اسامة علي السيد
الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 18:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة :
يعاني التنوير في المنطقة عامة ومصر خاصة من ازمة حقيقية تتمثل بالنخبوية الشديدة والضيقة والتي لم يخرج منها المتنور المصري
منذ بدء سيطرة الاسلاميين على الشارع ابان حكم السادات والى الان
بقي المتنور المصري رهين مكتبته وطاولة المقهى الخشبية مع اقرانه او المنتدى الادبي في احسن الاحوال او صفحته على الفيسبوك حديثا ً
بحجة ان المجتمع غير مؤهل لسماع الافكار التنويرية رغم ان السبب الحقيقي هو عجز المتنور المصري عن استخدام لغة بسيطة تصل الشارع المصري
مما فسح المجال للاسلاميين بالانتشار بصورة كبيرة خصوصا في المناطق الفقيرة اعتمادا ً على خطاب عاطفي غيبي
يعد الناس بجنة وخلود ورزقا ً وفيرا ً واصفا ً سوء العيش بأنه وافر حب من الخالق وبالتالي قدم الخطاب الديني حلول سريعة تدجن المجتمع وتجعله خاضع لمجمل الافكار الغيبية ..
شيء فشيئا ً اصبح التنوير ظاهرة صوتية كسولة تكتفي بلعن الظروف والمجتمع والاديان واصابة المثقف المصري مختلف امراض الاستعلاء والطبقية والبرجوازية ..
اصبح كافي لاي فرد مصري بقراءة مجموعة صغيرة من الكتب ليبدأ بالاستعلاع على بقية المجتمع والانعزال باعتباره متمردا ً على واقع الوطن
متناسيا ً ان الحقيقة الوحيدة لانعزاله انه وجد مبررا ً لكسله فقط بعد ان عجز عن تغير مجتمعه حتى قبل المحاولة بصورة مشابهة للانسان المتدين الذي يجد العزاء بجنة موعودة
مكافئة لسكتوته وخنوعه لواقع متردي واهمال صحي وتعليم فاشل وخدمات منعدمة ومعاملة لاانسانية !!
لن يخرج المتنورون من ازمتهم قبل ان يعترفوا بخطأ قرائتهم للاحداث طوال الفترة السابقة وبعد ان يباشروا في العمل المجتمعي وسط الشارع المصري
بمبادرات مختلفة تلمس الواقع وتنشر العلاج الفكري بين الجماهير ..
وللكلام بقية
#اسامة_علي_السيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