أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - أردوغان يستغلّ انشغال العالم بالحرب على سوريا ليشنّ الحرب على الشعب الكردي















المزيد.....

أردوغان يستغلّ انشغال العالم بالحرب على سوريا ليشنّ الحرب على الشعب الكردي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أهي مجرّد حرب على الشعب الكردي...

ما أن حقق أردوغان انتصاره في الانتخابات التشريعية المجراة يوم غرّة نوفمبر من العام الماضي حتى شنّ الجيش التركي هجوما واسع النطاق على مواقع المقاتلين الأكراد الذين تعطّل الحوار مع ممثليهم منذ عدّة أشهر. فهذه الحرب التي يشنّها الجيش التركي جنّد لها أردوغان ما يزيد عن عشرة آلاف جندي من الطلائع مدعومة بآليات عسكرية ضخمة برية وجوّية. وكان هدفها المعلن إخراج المقاتلين الأكراد من المدن الواقعة في المناطق الحدودية مع سوريا والعراق وخاصة مدينتي سيزرا وسيلوبي القريبتين من الحدود العراقية التركية. فقد تحولت المدينتان إلى ميدان حرب فعلية وأغلقت المدارس والمؤسسات العمومية وفرض حظر التجوّل لمدّة 24 ساعة على 24. وقطع التيار الكهربائي على أحياء عديدة، وانتشر القناصة في جميع أحياء المدينتين وتكفّل الجيش بالمداهمات، فقتل أعداد كبيرة من المواطنين، حتى أنّ أهاليهم لم يتمكّنوا من انتشال جثثهم من الشوارع لأيام عديدة. وكانت وسائل الإعلام الرسمية تروّج على أن هذه الحرب تندرج ضمن إطار الحرب على الإرهاب وأن جميع القتلى هم من الإرهابيين الأكراد. وفي نفس الوقت كانت الطائرات الحربية لا تكف عن الإقلاع من مطار ديار بكر الحربي باتجاه المناطق الكردية لقصف كلّ ما يتحرّك في مرتفعاتها.

أم هي حرب إبادة عرقية؟

وقد تحدّث بعض المراقبين وشهود عيان عن عملية إبادة عرقية فعلية يأتيها نظام أردوغان مستغلا انشغال العالم بما يجري في كل من سوريا والعراق. فقد صرّحت المؤرّخة التركية "آيشي سور" بأنّ الشعب الكردي يتعرّض إلى عملية إبادة عرقية، وقد أيّدتها عديد الشهادات من مراقبين متواجدين على عين المكان أو من مواطنين أجانب يعيشون هناك، كما جاء في الرسالة الموجّهة من مواطنة فرنسية تشتغل بالتدريس في المنطقة وجّهتها إلى الأمين العام للمنتظم الأممي وإلى الرأي العام الفرنسي، إذ كتبت:
"تخيّلوا للحظة واحدة أن حيّا كاملا من مدينة "ليون" أو "ران" الفرنسيتين يتم محوه من الخريطة على أيدي الجيش الفرنسي نفسه. تخيّلوا أنفسكم وأنتم المدرّسين تتصلون بنص قصير عبر الهاتف الجوّال يعلمكم بإغلاق جميع المؤسسات التربوية لمدّة غير محدّدة ويطلب منكم مغادرة مدنكم للفوز بجلودكم من المجزرة التي يتم الإعداد لها. تصوّروا أن لا أحد ينقل هذه الأخبار لباقي البلاد والعالم بل إن أغلبية الشعب التركي في باقي مناطق البلاد واقعة تحت تأثير دعاية القنوات التلفزية الرسمية التي لا تعمل على تغذية الحقد القومي وتمجّد ما يتمّ من قتل لـ "إرهابيين قذرين". هذا بالضبط ما يجري اليوم في المدن الكردية الواقعة في الجنوب الشرقي لتركيا. إنّها جريمة دولة يتمّ تنفيذها وسط صمت دول العالم بل قل لامبالاتها وتواطؤها... أصدقائي الأعزاء، أعلم أن كردستان ليست المنطقة الوحيدة التي تتعرّض لمثل هذا الدمار، لكن لمّا أتذكّر أنّ هذا يتمّ بعد قرن بالضبط، يوما بيوم من الإبادة الجماعية للشعب الأرمني، فإنّه يتملكني الهلع، وأعتقد جازمة أن أمرا مماثلا يتمّ الإعداد له الآن ضد الشعب الكردي بإمر من السلطان أردوغان ذاته..."

الشباب يتحدّى الآلة العسكرية

وقد تحدّى شباب ديار بكر ومدن أخرى الاجراءات الاستثنائية وخرجوا في مسيرات مطالبة برفعها، وبإيقاف هذه الحرب القذرة. فواجهتهم قوات القمع بوابل من قنابل الغاز وخراطيم الماء الساخن فبل أن تشنّ حملة اعتقالات كبيرة في صفوف إطارات "حزب الشعوب الديمقراطي" الحزب الثالث في البرلمان التركي و المتّهم دوما بمناصرته لقضية الأكراد، حيث أقدمت يوم 10 جانفي الجاري على إيقاف أعداد كبيرة من شباب هذا الحزب بعد تعليمات أردوغان بمزيد من "الحزم" والصرامة في مواجهة التحرّكات الشعبية التي لا تنتهي والتي تشهدها أقاليم الجنوب الشرقي بل وحتى بعض أحياء اسطانبول ذاتها. وقد وجّهت لهم تهمة الانتماء إلى حزب العمّال الكردستاني المحظور والمصنّف "إرهابيا" في عرف أردوغان.

