احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 22:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق من اغني البلدان بالقدرات الحضارية والقِيمية والبني التقليدية التي تشكل نبراسا وهاجا من شانها أن تسهم في بناء المجتمعات والحفاظ على تاريخها لتحيي حاضر رغيد وتستشرق منها مستقبل سعيد، ومن ابرز تلك البني هي العشائر العراقية العربية الأصيلة التي لعبت دورا كبيرا منذ زمن بعيد في المشهد العراقي خصوصا والعربي عموما عبر مراحل الزمن ولعل أهم دور تمارسه هو إرساء دعائم السلم والتعاون والتلاحم والحفاظ والتمسك بالهوية الوطنية والعربية، وطرد الغزاة من أراضيها، وثورة العشرين شاهدا جلي على ذلك.
من هنا وغيره انطلق المرجع العراقي الصرخي ليفتح بابه وداره التي وسعت كل شرائح المجتمع العراقي بمختلف أطيافه وتنوعاته، فكان للعشائر العراقية الأصلية الحضور البارز للقائه والاستماع إلى إرشاداته وتوجيهات ونصائحه التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، والارتقاء بالعشائر لكي تلعب دورا فعالا في إنقاذ العراق من المرحلة المفصلية الخطيرة التي يمر بها،
فكان مما قد أكد عليه في مُجمل لقاءاته وفي معرض أجوبته على ما طرح عليه من أسئلة واستفسارات، أكد على أن حالة العزل والفرز بين الحوزات أو المرجعيات الدينية، تعمَّقت أكثر بعد إحداث ثورة العشرين حيث عملت القوى الاستعمارية على دعم الجهة التي ينسجم منهجها مع مشاريعها الاستعمارية الخبيثة، وضخ الأموال لها وتسخير لها الإعلام، حتى صارت هي من تتحكم في اختيار المرجع أو الزعيم، وفي المقابل قمع وتهميش الجهة التي ترفض مهادنتها أو الانبطاح لها، وهذا نهج مستمر وباقي ما دام الجهل والميول نحو المادة والواجهة هو المتحكم في الأفكار والسلوك والمواقف، ونفس الأمر طبقته المرجعيات الانتهازية والرموز السياسية على شيوخ العشائر، حيث عملت على تقريب هذا ودعمه من اجل استقطابه وكسب ولائه، وتهميش وإقصاء كل من لا يتماشي مع مصالحها الانتهازية، ومن هنا يرى المرجع الصرخي إلى ضرورة تحصين شيوخ وزعماء العشائر العراقية من خلال توفير كل الظروف المناسبة التي تليق بوزنهم وثقلهم الاجتماعي من خلال تأسيس قانون عادل ينظم هذا الأمر، حتى يكون زعيم العشيرة بعيداً عن أي ضغوطات وتأثيرات تلك الجهة الدينية الانتهازية أو السياسية الفاسدة، وبذلك نقطع الطريق إمامها من الركوب على ظهر شيوخ العشائر وأبنائها لتحقيق مصالحها الشخصية، لافتا شيوخ وزعماء العشائر إلى حقيقة أن كل القادة والزعماء هم بحاجة إليهم، لما لهم من تأثير على إفراد عشائرهم وقبائلهم، ومن هنا لابد لشيوخ العشائر أن يكونوا في موقف القوة والسيطرة وتبني المواقف الوطنية المبدئية للضغط على القادة والساسة من اجل إنقاذ العراق، لا إن يكونوا وسيلة لتحقيق مصالح الرموز الدينية والسياسية لانتهازية.
مؤكدا في الوقت ذاته على الجميع بما فيهم شيوخ العشائر على ضرورة البحث عن البذرة والأساس الصالح السليم الذي من خلاله ينطلقون للقيام بالواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي والوطني لبناء المجتمع من اجل إنقاذه وإنقاذ العراق من النفق المظلم الذي زجته به السياسات الطائفية، وضرورة اعتماد الولاء للعراق وشعبه الجامع المشترك، والخيمة التي تحتضن الجميع، والحصن الذي يتحصن به كل العراقيين دون استثناء.
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