عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 22:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اعتقادي ان بداية الخروج من المازق، تكون بمواجهة أنفسنا بالحقيقة وهي أن من أوكلنا لهم مهمة القيادة فشلوا وخذلوا شعبنا وبلدنا، وأننا نحن جميعا مسؤولون خذا القدر أو ذاك عن الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن وعلينا أن نعترف بأخطائنا أولا إذا كنا نريد أن نصحح الخطأ، ونبدأ صفحة جديدة، من أجل توفير الأجواء المناسبة للتعايش والسلام الاجتماعي والعدالة الانتقالية.
لا احد يستطيع ان ينكر المآسي الإجتماعية، والآلام والأزجاع التي سببتها حرب التحرير، سواء في الطرف الذي انحاز للشعب، أو الطرف الذي انحاز للطاغية، وأن القتل والتعذيب الذي حدث قبل 17 فبراير لم يتوقف إن لم نقل أنه تضاعف.
لايعني اننا نركن الى مقولة، ان الدولة قد انهارت، وعمت الفوضى ،ونعتبر ذلك واقعا لا فكاك منه ونكتفي باللطم على الخدود في انتظار تدخل خارجي يخلصنا مما نحن فيه.
هناك نماذج وامثلة فاشلة منها التجربة العراقية بعد تفكيك الدولة واسقاط صدام وانتهاج سياسة الاقصاء والتهميش وتصفية الحسابات ومقوبة اجتثاث البعث، والنتيجة ظهرت الان في شكل فساد سياسي واقتصادي وغياب الامن والاستقرار ومصير مجهول للبلاد، وهناك امثلة كثيرة على نجاح المصالحة كما حدث في بلدان أوروبا الشرقية، وفي البوسنة، وكذلك المصالحة التاريخية التي قادها الزعيم الراحل مانديلا، وشعاره الذي رفعه :( نسامح لكن لا ننسى)..
و لانستطيع ان ننسى المصالحة الاكثر نجاحا، التي جرت في رواندا.. حيث قادت الحرب الاهلية هناك الى مقتل اكثر من نصف مليون شخص، والان هي دولة يفتخر بها العالم بعدما استطاعت النهوض من كبوتها وتحقيق نجاح اقتصادي تمثل في تحقيق نمو بنسبة 7%..
هذه التجارب الناجحة هي الخيار الامثل والسياسة الانسب لنا رغم صعوبتها.
المسألة لا تحتاج منا، الا إلى الاخلاص والتجرد من الاهواء الشخصية ، والانحياز للوطن ، فاذا استطعنا الخروج من حالة الانقسام ، مع بداية حكومة الوفاق الوطنى في اداء مهامها ، واول اولوياتها ، استباب الامن،و اصدار وثيقة للمصالحة الوطنية، وتشكيل نظام قضائى حقيقي ،وضمان نظام محاكمات عادل، يضمن معنى القصاص العادل، وليس الثأر المقيت، وترسيخ مبدأ العفو النبيل، وليس التنكيل المقيت.وان نتصارح جميعا، فالمصارحة (أحد مكونات العدالة الانتقالية)..
بمثل هذه الخطوات فقط سنضع ليبيا على الطريق الصحيح.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