القوى الديمقراطية في العالم تندّد بنظام أردوغان

وكردّ فعل على حرب الإبادة هذه التي يشنها نظام أردوغان على الشعب الكردي وقياداته، نظمت الجاليات الكردية في شتى أنحاء العالم مظاهرات ومسيرات للتنديد بجرائم النظام وبصمت العالم "الديمقراطي" على ذلك. وقد وجدت هذه التحركات حيثما جرت مساندة كبيرة من القوى الديمقراطية. ففي مدينة "تورنتو" الكندية انتظمت مسيرات عديدة كانت أولاها يوم 26 ديسمبر الماضي، أي منذ بداية الهجوم الحالي. وفي نفس اليوم انتظمت مظاهرة مماثلة في مدينة دوسلدورف الألمانية شارك فيها ما يزيد عن 15 ألف أغلبهم من الجالية الكردية بألمانيا قدموا من عديد المدن الألمانية ورفعوا شعارات للتنديد بما "يقترفه نظام أردوغان الدموي من جرائم ضدّ شعبهم". أمّا في مدينة "بارن" السويسرية، فقد نددت المسيرة المنتظمة يوم 9 جانفي الجاري في نفس الوقت بإرهاب الدولة التركية ضدّ الشعب الكردي، وبالمجازر التي ترتكبها داعش ضدّ المواطنين في سوريا والعراق وكذلك بتنامي الحركات الفاشية في أوروبا.

كشف الحقيقة حول مقتل المناضلات الكرديات بباريس

كما انتظمت في باريس يوم 9 جانفي الجاري مظاهرة كبيرة شارك فيها ما يزيد عن عشرة آلاف أغلبهم أكراد جاؤوا من مختلف المدن الأوروبية للمطالبة بالكشف عن الحقيقة في ملف اغتيال المناضلات الكرديات الثلاثة : "ساكين صانشيز" 54 سنة وهي من مؤسسات حزب العمّال الكردستاني و"فيدان دوغان" 28 سنة و"ليلى سيلماز" 24 سنة، قبل ثلاث سنوات في العاصمة الفرنسية من قبل المخابرات التركية. ورغم إيقاف المتهم المحتمل بقتلهنّ من قبل الشرطة الفرنسية إلا أن المحققين مازالوا يتسترون عمّا أفضت إليه التحقيقات من تورّط النظام التركي في العملية. وهو ما تقتضيه مصالح النظامين المشتركة وهما من أبرز الأطراف المتدخلة في الحرب على سوريا وفي كل ما يجري في المنطقة.
وقد بدأت تركيا تجني ثمار هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية للبلدان المجاورة، فبعد العملية الإرهابية التي حصلت يوم 10 أكتوبر الماضي بأنقرة والذي استهدفت مسيرة كانت تنادي بإحلال السلم مع الشعب الكردي والتي ذهب ضحيتها 103 من المواطنين علاوة على مئات الجرحى، ها أنّ عملية جديدة تضرب قلب مدينة اسطانبول، ساحة السلطان أحمد وتستهدف جمعا من السوّاح الأجانب. إنّ تركيا التي وفّرت الدعم اللوجستي لكلّ من هبّ ودبّ من المعارضين للنظام السوري في إطار خطتها لوضع يدها على المنطقة والتصرّف داخلها كقوّة إقليمية يجب أن يُقرأ لها ألف حساب، تجني اليوم وستجني في المستقبل آثار سياستها التوسعية العدوانية.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التنمية في تونس-، كتاب جديد للأستاذين محمود مطير وحسين الرح ...
- الطبقة العاملة تستقبل السنة الجديدة بموجة من النضالات في أنح ...
- الانتخابات التشريعية في فنزويلا: هل هو انتصار للثورة المضادّ ...
- هل هي نهاية الاستقطاب الثنائي على الساحة السياسية الإسبانية؟
- الانتخابات الجهوية بفرنسا: الشعب يعبّر عن رفضه لبرامج الأحزا ...
- صدور العدد 31 (أكتوبر 2015) من مجلة -وحدة وصراع- في نسخته ال ...
- خلفيات إسقاط الطائرة الحربية الروسية وتداعياته
- القمة الدولية للمناخ: رهانات وعوائق
- علامات من ثقافة المقاومة زمن الاستبداد
- ثنائية الأمن والحرية في مواجهة الإرهاب
- حوار مع الأستاذ عبد الحميد الطبابي حول كتابه الجديد -دراسات ...
- ماذا يحصل في تركيا بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات ...
- لا لسياسة الحرب والإرهاب والبؤس! من أجل جبهة مشتركة لنضال ال ...
- العمليات الإرهابية في باريس ترسم مجددا خط الفرز بين القوى ال ...
- حوار مع الأستاذ مصطفى القلعي حول كتابه الجديد -التيار الإخوا ...
- اليونان من الاستفتاء إلى قبول المذكّرة الجديدة
- أمام هجمة رأس المال، الطبقة العاملة العالمية تتجنّد للدفاع ع ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - أردوغان يستغلّ انشغال العالم بالحرب على سوريا ليشنّ الحرب على الشعب الكردي