أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مشتاق جباري - الثقافة المعطلة














المزيد.....


الثقافة المعطلة


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5049 - 2016 / 1 / 19 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المثقف المبدع في صنوف ومجالات الثقافة والمعرفة في العراق حبيس جدران الصمت وانعدام الفضاء الملائم للحركة وطغيان اصوات الحرب على صوت السلام,والمثقف العاطل نتاج للثقافة المعطلة وهو يعني فيما يعنيه ,ذلك الفنان او الكاتب او الشاعر اوالمفكر الذي لايجد ما يلبي طموحه ,ويعطيه الحيز المناسب للأبداع,وهي شروط رئيسية للمقدرة على التواصل والاستمرار في خوض المواجهة وممارسة معارضة ايجابية (ليس رفضآ لأجل الرفض) بل لتصحيح المسارات وتجاوزها نحو انتاج الثقافة وليس استهلاكها فحسب .هكذا يجبر المثقف على الجلوس في الغرف المظلمة ,تخيلوا واقعآ يخلو من المعرفة والفن الجميل والادب الرصين والروح الخلاقة ,كيف سيكون؟.ومن علامات التوقف الثقافي الواضحة في العراق التوقف عن الانتاج السينمائي, وعزوف المجتمع عن تلقي الافكار البناءة وانغماسه في متابعة السياسة, والتأثر السلبي بوسائل الاعلام وغيرها الكثير من العلامات ,وهذا تعطيل ثقافي بمجموعة ابعاد منها انشغال القائمين على الدولة وعدم اهتمامهم بألخطاب الثقافي , وتأثير الحالة الاقتصادية السلبي على الوضع الثقافي في البلاد,وهجرة المبدعين المزمنة وغيرها ,والمثقف مسؤول والثقافة مسؤولية وحين نصل الى مستوى التفكير بألتخلي عن هذه المسؤولية لأي سبب كان ندخل مرحلة خطيرة تحدث فراغآ مؤلمآ , يملأه اشباه المثقفين بتفاهاتهم ,وتملأه السياسة استغلالآ مخيفآ ورجعية قبيحة ,ويستغله رجال دين لايملكون ثقافة دينية ولا مقدرة على قراءة الدين قراءة انسانية واعية استغلالآ سيئآ .هذا هو حال الثقافة المعطلة بسبب خنق المثقف وعزله, اوبسبب هزيمة المثقف الذاتية التي تدفعه للعزلة الاختيارية, وحال المثقفين في البلدان العربية بشكل عام يرثى له , فما ان تسنح لأحدهم فرصة الظهور الاعلامي او غيره حتى تجده متلهفآ لتقديم بعض ما لديه من معارف لكنه يصطدم بما يريده الاعلام من اشياء مختلفة تدعم توجهاته واجندته الخاصة, وهنا يحدث التقاطع بين الاتجاهين وتخرج الثقافة خالية الوفاض غير قادرة على توجيه رسالتها السامية الى الجماهير.سلطة المثقف هي العليا وان كانت الظروف ليست مناسبة لممارسة هذا الدور بشكل مؤثر , ويجب ان لايشعر المثقف انه بحاجة الى اولئك الذين يمتلكون القدرة. والثقافة قد تكون عاطلة وليست معطلة في بعض الاحيان اي انها لاتعمل بألشكل الصحيح ولايمارس روادها مسؤوليتهم المناطة بهم ,يمنعهم كسلهم من اضافة شيء للحركة الثقافية.وبألتاكيد فأن الثقافة لن تهزم ,وحاملي شعلتها لن يستسلموا لكل عوامل الهيمنة والتخلف والكسل ,وقد يضطرالبعض للأنحناء حتى مرور العاصفة لكن الاستسلام ليس جزءآ من هذا الانحناء, وان هزم البعض,تبقى الثقافة بشكل عام قادرة على المواجهة مهما اشتد ضعفها ,لأنها سفينة اعتادت الابحار في اجواء عاصفة .



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاباء يرحلون باكرآ
- رزاق بعد منتصف الليل
- الصلف الامبريالي
- احتباس سياسي
- الجمهورية تهتز ..
- موعد مع القمر
- عقاب رومانوف
- خريف الحلول المؤجلة
- الذئاب المنفردة
- ليلة سقوط الداعية
- معالم على الطريق
- ثم اهتديت
- هذه الارض لاتشيخ
- حين يعتزل القلم
- العودة الى الذات
- العالم يشيخ مبكرآ
- سياسة الانبطاح الايرانية
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مشتاق جباري - الثقافة المعطلة