|
أي شبابٍ وأي مُستقبَل ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 17:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
* حينَ يكون المرءُ شبعاناً ومُرتَوياً ومكانه دافئاً ... فأنهُ لا يتحدثُ عادةً عن " المُعاناة " ، وحتى إذا تحدثَ ، فسيكونُ كلامهُ ، على الأغلَب ، مُصطنعاً . وحين يكون الشخصُ جُزءاً ولو بسيطاً ، مِنْ آلة السُلطة وتَصِل إلى جيوبهِ ، بِطريقةٍ من الطُرُق ، أموال الفساد الوَسِخة ... فأنهُ لايتحدث عن " اللاعدالة في توزيع الثروة " ولا " إنعدام تكافُؤ الفُرَص " ، وحتى لو تحدثَ عن ذلكَ ، بين الحين والحين ، فأن كلامهُ سيكون زائِفاً ، مُخادِعاً ، مُنافِقاً . بِمُناسبة ظهور المسؤولين ، في الإعلام ، وحديثهم عن " الأزمات " . * كما ان الإنسان ( الأُمّي ) ، لاتهّمهُ " حُرِية النَشَر " ، بل لايعرفُ أصلاً ماهِية النَشِر . سواء أكانتْ الجريدة مُعارِضة وتنتقد ، أو مُوالِية فتمتدِح .. لأنهُ أي الأُمّي ، لايعرف القراءة أساساً . فكُل السُلطات المُستَبِدة ، تحُبُ المواطِن الأُمّي ! . نعم ، وترغبُ أن يبقى كما هو . كُل الحُكام الدكتاتوريين ، يُفّضِلون ان يكون المواطِن ، عديم الوَعي ، متبَلِد الإحساس ، خنوعاً ، مُنبطِحاً ، خائِفاً ، راضِياً في كُل الأحوال ... خروفاً لطيفاً ضمن القطيع ! . * وإذا كانَ لابُدَ من التعليم والتربية ، فأن السُلطات الحاكمة المُستبِدة ، لن تَسمَح إطلاقاً ، ان تكون التربية صحيحة والتعليم راقياً . بل تسعى إلى ان يبقى " المُعلِم " مكسور الجناح ، مُحتاجاً ، ينتظِر عطف الحكومة ، حتى يستلم راتباً ، لايسدُ رمقه . تُريد السلطات ، ان ينشأ التلميذ الصغير ، على الخَوف من كُل شئ ، أن يتعلم الكذب منذ الصغر ويُمارِس النفاق ويجيد التملُق والمُداهَنة ... تتحالِف السُلطات مع رجال الدين وكلاء الله في الأرض ، لتجهز على البقية الباقية ، من براءة الأطفال ، فتُدخِل في نفوسهم الرُعب من غضب الله على كُل صغيرةٍ وكبيرة ... فينشأ جيلٌ من المُعّوقين نفسياً وثقافياً ، جيلٌ لايعرف الفرق بين الحاكِم والإله ... سَهل الإنقياد ، مُستعِد للدفاع عن أولي الأمر مهما فعلوا !. ................. هل نحنُ الموجودين حالياً من كِبار السِن ، سَبَقَ وأن خَضَعنا في طفولتنا ونشأتنا الأولى ، لمثل هذا الإعوِجاج في التربية والتعليم ؟ .. الحَقُ يُقال ، ان المدارس والمناهِج ، كانتْ أفضل في الستينيات والسبعينيات ، وكذا المعلمين ، عموماً ، كانوا أكثر إحتراماً وعلماً ومِهنيةً وكرامةً . لكن حتى في ذلك الحين ، فأن إستبداد الحكومات وتقاليد وعادات المجتمع المتخلفة وقشور الدين ، لم تُساعِد ، على تهذيب النفوس والإرتقاء بها . إلقوا نظرةً ، على الطبقة الحاكمة الحالية في بلدنا : معظمهم ، تتراوح اعمارهم بين 55 / 70 سنة .. وغالبيتهم درسوا في الستينيات والسبعينيات " حين كان التعليم أحسن والمُعلمُ أفضَل " ، فلماذا هُم ( ولأكن دقيقاً " معظمهم " ) بهذا السوء ؟ ولماذا هُم على هذه الدرجة من الفساد ؟ * الخوفُ كُل الخَوف ... مِنْ ( أطفال وشباب اليوم ) الذين يترّبونَ وسط هذا المستنقع الفاسد ، بينَ نار الإسلام السياسي الحاكم وجحيم الفاشية الداعشية وإنحدار القِيَم المُجتمعية إلى الدرك الأسفل ... عندما يكبر هؤلاء ، ويقودوا البلد بعد عشرين سنة ... فماذا سيبتدعون من فنون الفساد والإنحطاط ؟! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرهابُ دَولة
-
العملُ والمَناخ
-
فَسادُ قَومٍ .. عندَ قَومٍ إستثماراتٌ
-
الدائِرة الجهنمِية
-
رَحيل
-
بْجاه العّباس أبو فاضِل
-
إرفَع رأسَكَ وأنْظُر إلى الأمام
-
مَنْ مازالَ يُصّفِقُ للأحزاب الحاكمة ؟
-
كُردستان تُركيا ... تشتعل
-
الأكلُ يحترِق .. الوطنُ يحترِق
-
مُعاهَدة لافروف / كيري
-
حِوارٌ عراقي
-
ما هُو إسمُ حَماكِ ؟
-
تدريب
-
إيسِف / مُحاولات قصصية 7
-
( دينو ) يحلُ مَشاكِل الأقليم
-
المعركة مُستَمِرة
-
إستقبالٌ - جماهيري -
-
يوميات مُوّظَف كُردستاني
-
حذاري من الفتنةِ في خورماتو
المزيد.....
-
محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا
...
-
عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح
...
-
مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
-
السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي
...
-
القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
-
القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ
...
-
رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
-
في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
-
مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
-
نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار
المزيد.....
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
المزيد.....
|