أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان حسين - شارلي ايبدو من من حرية السخرية الى قمة العنصرية














المزيد.....

شارلي ايبدو من من حرية السخرية الى قمة العنصرية


جوان حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شارلي ايبدو من حرية السخرية الى قمة العنصرية
جوان حسين )كوردي(

نشرت جريدة شارلي ايبدو الاسبوعية الفرنسية الساخرة يوم الاربعاء بتاريخ 13 / 1 / 2016 رسما كاريكاتيريا عن الطفل ايلان الكوردي ، الذي قذفته الامواج الى شواطيء جزيرة بودروم التركية ، في رحلة الهروب مع اسرته من الحرب في بلده سوريا ، و تظهر الصورة سخريتها من الطفل إيلان في اعقاب حادثة التحرش الجنسي في رأس السنة الميلادية التي وقعت في مدينة كولونيا بألمانيا ، وأثارت موجة سخط عارمة في اوساط الاوربيين ، ومفادها أن ايلان الغريق فيما لو كان الحظ حالفه بالوصول الى جنان اوربا ، سوف لن يكون بأفضل من غيره من اللاجئين الذين يلاحقون مؤخرات النساء ، وباتوا وبالا على المجتمع الأوربي ، هذه النظرة القاتمة تجاه مأساة شعب يرزح تحت الحرب والدمار ما هي الا انعكاس لروح الكراهية والعنصرية التي تمارسها اصحاب العقول الضيقة والفكر المشوه ، مستغلة حرية التعبير والصحافة في تدنيس مقدسات الشعوب ، و السخرية من مصائبها بأبشع الأساليب ، حين يصل الى حد الشماتة والاستهزاء بموت طغل بريء هرب من الموت بأسلحة صنعت في بلاد الغرب ، ليموت على جبين قرن الفظاعات و انتهاكات حقوق الانسان ، هذا الاسلوب من الغباء و الاحتقار في الشهرة على طريقة خالف تعرف تتبعها جريدة شارلي ايبدو في صناعة مجدها وشهرتها ، مثلما فعلت سابقا عندما أثارث حفيظة المسلمين حين نشرت صورا مسيئة للرسول محمد ، و على ما يبدو أن هذه الطريقة التي تنتهجها شارلي قد أماطت اللثام عن عورتها المتطرفة ونزعتها الحاقدة على المسلمين ، في زرع الكراهية والاحقاد ،و ضرب جسور التواصل و الانسانية بين الشعوب ، هذه النظرة الدونية التي يريد أصحاب هذه الجريدة الترويج لها عن اللاجئين وتصويرهم بأنهم شعوب هدامة و مسيئة في ظل ازمة اللاجئين التي تعصف بالغرب ، ليس من العقل بمكان أن ينسب جريمة البعض على الكل ، و مثلما تدين تدان فليس كل مسلم سيء ، وليس كل أوربي جيد ، ولكن ليس هكذا تورد الابل يا شارلي فالرصاصة التي أطلقتها على إيلان الكردي قد فضحت عنصريتكم ، وكشفت العار في حرية أقلامكم ، و ما انسانيتكم الا شعارات ابتلعتها الاسماك والحيتان حين القت بايلان الى شواطئ الرحمة ، ليكون تجارة للسخرية في جرائدكم ، تربحون من موت براءته مزيدا من الصغقات والاموال ، ولسان ايلان يقول لكم ولكل أوربا لولا صمتكم على قتلنا لما هربنا من بيوتنا و ذكرياتنا ، و لولا البحر الذي استعجل موتنا أنا و اخوتي لوقفنا في وجه الرصاص التي تريد ان تغتالكم ، فبأي حق تطعنوننا في موتنا ، هذا ما كان يريد إيلان ان يقوله إذا بلغ مراتب العلم في جامعات أوربا ، مثله مثل الكثيرين الذين اختلطت دماؤهم بدماء الاوربيين الشرفاء و تزواجوا و اصبحوا عناصر فاعلين في المجتماعات الغربية يقدمون خدماتهم في مختلف المجلات ، العلمية و الفنية و الصناعية ، وليس العبرة في قلة قليلة سيئة تعيش عالة على الجميع ، و تسئ الى الجميع على حداء سواء ، فأين عيون الحكومات الغربية الساهرة و انظمتها التكنولوجية المتقدمة التي تضرب بها المثل في العالم ، من كل ما يحدث ، وهي التي لا يخفى عليها شيء ، لماذا الحديث عن جرائم البعض من الشواذ ، و التستر على الالاف من اليد البشرية العاملة والخبيرة التي تتسابق عليهم مصانع أوربا ، هل على المسلم الصالح أسيويا ام إفريقيا كان أن يتحمل جريرة المسلم الطالح المسيء ، أم أن نظرية الاسلام فوبيا التي اختلقتها سياسة القوى الكبرى وفق مصالحها أصبحت الوجه السافر والممنهج لحرية إعلام غير محرر فكريا واخلاقيا.

كاتب ومخرج سينمائي
[email protected]
[email protected]



#جوان_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الديك والدبيكة اتحاد كتاب الكرد في سوريا ولادة من الخاص ...
- وصية الى ولدي


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان حسين - شارلي ايبدو من من حرية السخرية الى قمة العنصرية