أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطيب بدور - المدرسة : قاطرة أم مقطورة ؟ أداة للرقي الاجتماعي أم عامل مساعد على التهميش...















المزيد.....

المدرسة : قاطرة أم مقطورة ؟ أداة للرقي الاجتماعي أم عامل مساعد على التهميش...


محمد الطيب بدور

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 11:35
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


و أنت تستقبل التلاميذ الواحد تلو الآخر ...داخل قاعة بمدرسة في أقاصي الريف...و تنتظر حتى يكتمل عددهم ...في ذات شتاء..ليبدأ الدرس...و تنظر الى الأجسام المرتعده...تصطدم نظراتك بعيون حزينه
و فرائص مرتعشة ...و أحذية بلاستيكية ..لا تقي من البرد...و تدرك حينها أنه ليس بامكان البيداغوجيا
أن تسعفك لتتناول القسمة الاقليدية ...أو غيرها من المحتويات...و تتذكر أن الكثير من أشباه هؤلاء
يتواجدون بمدارس شبيهة ...فتشعر و كأنك تمتطي قطارا مهترئا...بطيء الحركه...يدخل في نفق
طويل مظلم...داخل فضاء يصبح فيه الكل مجهولا...صمت رهيب تشقه بعض الأصوات الفزعة.
و اذا صادف ..أن يزيد احباطك...فانك ستدرك ما معنى أن يعيش طفل في منطقة همشت لعشرات السنين...فالوضع ليس أفضل ...فكأن الحياة تقتصر على التنفس و الحركة و مزاولة أشغال لا علاقة
لها بظروف عيش كريمة.
المدرسة هنا...كغيرها من المؤسسات العمومية ان وجدت...صورة مصغرة ...تعيش رتابة مقيته
و ليس بوسعها وان أبدع المربي ..أن تصبح فضاء نمو...لكل أبعاد شخصيته...بل على العكس
فقد تنشب بها متناقضات المحيط الخارجي لتعطل حركتها البطيئة أصلا.
و يصبح من الواضح أن كل المثيرات المنعدمة في هذا الفضاء الحزين لن تذهب بعيدا بتطور وجدان
و عقل الطفل...و قد ينعكس ذلك احباطا للمربي ...فيقل ابداعه و لن يكون له مطلب سوى أن يرحل بعيدا
و لن يتسنى له ذلك بسهولة.
اذن..بات من الواضح أنه لا يمكن الحديث عن تطوير المدرسة بمعزل عن بقية مكونات المحيط الذي تتواجد به. تلازم حتمي يستند الى مفهوم ايجابي لتكافؤ الفرص التعليمية في علاقة
بعدالة اجتماعية ...تضع المؤسسات العمومية في مرتبة الأولوية القصوى .
معادلة صعبة...حققتها بعض الدول التي راهنت على المعرفة ...واعتماد العقل البشري لتطوير كل مجالات الحياة...ضرورة وضعتها مجتمعاتهم و باقتناع تام ...وفروا لها الظروف الملائمة و حموها
من كل الشوائب...عن طريق هياكل و مؤسسات استهدفت مساندة المدرسة و انجاح رسالتها بما يضمن
ريادة الفكر ..و البحث و تفجير طاقات ابداع كل من التلميذ و المربي...ذاك مجتمع يجل المعرفة و يدركها..خلاصا لكل المعوقات ..محيط مرغب للطفل و لكل القائمين على الشأن التربوي..يحلو فيه العيش..تسنده نظرة ايجابية للمنظومة التربوية ...و كيف لا اذا احتلت كل العناصر الفاعلة في التربية
مكانتها من حيث هي تهيئة المستقبل بوعي و فاعلية خاضعة للتقييم و التعديل. هذا نموذج تحتل فيه التربية الريادة...هي قاطرته...على عكس منظومات تربوية تستقي حركة نموها البطيء أو تخلفها من
محيط يستعديها...لأنه لا يجل المعرفة...بل ربما سيعمد الى تدمير رسالتها بمختلف أشكال التحقير
و في ذلك تحقير لمهنة المربي و ازدراء لمستقبل الطفل... ظواهر العنف ...و سرقة الحواسيب من
المدارس و تفشي تعاطي المخدرات ...دليل واضح على فقدان حماية المجتمع أساسيات حقوقه و أهمها سلب الحق في الأمان و التعلم....و مزاولة الحياة
على أسس سليمة...و في كل ذلك منزلة متدنية للمدرسة و لكل القائمين على الشأن التربوي...فكأنهم جميعا يركبون قطارا نحو نفق ...لا يعرفون ما يفعلون...لا هم يدركون طوله...و لا حتى متى يظهر

