أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟














المزيد.....

الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5050 - 2016 / 1 / 20 - 07:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟

السؤال الذي يطرح نفسه هنا. هل أضاف الإسلام إلى هوية العربي؟ أم أخذ من هويته؟

بما أننا درسنا التاريخ والجغرافيا الرسميتين من منطلق إسلامي، فإن غيرنا درسه من منطلقه الديني والسياسي كذلك. لهذا، أنا لا أعتقد بوجوب الموضوعية عند وقوفنا على التحاليل التاريخية والجيوسياسية، لأن ذلك يعتمد على المنظور والزاوية اللتين ننظر من خلالهما إلى التاريخ والجغرافيا.

إن ما نعرفه هو أن الإسلام أصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية، حتى أن أية أقلية أخرى، أصبحت تنضوي تحت لواء العروبة والإسلام.

وأصبحنا نجد العربي الديني واللاديني حين قام بعض المسيحيين العرب بالتنظير للقومية العربية، بديلًا كاملاً وشاملاً للهوية الإسلامية. إلا أنه لم يلغِ الهوية الإسلامية فحسب، بل وضعها في مرتبة متدنية، بعد رابطة العرق.

وظهرت شعارات في الوطن العربي كالتالي: الدين لله، والوطن للجميع. بحيث تضمن هذه الفلسفة الجديدة، التي تأثرت بالتيار القومي في أوروبا أنذاك، حرية الدين دون المساس بالوطن، الذي هو للجميع، وليس حق لطائفة دون أخرى.

ونستطيع القول إن هذه الأفكار، ازدهرت في الخمسينيات، مع بزوغ نجم جمال عبد الناصر في مصر. وتأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي، تحت شعار "أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة". وأهدافه؛ حرية، وحدة، اشتراكية لتجسيد الوحدة العربية والتحرر من الإستعمار والإمبريالية، إضافة إلى إقامة النظام الإشتراكي العربي.

وقد تبنى كل من سوريا والعراق أفكار حزب البعث، التي روّج لها ميشيل عفلق. وها نحن نرى نهاية هاذين النظامين. ففي البداية، انهار نظام صدام حسين. وها هو نظام الأسد يتآكل كل يوم، شيئًا فشيئًا.

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه؛ لماذا بدأت الولايات المتحدة بتصفية الأنظمة العلمانية والإشتراكية. ولم تبدأ بالأنظمة الإسلامية، عدوتها اللدودة؟ هل الإشتراكية العربية أقوى أم أضعف من الأنظمة الإسلامية لتبدأ بها؟ أم هل هي أكثر عداوة وتهديدًا لأمريكا وحليفاتها من الدول الإسلامية؟

إن نجاح الولايات المتحدة وحليفاتها في تصفية حساباتها مع كلٍ من نظامي صدام وبشار. وقد كانا مختلفين عن بعضهما البعض، لأن صدام حدد موقفه من الغرب، حين أطلق تسعة وثلاثين صاروخًا على إسرائيل، لكنه لم يجد قائدًا عربيًا آخر يقف معه ويطلق الصاروخ الأربعين.

صدام كان يعلم أن لا ملاذ من العودة عن المواجهة، وأن الصدام قادم لا محالة. وكان يعلم أيضًا أن شعبه سيقدرونه بعد موته، ربما أكثر بكثير من تقديرهم له وهو حي.

فيجب أن لا ننسى أن صدام طالما دافع عن العمق الإستراتيجي العربي، عن دول الخليج كما دافع عن فلسطين. ووقف وحيدًا حيال حصار جائر وحرب غير متكافئة. إن غياب صدام، أظهر لنا الأخطار الحقيقية التي تهددنا.

