أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - هل الحنفاء المسلمون معتزلة














المزيد.....

هل الحنفاء المسلمون معتزلة


سامر إسلامبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 18:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال أحدهم لي: هل الحنفاء المسلمون معتزلة؟
قلت: لا، الحنفاء مختلفون عن المعتزلة مع وجود قاسم مشترك بينهم ،ولا يخلو جماعة من تشابه مع أخرى بشكل من الأشكال وهذا لا يجعل الجماعة تنمحي وتندمج مع الثانية أو تصير تابعة لها.
ونحن نرى أن المعتزلة كجماعة فكرية نشأت كفكر معارض للاستبداد الأموي وتصدت لهم وعالجت مفاهيم معينة أهمها مفهوم الجبرية وان الحاكم ظل الله في الأرض ، ونادت بالحرية ومسؤولية الحاكم وتبلور فكرها حول هذه النقطتين وما يخدمها حتى مفهوم خلق القرءان وأزليته هو لتثبيت حرية الإنسان ومسؤولية الحاكم
قال: ولكن أنت قلت في أحد تعليقاتك، لو شئنا لقلنا إن القرءانيين هم امتداد للمعتزلة الحقيقيين.
قلت: نعم قلت هذا ولكن انتبه لكلمة( لو شئنا) يعني أننا ليس كذلك ولكن هذا أتى بسياق التعليق لأخبر القارئ أن القرءانيين هم أهل العقل والفكر والحرية ، وهذا الذي تميز به المعتزلة تاريخياً كرمز، ولا يعني أن كل فئة عقلانية تدعو للحرية الفكرية أنها معتزلة ، ولكن هذا صار اصطلاح بين الناس كل من يدعو للفكر الحر العقلاني من المسلمين يقال عنه معتزلي أو امتداد لهم ولو أنه ليس من المعتزلة كجماعة ، ونحن كذلك ، مع العلم أن النبي محمد هو أول عقلاني وصاحب تفكير حر قرءاني، وإن كان ولابد من التصنيف فنقول : المعتزلة سابقاً هم جزء من القرءانيين كفكر ومنهج ولو أنهم قاصرين في المنهج عموماً.
واعلم أن المعتزلة هي فكر عقائدي وعلم كلام فقط وليس عندها أصول ولا فقه فهم يتبعون المذاهب الفقهية يعني هم مقلدون في الفقه و يهملون العقل رغم أنهم ينادون بالعقل والحرية ، وهذا من أهم الفروق بيننا ، فالحنفاء عقلانيون بالإيمان والأصول والفقه ولا يتبعون إلا القرءان والعلم.
والفرق الثاني وهو جوهري قولهم إن مصادر التشريع أربعة ويقدمون ذكر العقل وبعده القرءان والسنة و القياس، وعند التدقيق والدراسة تعلم أن القياس ليس مصدراً وإنما آلية تفكير، والسنة يلحقون بها القول والإقرار يعني تشمل الحديث فهو مصطلح هلامي سطحي وغير منضبط و تتفاجأ عندما ينفون عن السنة أنها وحي أو محفوظة أو أنها ثابتة بذاتها أو أنها تؤسس حكماً شرعياً أو مفهوماً إيمانيا أو تثبت خبراً غيبياً، فكيف مصدر وينتفي عنها كل هذه الصفات ؟ وكيف مصدر وهي لا تثبت حكماً شرعياً ولا غيره ، فقولهم بمصدرية السنة قول مفرغ من محتواه وتدليس ، وبقي القرءان والعقل، يقولون إن العقل هو مصدر والقرءان يكشف عن ما يقول به العقل، يعني حتى القرءان مضطربين فيه هل هو مصدر يؤسس حكم شرعي أم العقل الذي يؤسس والقرءان كاشف له فقط، والعقل عندهم مصدر ، ويضطربون في مفهوم العقل ولا يضبطونه ، فيوجد فرق بين مقولة إن العقل يدرك حسن وقبح الشيء من خلال الواقع و التجربة وأثر الشيء ونتيجته، وبين حكمه حرام وحلال، فتمييز العقل بين حسنها وقبحها لا يجعله مصدراً تشريعياً ، وإنما يجعله دليلاً تمييزياً، والمصدر هو الواقع والعلم والتجربة والخبرة ، وتمييزه بين حسن الشيء وقبحه لا يجعله مصدراً تشريعياً يطلق الأحكام حرام وحلال وواجب ، وإنما يعطيه صلاحية إطلاق عليه الذم والمدح وبشكل نسبي لايستوعب كل السلوكيات وذلك نتيجة الواقع والعلم فهو المصدر وليس العقل، وهذا شيء آخر غير الحكم الديني.
فهذا من الفروقات المهمة بين المعتزلة والحنفاء، فنحن نقول إن القرءان هو المصدر التشريعي الديني الوحيد ، ولا ننفي مصادر أخرى للعلم و المعرفة مثل التاريخ والواقع والعلم والتفكير، ونعد العقل فعل أو وظيفة للقلب الذي هو الفؤاد المتموضع في الدماغ، ويتم تفاعل الاثنين مع الحواس والواقع الخارجي والمعلومات من خلال لسان (لغة) يتم التفكير به كحقل ومجال له فيميز بين حسن أو قبح الشيء ويحكم عليه بناء على ذلك بالذم أو المدح لفاعله .
ويوجد تفاصيل غيرها محل اختلاف بيننا، ولا نعد كتب المعتزلة مصادر أو مراجع لنا ندرسها أو نتثقف بها رغم أهميتها كتراث فكري ولكن تجاوزناها.
ولا نرى أن للمعتزلة أي وجود حالياً على أرض الواقع ومن يدعي ذلك هو مهرج و هربان من التاريخ يحاول أن يبعث فكر الاعتزال وينفخ فيه ولكن هيهات فالميت لا يتحرك ولا يمكن أن يرجع للحياة .



#سامر_إسلامبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب نهج البلاغة منحول في معظمه على علي بن أبي طالب
- استغلال فكرة المهدي عند المسلمين من قبل بريطانيا وروسيا وأمر ...
- مصداقية كتب التاريخ القديمة ؟ ومقدمة ابن خلدون نموذج
- التحسين والتقبيح العقلي
- الرد على من قال إن السريانية أصل لدراسة القرءان


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر إسلامبولي - هل الحنفاء المسلمون معتزلة