نور ..ليعرفوا أنهم أحياء ...و أنهم كانوا في غفوة...
من ناحية أخرى :
اذا اختارت المنظومة التربوية برامج و طرقا و سبل تكوين متساوية من حيث المحتوى..و كذلك فعلت للكتب المدرسية ..و الحياة المدرسية...فان
ذلك يبدو كافيا مبدئيا لتكريس مبدإ تكافؤ الفرص بين المتعلمين و الجهات
غير أن مبدأ تكافؤ الفرص و بهذه النظرة الضيقة لم يأخذ من تعقد المشهد
الاجتماعي و الجغرافي للبلاد ..ما يجعله قابلا للتطبيق...و القضية لا تحسم بالنوايا..بل بدراسة واقعية لمكونات البنية التربوية في علاقتها بالجهات و المحليات و الأسر..و توزعها جغرافيا و تموقعها اجتماعيا و ثقافيا..
ماذا يعني تكافؤ الفرص التعليمية ؟
أن يجد المتعلم فرصته الكافية في التعلم و النجاح باعتماد نسق تعلمه دون أن يخضع لضغوطات مادية و اجتماعية ..و أن يتقدم في المعرفة و توظيفها تبعا لقدراته الذاتية..يشجعه على ذلك محيطه أينما كان...
يفترض هذا التصور..أن يرتقي المتعلمون سبل المعرفة و يكتسبون المهارات و يتملكون ما يمكنهم من الذهاب الى مستوى يؤهلهم للدخول في
سوق الشغل ..
يفترض هذا التصور أيضا أن يتلقى المتعلمون و في ظروف متكافئة
تعليمهم ...فلا التنقل و لا الجوع و الخصاصة و لا الظروف الصحية
تكون عائقا..و هو ما لا ينتبه اليه القائمون على حظوظ التربية في بلادنا..
التكافؤ يبدأ حين يكون كل المتعلمين جاهزين لتلقي المعرفة و بنائها عندما نعزل.كل المعوقات آنفة الذكر..
انه و بعزل تلك المعوقات..تظل الفوارق قائمة ..أسلوب التعلم الشخصي في التعلم...و نسق تدرجه...و هي من المؤشرات الخاضعة للتطوير..
لذلك فان الفوارق التي تضاف لهذه المؤشرات و التي هي من صنع المحيط الاجتماعي و الجغرافي و الثقافي تزيد في الهوة بين المتعلمين
و تشكل صعوبات حقيقية أمام المدرس..الذي يجد نفسه عاجزا على تحقيق
الأهداف التعليمية التعلمية.وتضيف المؤسسة التربوية و بواسطة التقييم
الذي تنتهجه ..تفريقا آخر..بين الحد الأدنى..و عدم التملك..و الامتياز و غيرها ..مؤشر يؤكد العزم على تقسيم المتعلمين و فتح باب التنافس ..
و اللهث وراء الدروس الخصوصية...و في النهاية ينتج ن ذلك..
تكريس النخبوية
اقصاء أكثر من50 في المائة من السباق..المغالطي..
التسرب من المدرسة
لينتهي الأمر في النهاية الى تصنيفات من قبيل الذكاء و الدونية
و المتوسطية و غيرها من الأوصاف المحبطة..
لكل هذه الأسباب نقول ان المنظومة التربوية لا تعمل على تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص بل هي ترسي اعادة انتاج الفشل و التهميش لشريحة كبيرة من المتعلمين..يساعدها في ذلك ارساء مؤسسات و منظومات شجعت التعليم بمقابل..أصبح ذلك جليا بفقدان الثقة في المؤسسة التربوية العمومية
المثقلة بملفات طال انتظار حلها.....



#محمد_الطيب_بدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأماكن
- الاصلاح التربوي بين الفشل و رهانات النجاح
- أماه
- واحدة بواحدة قصة قصيرة
- الأمل


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الطيب بدور - المدرسة : قاطرة أم مقطورة ؟ أداة للرقي الاجتماعي أم عامل مساعد على التهميش...