بينما أورد لنا بقاء الأسد جماعات متطرفة ومشبوهة، تتغذى يوميًا على الدم السوري. وقد استعانت المعارضة السورية بدول الغرب، كما استعانت من قبلها المعارضة العراقية بالدول ذاتها.
لكن لا المعارضة السورية ولا نظام الأسد بقادرين على وقف شلال الدم. أو هل نقل إنهم لا يريدون ذلك؟

إن الشعوب العربية عالقة ما بين مطرقة الدكتاتورية وسندان الإبادة الجماعية. فلا الديكتاتورية تنفع ولا الإبادة الجماعية تنفع. وعلينا أن نعرف الأجندة المبطنة ليس فقط للولايات المتحدة الأمريكية، بل لإيران وحلفاء العرب أيضًا. إذ ليس من مصلحة أحد أن تقوم للعرب قائمة.

ولذلك، فإن فشل نظرية القومية العربية عند التطبيق السياسي، أدت إلى حدوث فراغ كبير. وقد جاء هذا متزامنًا مع تنامي قوة الإسلام السياسي في المجالين الديني والعملي. إذ أصبح الإسلام السياسي يخوض حرب السلطة من أجل فرض نفسه.

وقد جاء فوز الإسلاميين في الجزائر في الثمانينيّات إنذارًا للجميع بقدوم نظام إسلامي محتمل. حينها لم تكن المنطقة العربية جاهزة لمثل هذا المطب السياسي. وقد شهدنا حرب المجازر في الجزائر، والتي استمرت عشرين عامًا. وكان جزء من تلك الحرب بمثابة بحث الجزائري عن هويته، بعد مائة وثلاثين عامًا من الإستعمار الفرنسي، الذي حاول فرنسته بالكامل.

وتجربة الجزائر وغيرها تثبت لنا أنه عندما يتوه العربي عن هويته، فإنه يبحث عنها مستخدمًا بوصلة الدين. وهذا ربما أكثر من رد فعل على محاولات تجريد العربي من هويته، بل وإهانته المستمرة بكافة السبل. وهي محاولات هائلة.

وأول سبب بسيط يدعو العربي للجوء إلى دينه الإسلامي هو أن رسوله وقائده عربي، وهو مثال يحتذى به في مواجهة المخاطر والأطماع الأجنبية في المنطقة.

وحين تعقد المقارنات بين الإسلام والكنيسة، حيث أن الأخيرة تم فصلها إسميًا عن الدولة. فإن لنا موقف آخر من اليهودية. إذ أن إسرائيل دولة يهودية، لم يتم فصل الدين والعرقية اليهودية عنها. وصراعها مع العالم الإسلامي صراع ديني، قائم على موروثها الديني، والذي تعمل فيه على بناء إسرائيل الكبرى الممتدة على الأراضي العربية. وهذا يعني أيضًا أن هناك صراع وجود كذلك.

ولذلك يمكن اعتبار الإسلام السياسي، رد فعل على وجود الدولة اليهودية والتهديدات الغربية المستمرة. كما هو محاولة لإحياء الدولة الإسلامية، التي كان لها شإن بأس، حيث لم يكن يجرؤ أحد على التلاعب معها.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي
- الهوية الضائعة
- ماذا سنفعل بالمثليين الجنسيين في بلادنا؟
- الإضطهاد المسيحي 2
- أنت كافر
- الإضطهاد المسيحي
- الإسلام: ظالمًا أم مظلومًا؟ رد على منال شوقي
- الأوروبي البدوي 3
- دوّي الله أكبر
- الأوروبي البدوي 2
- بريطانيا الحب والملاذ والعتب الكبير
- الارهاب والكباب وشارلي ايبدو
- العربي الأوروبي
- الأوروبي البدوي!


المزيد.....




- قناة الأطفال المفضلة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مباني يستخدمها جنود الاحت ...
- ايران تطلق سراح سجين نمساوي انطلاقا من الرأفة الاسلامية
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس ...
- “خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد ...
- مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
- المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا ...
- فرح أطفالك ونزل طيور الجنة…تردد قناة طيور الجنة الجديد على ا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - الهوية الضائعة 3: قومية أم إسلامية؟