل التركي في العراق وتداعياته غير المشروعة
- نظام الحكم .. وأعداه المتخفون
- المسؤولية .. وادارة الخدمات
- سلم الرواتب الجديد والاصلاحات
- الحلف الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق
- هجرة العراقيين .. مخاطرها ومسبباتها
- مهام الجيش ..وحقوق افراده
- مشكلة أصحاب الشهادات العليا في مؤسسات الدولة
- دور الاعلام في مسيرة الاصلاح وتشكيل الرأي العام
- المادة النظرية المختارة لبحث السادة السياسيين
- الاصلاحات ومهمة نجاحها
- اطلقتها المرجعية الرشيدة ونلفذها العبادي
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستوبات الطلبة
- تحسين المعدل يقلل من نسب تدني مستويات الطلبة
- بلد المتاعب والصراعات
- نجاح ايراني..وتراجعي امريكي ..وخذلان واستياء اسرائيلي وسعودي
- ماتركت بدر لنا صديقا ولا لنا من خلقنا طريقا
- الحوثويون بين ضغط السلطة والهيمنة السعودية


المزيد.....




- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الحسين العطواني - المشاريع الاستثمارية تأخذ طريقها للقطاع الخاص في وزارة الكهرباء